حرب دامية امتدت رحاها نحو 9 أشهر، فى إقليم تيجراى الأثيوبى، خلفت المئات من الضحايا، وآلاف النازحين، وخلق معاناة كبيرة لأهالى الاقليم ولاتزال حتى كتابة هذه السطور، أثار ردود فعل محلية ودولية واسعة، وبات يتساءل كثيرون حول ماهية منطقة تيجراى، وما ومتى وكيف اندلعت الحرب.
ويرصد اليوم السابع أبرز الأسئلة حول الصراع فى تيجراى.
أين يقع "تيجراي" الأثيوبي؟
يحدَّ إقليم تيغراى من الشمال والشمال الشرقى إريتريا، ومن ناحية الغرب السودان بولايتى كسلا والقضارف، كما يحده فى داخل إثيوبيا من ناحية الجنوب والجنوب الشرقى والجنوب الغربى مناطق ولَّو الأمهرية وإقليم العفر، ومنطقة قُندَر الأمهرية، ومعظم سكانه من أقلية التيجراى التى تضم حوالى 6 ملايين نسمة، ما يساوى أقل من 6% من مجموع الإثيوبيين البالغ عددهم 110 ملايين نسمة.
كما يتميز الإقليم بتضاريس وعرة من الجبال العالية والسهول الخفيضة، ويقع عند أقصى شمال إثيوبيا، على مسافة أكثر من 600 كلم من العاصمة الفيدرالية أديس أبابا. وتقع عاصمته ميكيلى فى شرق الإقليم وكانت تعد قبل اندلاع النزاع حوالى نصف مليون نسمة، أى أقل من 10% من مجموع سكان الإقليم.
ما هى قصة النزاع بين جبهة تحرير تيجراى وحكومة أديس أبابا؟
قادت "جبهة تحرير تجراي" المشهد السياسى فى إثيوبيا من 1991 إلى 2018، قبل أن تغادره بوصول آبى أحمد لرئاسة الوزراء فى أبريل 2018.والخلاف بين رئيس الوزراء آبى أحمد وجبهة تحرير تجراى ليس وليد اللحظة بسبب الانتخابات، وإنما بدأ منذ تولى آبى أحمد رئاسة الوزراء أبريل 2018، عندما رأت الجبهة أن خططه الإصلاحية تستهدف قياداتها ورموزها.
وعلى إثر ذلك ارتفعت وتيرة الخلاف عندما أقدمت تحرير تجراى، على إجراء انتخابات بشكل منفرد، رغم قرار الحكومة الفيدرالية بتأجيل الانتخابات العامة فى البلاد بسبب جائحة كورونا.
وفى الـ9 من سبتمبر الماضى، أجرت حكومة إقليم تجراى انتخابات الإقليم مستندة إلى ما تقول إنها خطوة "يكفلها لها الدستور". وتطور الخلاف بين آبى أحمد والجبهة بعد رفض الجبهة الانضمام إلى حزب الازدهار الذى شكله رئيس الوزراء الحالى مؤخرا، كائتلاف جديد بديلا للائتلاف السابق المسمى بـ"الجبهة الديمقراطية الثورية".
متى اندلعت الحرب؟
اندلع القتال فى نوفمبر 2020 بين قوات من حكومة إقليم تيجراى والحكومة الفيدرالية (الجيش الأثيوبى)، بعد أن شنت القوات التى يتزعمها رئيس الوزراء آبى أحمد الحرب على الاقليم، واستولت قوات الدفاع الوطنى الإثيوبية الحكومية بسرعة على العديد من المدن الرئيسية فى تيجراى، بما فى ذلك ميكيلى العاصمة.
وعقب ذلك أعلن رئيس الوزراء الإثيوبى انتهاء المرحلة الرئيسة من الصراع، لكن سرعان ما نجحت الجبهة فى دحر قوات الجيش الإثيوبى ودخول عاصمة الإقليم وخلصت أهاليها من جرائم الجيش الأثيوبى وعادت بنسبة 100% تحت سيطرتها، حيث شهدت انتهاكات بالغة بحق المدنيين على يد الجيش، وصفتها الأمم المتحدة بأنها ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما تسببت فى تردى الأوضاع الإنسانية والمعيشية بالإقليم، إلى حد وضع مئات الآلاف من سكانه على شفا مجاعة، وفق تقرير أممى.
كيف هُزم جيش أثيوبيا؟
عقب سيطرتها على الإقليم، استعرضت قوات إقليم تيجراى، آلاف الأسرى من الجيش الإثيوبى، على نقالات والبعض الآخر يضع ضمادات ملطخة بالدماء، بينما تم اقتيادهم إلى سجن كبير على الحافة الشمالية للمدينة وهو ما يعد ازلال كبير لجيش أديس أبابا، حيث سار نحو 7 آلاف جندى إثيوبى أسير، لما يقارب 75 كيلومتراً جنوب العاصمة، لمدة 4 أيام.
ما هى معاناة أهالى الإقليم؟
تسببت الحرب فى خسائر بشرية هائلة وبأزمة إنسانية مروعة، ويقول برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة إن 5,2 ملايين شخص، أو 91% من سكان تيجراى يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة، كما اتهمت الولايات المتحدة الحكومة الإثيوبية مجدداً بعرقلة وصول المساعدات إلى إقليم تيجراى.
وتعرض النساء والفتيات للإذلال مرارا، وكثيرا ما كانت هناك إهانات تمييزية ذات دلالات عرقية وتهديدات بالقتل، وتحدثت منظمة العفو الدولية مع 63 ناجية من أشكال العنف الجنسى وإلى منشآت صحية فى تيجراى بين مارس ويونيو.
وإلى أين يتجه الصراع الدامى؟
يتجه الصراع إلى التصعيد، منذ أن دعا رئيس الوزراء آبى أحمد، "جميع الإثيوبيين المؤهلين والبالغين" للانضمام إلى القوات المسلحة للقتال ضد جبهة التحرير، ووصفت الأمم المتحدة الصراع بأنه سيطول أمده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة