معاهدة 1936.. هل تنازلت حكومة النحاس أم حققت انتصارا دبلوماسيا

الخميس، 26 أغسطس 2021 09:00 م
معاهدة 1936.. هل تنازلت حكومة النحاس أم حققت انتصارا دبلوماسيا توقيع معاهدة 1936
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ85 على توقيع معاهدة 1936، التى وقعت فى 26 أغسطس 1936 بين بريطانيا ومصر فى لندن، وقد جاءت المعاهدة بعد إصدار بيان الحكومة بوفاة الملك فؤاد وارتقاء ابنه الملك فاروق على العرش، وتم تعيين مجلس وصاية نظرا لصغر سنه ثم شكل حزب الوفد الوزارة نظرا لفوزه فى الانتخابات البرلمانية وطالب بإجراء مفاوضات مع بريطانيا بشأن التحفظات الأربعة.
 
لكن الحكومة البريطانية تهربت فقامت الثورات وتألفت جبهة وطنية لإعادة دستور 1923 بدلاً من دستور 1930 ولذلك اضطرت بريطانيا للتراجع واضطرت للدخول فى مفاوضات بقيادة السير مايلز لامبسون المندوب السامى البريطانى ومعاونيه وهيئة المفاوضات المصرية، واشترطت إنجلترا أن تكون المفاوضات مع كل الأحزاب حتى تضمن موافقة جميع الأحزاب، وبالفعل شاركت كل الأحزاب عدا الحزب الوطنى الذى رفع شعار (لا مفاوضة إلا بعد الجلاء)، وبدأت المفاوضات فى القاهرة فى قصر الزعفران فى 2 مارس وانتهت بوضع معاهدة 26 أغسطس 1936 فى لندن.
 
وبحسب مقال للدكتور أحمد عبد ربه، أستاذ مساعد زائر للعلاقات الدولية بجامعة دنفر، بعنوان "السياسة المصرية من عام 1923 إلى 1936" أن النص النهائى للمعاهدة يكشف أيضا عن اضطرار المفاوض الإنجليزى إلى تقديم بعض التنازلات للطرف المصرى، فبينما كان يريد الإنجليز فى بداية مفاوضات النحاس ــ هندرسون الإبقاء على الامتيازات الأجنبية، إلا أن النص النهائى لمعاهدة 1936 قد ألغاها تماما، كذلك فبينما رغب البريطانيون الإدارة المنفردة لملف السودان وتقييد حرية سفر المصريين إليها، إلا أن النص النهائى قد أكد على الإدارة المشتركة بين مصر وبريطانيا للسودان مع إتاحة حرية الحركة للمصريين إليها.
 
كذلك فبينما برر النحاس باشا موقفه النهائى من الاتفاقية بأنها حققت الاستقلال الحقيقى لمصر كونها نصت على ذلك صراحة فى المادة الأولى من ناحية، وكونها أيضا وضعت قيدا ماديا على وجود القوات البريطانية بشكل مؤقت، وهو حال وصول الجيش المصرى إلى ما يؤهله للقيام بالدفاع عن مصر بمفرده، لكن يمكن أيضا بسهولة رصد أن ذلك الشرط الأخير هو شرط شديد العمومية والغموض كونه لم يقدم أى معيار محدد لتلك النقطة التى يمكن عند الوصول إليها اعتبار الجيش المصرى مؤهلا.
 
ويرى "عبد ربه" أنه رغم أن بعض الانتصارات التى حققتها الاتفاقية لمصر، إلا أنها تبقى انتصارات اسمية من ناحية والأهم أنها عجزت عن إنهاء الاحتلال الإنجليزى وتحقيق الاستقلال الفعلى للبلاد وهو الأمر الذى لم يتحقق سوى بعد حركة الضباط الأحرار فى 1952.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة