يوم فى حياة الفلاح المصرى.. تاريخ من الكفاح والصمود والشقى لزراعة الأرض.. سيدات الغيط جنود مجهولة داخل أراضى مصر.. ترعى المواشى وتزرع الحقول لرعاية لأسرتها.. ويحتفظون بمقتنياتهم للتعبير عن عاداتهم وتقاليدهم

الجمعة، 20 أغسطس 2021 11:00 م
يوم فى حياة الفلاح المصرى.. تاريخ من الكفاح والصمود والشقى لزراعة الأرض.. سيدات الغيط جنود مجهولة داخل أراضى مصر.. ترعى المواشى وتزرع الحقول لرعاية لأسرتها.. ويحتفظون بمقتنياتهم للتعبير عن عاداتهم وتقاليدهم يوم فى حياة الفلاح المصرى
الدقهلية - مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اهتمت مصر بالزراعة منذ القدم، والتي كانت أساس رخاء البلاد وثروتها، فكانت الحضارة المصرية القديمة من أوائل الحضارات التي استطاعت أن تحقق ثورة هائلة في مجال  الزراعة مع احتضانها لنهر النيل، فمع بداية حدوث ظاهرة فيضان النيل ومعرفة المصري القديم بحدوثه في شهر يوليو من كل عام وانحسار مياه الفيضان في شهر نوفمبر الذي ترتفع فيه درجات الحرارة مما يسهم في إنبات البذور ونضج المحاصيل الزراعية ومن هنا عرف المصريون الوقت المناسب لزراعة الأرض وقاموا بإنشاء العديد من المشروعات المستحدثة في الرى كحفر القنوات والترع لتوجيه المياه إلى أماكن بعيدة عن ضفاف نهر النيل والسدود من أجل نقل مياه النيل وتوزيعها للري والشرب، واستخدموا آلة الشادوف لنقل المياه من الترع والمصارف المنخفضة عن مستوى الأرض الزراعية للقنوات المعدة لنقل المياه للمناطق البعيدة عن الفيضان وزراعة أكثر من محصول في العام الواحد، وآلة الفأس والمنكوش لإنشاء القنوات المستخدمة في ري الأرض وتنسيق طولها وعمقها وتقطيع الأشجار وتقليب التربة، والمجرفة المستخدمة في حراثة الأرض ونقل الأتربة، وآلة الشاعوب المستخدمة في حصاد القمح، والمناجل لحصاد المحاصيل.

أهل الدقهلية من كفاح وصمود وشقى فى سبيل الأرض (3)

كما برع المصريون في تطوير نظم الري المعتمدة في الزراعة وقد أتاحت ممارساتهم الزراعية لإنبات المحاصيل الغذائية الأساسية للحياة، وخاصة الحبوب مثل القمح والشعير، الكتان والبردي، وغيرها. فكانوا يقومون بعزق الأرض بالفأس وحرثها بمحاريث تجرها الثيران، ثم بذر البذور وإطلاق الأغنام لتغرسها بأرجلها في التربة حتى ينضج المحصول فتبدأ عملية الحصاد ومن ثم تذرية الحبوب وغربلتها وتخزين المحصول في صوامع لحفظها.

واهتدى المصريون إلى أن يحققوا امبراطورية زراعية من خلال العمل الجماعي لجميع الفلاحين، فازدادت معهم الرقعة الخضراء وحققوا الريادة في الزراعة وأصبح الفلاح المصري هو المزارع الأول في التاريخ.

أهل الدقهلية من كفاح وصمود وشقى فى سبيل الأرض (5)

وأولت الدولة المصرية مؤخرا اهتماما كبيرا بالفلاحين والمزارعين، وذلك من خلال إقامة العديد من المشاريع التنموية التي تخدم الفلاحين وتسهم في عملية الإصلاح الإقتصادي، كمشروع "المليون ونصف المليون فدان"، الذي نشأ فى إطار معالجة المشاكل التى تصيب الرقعة الزراعية، وتم توزيع الأراضى المخصصة للمشروع على مختلف أنحاء الجمهورية، فيرتكز فى الصعيد وسيناء والدلتا وجنوب الوادى. ويهدف المشروع لتحقيق التنمية المستدامة وخلق نموذج حديث للريف المصري من خلال إعادة هيكلته لقرى نموذجية، وزيادة مساحة الرقعة الزراعية إلى 9.5 ملايين فدان، لتأمين الغذاء وسد الفجوة الغذائية بزراعة المحاصيل، وإقامة صناعات مرتبطة بالنشاط الزراعي والثروة الحيوانية والصناعات الغذائية، وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة تستوعب الزيادة الطبيعية في نمو السكان وخلق فرص عمل لقطاع الشباب وتمكينهم من خلال العمل على طرح أراضى لهم حيث يوفر المشروع أكثر من25 ألف فرصة عمل، وتقديم تسهيلات للمستثمرين، والمشروع القومى للصوب الزراعية والذي يهدف لإنشاء مجتمعات زراعية تنموية متكاملة وإنتاج منتجات زراعية ذات جودة عالية، وتوفير زهور القطف بالأسواق المحلية بكميات تسمح بزيادة تداولها، و تعظيم الاستفادة من وحدتي الأرض والمياه وإتاحة فرص عمل جديدة بمناطق الاستصلاح المستهدفة، وزيادة حجم معدلات الصادرات المصرية، وانخفاض الأسعار بالسوق المصرية، وإتاحة فرص عمل جديدة بمناطق الاستصلاح المستهدفة.، وكارت الفلاح الذكى والذي يهدف لتقديم جميع خدمات الدعم المقدمة للفلاح، فكارت الفلاح يتم استخدامه فى صرف الدعم النقدى لأصحاب الأراضى الذين يطبقون السياسة الزراعية للدولة. ويتم استخدامه أيضا لصرف الوقود الذى يحتاجه الفلاح فى زراعة الأراضى، والذى يحصل عليه من محطات الوقود المختصة بالمنظومة الإلكترونية لتوزيع المنتجات البترولية، ما يساعد الفلاح فى صرف الدعم الذى يتمثل فى الكيماويات والأسمدة وتيسير عملية صرف القروض وسداد السلف الزراعية. فضلا عن مبادرة حياة كريمة لتطوير قرى الريف المصري والتي تهدف لإحداث تغيير شامل لجميع قرى الريف المصري، وتغيير جذري في حياة ما يقرب من 55 مليون مواطن مصري في 25 محافظة، والتركيز على الإرتقاء بالمستوى الاجتماعي والصحي والتعليمي والاقتصادي والسكني وجميع القطاعات الخدمية لتلك القرى، وكذلك القضاء على الفقر، بالإضافة إلى الاستثمار في تنمية وبناء الإنسان المصري بالمفهوم الشامل، وتطوير البنية التحتية، وتحقيق التمكين الاقتصادي، وتعزيز التدخلات الاجتماعية وتنمية الانسان، وتطوير القطاع الصحي من مستشفيات ووحدات صحية ونقاط إسعاف، وكذلك قطاعات الكهرباء، والتعليم، والاتصالات، والصرف الصحي ومياه الشرب ومحطات المعالجة والتنقية والري وتبطين الترع، والغاز الطبيعي، والطرق ومجمعات الخدمات الحكومية، والشباب والرياضة، والزراعة، وخدمات التضامن الاجتماعي من محو الأمية وتأهيل ذوي الهمم وتجهيز العرائس وتوفير سكن كريم، فضلاً عن التأهيل المهني وإنشاء المجمعات الصناعية والزراعية وتدوير المخلفات وانشاء مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر.

أهل الدقهلية من كفاح وصمود وشقى فى سبيل الأرض (7)

ويظل الفلاح المصري هو الجندي المجهول الذي يكافح ويشق الصخر ويهب حياته للأرض والمرعى من أجل الآخرين، يتسلح بالصبر ليتحمل مشقة العمل القاسية في حراثة الأرض وريها وزراعتها وتخصيبها وحصاد الزرع لينتج لنا الخيرات التى نحتاجها لتحقيق الأمن الغذائي بمصر.

ورغم التقدم والتحضر إلا أنه لايزال الريف المصري بأبنائه الفلاحين هو الأصل والمنبع لحياة المدينة والحضر، الخضرة والطبيعة والهواء النقي، الحياة السلسة البعيدة عن أجواء المدن المكتظة والمزدحمة، البساطة الخالية من مظاهر التكلف والتجمل، فهي بيئة هادئة تنعم بالألفة والتلاحم بين أبنائها، الذين يفنون حياتهم في رعاية الأرض وحمايتها.

أهل الدقهلية من كفاح وصمود وشقى فى سبيل الأرض (12)

وتمثل الفلاحة الدرع الحصين للريف المصري، فتحمل أسرتها على أكتافها، تربي الحيوانات المنزلية وترعى المواشي، وتساعد زوجها في زراعة الحقول والغيطان لتساهم في توفير حياة كريمة لأسرتها.

قام اليوم السابع بجولة بإحدى الغيطان المصرية بعزبة القنان بمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية لمقابلة عدد من الفلاحات المصريات الأصيلات وعدد من المزارعين رصدوا لنا تفاصيل عن حياتهم البسيطة التي تتمحور حول الأرض والمحصول والمواشي في سبيل الحصول على عيشة كريمة.

أهل الدقهلية من كفاح وصمود وشقى فى سبيل الأرض (13)

وقالت إلهام مصطفى ابراهيم فودة إنها تعيش مع أسرتها بالغيط بعزبة القنان بمركز بلقاس محافظة الدقهلية، منذ عشرون عاما، يسترزقون من زراعة الأرز والقطن والذرة في فصل الصيف وزراعة القمح والفول والبنجر والبرسيم في فصل الشتاء. 

وأشارت إلهام، إلى أنهم بالرغم من امتلاكهم واستخدامهم للأجهزة المنزلية الحديثة من بوتاجاز وغسالة وغيرها، إلا أنهم لايزالوا يحتفظون بمقتنياتهم التقليدية التي تعبر عنهم وعن عاداتهم وتقاليدهم، فيطهون الأرز  على "الكانون"، خلال 10 دقائق ويفضلون الطهي بهذه الطريقة لأنها تعطي طعاما ذو مذاق عالي، وشموخ عن تلك المطهية على الأجهزة الحديثة، ويصنع الكانون باستخدام الطوب الأحمر والقش وبإشعال النيران في القش يبدأ عمل الكانون في الطهي، كما أنهم لايزالوا يحتفظون بالفرن البلدي القش لطهي المخبوزات المختلفة.

أهل الدقهلية من كفاح وصمود وشقى فى سبيل الأرض (17)

وتابعت إلهام، إنهم يقسمون الأعمال على بعضهم البعض، فالنساء يقمن بمباشرة أعمال المنزل ورعاية الماشية أما الرجال فيهتمون بزراعة الأرض وقد يساعدونهم إن احتاجوا إليهم.

أما سوسو عطية مبارك، فقالت إنها وأسرتها انتقلوا لعزبة القنان منذ 30 عام لزراعة الأرض والعمل بحثا عن لقمة العيش، فيستأجرون أرضا يزرعون فيها الأرز واللب والقطن.

أهل الدقهلية من كفاح وصمود وشقى فى سبيل الأرض (6)

وعن الطهي بالفرن القش قالت سوسو، إنهم يقومون بصناعته من الطوب الأحمر والطين ويكون مكون من فتحة الغرض منها إدخال قطفات من القش والحطب يتم إشعال النيران فيه حتى تزداد درجة الحرارة بالفرن لطهي الخبز والذرة والسمك والمأكولات التقليدية الأصيلة.

وقال رمضان فرج محمد، أحد مزارعي القرية، إنهم يستخدمون آلة الطنبور التقليدية اليدوية لضخ المياه بالأراضي الزراعية، وتعمل هذه الآلة بالجاز والزيت، ويقومون بتشغيله وفقا لحاجة الأرض للماء، فالأرز على سبيل المثال يحتاج لكمية كبيرة من الماء ولذلك يقوم الطنبور بضخ المياه إليه كل يومين، وبالنسبة للقطن فيتم ضخ المياه إليه كل 15 يوم.

أهل الدقهلية من كفاح وصمود وشقى فى سبيل الأرض (2)

وقال حمدي عبدالعزيز ناصر أبو الغيط أحد مزارعي عزبة السعدية، إنه يعمل بالعزبة منذ 40 عام يبدأ يومه من الساعة السادسة صباحا بالغيط ثم يعود لمنزله الضهر ومن ثم يعاود مرة أخرى فترة العصر لمباشرة الزراعة والأرض والمواشي للبحث عن الرزق ولقمة العيش.

أهل الدقهلية من كفاح وصمود وشقى فى سبيل الأرض (14)

وأوضح حمدي، أنه يستأجر أرضا يقوم بزراعة محصول الأرز بها، ويقوم بحصده في شهر 9 ومن ثم يقوم بتحميصه وتعبئته في شكاير وعندما يأتي الموسم الثاني للزراعة في فصل الشتاء يقوموا بزراعة القمح أو البرسيم أو الفول أو البنجر، أما في فصل الصيف فيقوموا بزراعة أرز من نفس التقاوى أو من تقاوى أراضي أخرى تزرع لأول مرة، ومن ثم يقوموا بحرث الأرض ويبدرون الأرز وبعد 20 يوما يضعون السماد.

أهل الدقهلية من كفاح وصمود وشقى فى سبيل الأرض (1)

واستطرد حمدى، أن الزراعة اليوم تختلف عن السابق، ففي السابق كان هناك سواقي مواشي وبوابير، أما اليوم فأصبحت هناك أجهزة وآلات للضم والزراعة طورت كل ما يتعلق بعملية الزراعة.

أهل الدقهلية من كفاح وصمود وشقى فى سبيل الأرض (4)
 
أهل الدقهلية من كفاح وصمود وشقى فى سبيل الأرض (8)
 
أهل الدقهلية من كفاح وصمود وشقى فى سبيل الأرض (9)
 
أهل الدقهلية من كفاح وصمود وشقى فى سبيل الأرض (10)
 
أهل الدقهلية من كفاح وصمود وشقى فى سبيل الأرض (11)
 
أهل الدقهلية من كفاح وصمود وشقى فى سبيل الأرض (15)
 
أهل الدقهلية من كفاح وصمود وشقى فى سبيل الأرض (16)
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة