تمر اليوم الذكرى الـ 1041 على ميلاد العالم والفيلسوف الشهير ابن سينا، إذ ولد فى 22 أغسطس عام 980م، وكان عالما وفيلسوفا وطبيبا وشاعرا، لقب بالشيخ الرئيس والفيلسوف الثالث بعد أرسطو والفارابي، كما عرف بأمير الأطباء وأرسطو الإسلام.
كانت لابن سينا اهتمامات موسيقية كبيرة، منطلقة فى ذلك من كون الموسيقى علم من علوم الرياضيات يتعلق بنسب الأبعاد الموسيقية، وكان ابن سينا أول من علل كيفية حدوث الأنغام الغليظة المنخفضة والأنغام الرفيعة العالية، وأول من تحدث عن السلم الملون المكون من أنصاف نغمات متتالية، وأول من تحدث عن الفواصل الموسيقية المتحدة.
ويُعرِّف الموسيقى بأنها (علم رياضى يبحث فيه عن أحوال النغم من حيث تأتلف وتتنافر، وأحوال الأزمنة المتخللة بينها ليعلم كيف يؤلف اللحن)، وقد دل حد الموسيقى على أنه يشتمل على بحثين: الأول البحث عن أحوال النغم أنفسها، وهو يختص بالتأليف، والثانى البحث عن أحوال الأزمنة المتخللة بينها وهو يختص بالإيقاع.
ويعتبر ابن سينا أن الموسيقى نوعان: طبيعية وصناعية، الطبيعية هى الصوت الحيوانى الذى يعبر به الحيوان عن خوالج نفسه، كنداء الجنس واستدعاء الغائب، فهى هنا لغة تعبيرية تعتمد على الصوت والنغم، ويسكن الحيوان إليها عند الحزن والألم.
ويُعزى لابن سينا الفضل فى تدوين (النوتة) الموسيقية، وفى وضع بعض الأسس الصحيحة للمزج الموسيقى المعروف باسم (الهاروموني) والتى أخذتها أوروبا عنه فيما بعد.
ويُصنِّف ابن سينا الإيقاع إلى قسمين: أحدهما الموصل، ويسمى الهزج، وهو أن تتوالى نقراته على أزمنة متساوية، والثانى المفصل، وهو الذى لا يكون كذلك، بل تكون عدة نقرات منه منفصلة عن عدة أخر.
ويقول فى أثر الموسيقى فى النفس البشرية (فيكون ما يعرض فى الصوت من زيارته للنفس بغتة، ثم وداعه إياها فجأة، ثم تداركه وحشة الوداع ببهجة الرجوع على هَيئة حبيبة إلى النفس، أعنى النظام، أجل الملذات النفسية).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة