فى الوقت الذى تهمين فيه الفوضى على عمليات الإجلاء من أفغانستان، فإن تهديدات من تنظيم داعش الإرهابى تجبر واشنطن على تغيير سبل إخراج مواطنيها والأفغان العالقين فى كابول.
وقالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن التهديدات المحتملة من داعش تجبر الجيش الأمريكي على تطوير سبل جديدة لمساعدة من يريدون الخروج على الوصول إلى مطار كابول، بحسب ما ذكر مسئول أمريكى رفيع المستوى، مما يزيد من تعقيد الجهود الفوضوية بالفعل لإخراج الناس من البلاد بعد سقوطها سريعا فى يد طالبان.
وأوضح المسئول أن مجموعات صغيرة من الأمريكيين وربما مدنيين آخرين سيتم منحهم توجيهات محددة حول ما يفعلونه، بما فى ذلك الحركة إلى نقاط الانتقال حيث يمكن أن يجمعهم الجيش.
وتأتى التغييرات مع إصدار السفارة الأمريكية فى كابول تحذيرا أمنيا جديدا مساء السبت، حيث أخبرت المواطنين بعدم التوجه إلى مطار كابول دون توجيه فردى من ممثل الحكومة الأمريكية. ورفض المسئولون تقديم مزيد من التفاصيل عن تهديد داعش، لكنهم وصفوه بأنه كبير. قالوا إنهم لا يوجد هجمات مؤكدة بعد.
وتشير أسوشيتدبرس إلى أن الوقت ينفذ قبل لحلول الموعد النهائى الذى وضعه الرئيس بايدن لسحب أغلب القوات الأمريكية المتبقية فى 31 أغسطس. وفى تصريحات له عن الوضع يوم الجمعة، لم يلتزم بايدن بمد الموعد النهائي، وإن كان قد تعهد بإجلاء ليس فقط كل الأمريكيين فى أفغانستان، ولكن أيضا عشرات الآلاف من المدنيين الأفغان الذين ساعدوا جهود الحرب من 11 سبتمبر 2002. وهذا التعهد يوسع بشكل كبير عدد الأشخاص الراغبين فى الإجلاء.
وفى نفس السياق، قالت صحيفة واشنطن بوست إن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" ألمحت بقوة إلى أن القوات الأمريكية ربما تشن مزيد من العمليات خارج مطار كابول للمساعدة على إجلاء المواطنين الأمريكيين العالقين والأفغان الذين ساعدوا أثناء الحرب، فى الوقت الذى يزداد فيه التهديد بالعنف فى العاصمة الأفغانية مع عودة أبرز القادة السياسيين لطالبان وزيادة القلق من هجمات محتملة من قبل داعش.
وذكرت الصحيفة أن الإشارة بأن القوات الأمريكية ربما تقوم بجهود معززة لإنقاذ الناس خارج المطار تأتى مع إسراع إدارة بايدن لنقل آلاف الأشخاص كل يوم خارج أفغانستان فى ظل مؤشرات على أنه لا يزال هناك اختناقات كثيرة للقيام بذلك.
وتم إغلاق كل الأبواب فى مطار كابول يوم السبت، مع زيادة أعداد الحشود ، ومعاناة الحكومة الأمريكية لإنهاء الأمور بسرعة كافية للتخفيف من حدة المشكلات، بحسب ما قال ثلاثة مسئولون مطلعون على الأمر والذين رفضوا الكشف عن هويتهم.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم البنتاجون جون كيربى قوله إنه بدون تنبؤات، لدينا قوات فى بيئة ديناميكية جدا، وفى مهمة شديدة الخطورة وهم يعرفون ذلك، ويفهمون أيضا أسباب وجودهم هناك، وهو مساعدة الناس. مشيرا إلى أنه لا يوجد عمليات عسكرية أمريكية خارج المطار فى الـ 24 ساعة الأخيرة. وأضاف أنه لا يستبعد أنهم لو رأوا لحظة أو فرصة لفعل ذلك، لن يفعلوا ذلك.
وتأتى تصريحات كيربى بعد الكشف أن القوات الأمريكية المسافرة على متن مروحيات تشينوك، قد غادرت المطار يوم الخميس لاستعادة 165 أمريكيا من فندق قريب. وأجرت قوات الكوماندوز الأوروبية مهام مشابهة لعدة أيام، مما دفع بعض المشرعين الأمريكيين وغيرهم على اقتراح بأن تفعل إدارة بايدن المزيد لمساعدة الناس على الوصول على المطار.
ويواجه بايدن انتقادات متنامية حيث تسجل مقاطع الفيديو الهرج والمرج والعنف العرضى خارج المطار، مع مناشدة الأفغان الضعفاء الذين يخشون من انتقام طالبان من أجل عن تركهم.
وكان تنظيم داعش نشطا فى أفغانستان لعدة سنوات، ونفذ عدد من الهجمات المروعة أغلبها تستهدف الأقلية الشيعية. وتم استهداف التنظيم مرارا فى ضربات جوية أمريكية فى السنوات الأخيرة وأيضا فى هجمات طالبان. لكن المسئولون يقولون إن بقايا التنظيم لا يزال نشطا فى أفغانستان، وتشعر الولايات المتحدة بقلق بشان إعادة تشكيلها بشكل أكبر مع خضوع البلاد لحكم طالبان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة