أواصل فى هذه المقالة إبداء إعجابى بحرص وزارة الثقافة على المشاركة فى مشروع "حياة كريمة" حيث انطلقت المرحلة الثانية التى تضم محافظات تستحق الرعاية الثقافية، فالثقافة هى صانعة الوعي، والوعى وحده هو الذى يستطيع المحافظة على المكتسبات، فإن وجود مكتبة عامة فى قرية معناه وجود قراء من الأطفال والشباب، وبالتالى فإن ذلك معناه وجود أجيال مختلفة ممن يدركون قيمة المعرفة، ومن أساسيات المعرفة أن يحافظ الإنسان وينمى ويطور ما يملكه، وأن يعقد المقارنات ويستفيد منها.
كما أن وجود مسرح معناه صناعة جيل جريء قادر على التعبير عن الذات وعن الوطن قادر على تمثيل ما يريده ومعرفة قيمة الوطن والمحافظظة عليه، وقد فعلها ثروت عكاشة فى الستينيات من القرن الماضى وقدم مشاريع ثقافية مناسبة للمجتمع المصرى بحيث توفر للإنسان البسيط إمكانيات ممارسة النشاط الثقافى وكانت النتيجة أن ظهور أجيال وأجيال من المثقفين المصريين الذى حافظوا على تميز مصر الثقافى وريادتها فى العديد من المجالات.
ويمكن لمشروع "حياة كريمة" أن يكون بمثابة مكتشف لمواهب مصر فى القرى، ولن أقول جديدا إذا ما قلت بأن مصر حافلة بنجوم الكتاب والفن التشكيلى والكتابة والموسيقى وغيرها، وأن كل المطلوب كشف الغطاء ومنح فرصة بسيطة لهؤلاء الموهوبين.
نعم، نتفق جميعا على أهمية الثقافة فى مشروع حياة كريمة ولكن علينا أن ننفذ هذه الأهمية على الأرض، حتى لا نأتى بعد سنوات قليلة ونكتشف أن الناس لم تقم بالتعامل الجيد مع الأمر وأننا ضيعنا فرصة ذهبية للمضى قدما.