أكد الدكتور خالد عكاشة، المدير العام للمركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، اليوم فى "قمة بغداد للتعاون والشراكة"، تعكس حرص مصر على دعم العراق وتأكيد التعاون معه فى كافة المجالات.
وأوضح العميد عكاشة، اليوم السبت، أن تمثيل مصر فى قمة بغداد بأعلى مستوى وهو رئيس الجمهورية، يمثل كذلك تأكيدًا على التحالف الثلاثى "المصري-العراقي-الأردني" والذى ينظر إليه على أساس انه أبزر التحالفات الإقليمية الواعدة والتى تعد نوعًا متطورًا من الشركات الثلاثية ما بين دول رئيسية بالإقليم قادرة على خدمة شعوبها.
وقال إن مصر لها دورًا كبيرًا وواسعًا بين دول الجوار والدول الرئيسية بالإقليم والمنظمات والهيئات المدعوة ل"قمة بغداد للتعاون والشراكة"، وتعتبر جسر من الجسور الأساسية فى الربط ما بين الاقليم والعالم، وما بين الإقليم والقارة الافريقية، وما بين الإقليم بعضه وبعض، مضيفًا أن هذا الأمر يعد من ثوابت الإستراتيجية المصرية التى لا تحيد عنها بل تشهد تطورًا جديدًا فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى من أجل تدعيم تلك الرؤى.
ولفت فى هذا الصدد إلى تأكيد القيادة السياسية على مجموعة من الثوابت وهى أن مصر تقف بجانب أشقائها فى محاربة الارهاب، تلك القضية التى تهدد منطقتنا، وأن مصر تعتز بكونها منخرطة فى شراكات وتحالفات مع كل دول الخليج، وتعتبر أمن الخليج والمنطقة أمن مصرى صميم وقضية أمن قومى عربى و لا يجوز التخلف عن أداء استحقاقاتها من خلال الجهود المصرية التى تبذل فى هذا الإطار.
ووصف عكاشة حديث الرئيس أمام "قمة بغداد" بأنه كلام شفاف من القلب، حيث حمل حرصًا بالغًا على مصلحة العراق واستحضار دور شعبه التاريخي، وتضامنًا مصريًا كاملًا مع هذا البلد الشقيق، بجانب التأكيد على ضرورة نجاح الانتخابات العراقية القادمة خاصة انها ستأتى بمن هو الأفضل وبمن سيعمل من أجل صالح الدولة العراقية.
ونوه بأن الرئيس السيسى أثنى خلال كلمته أمام "قمة بغداد" على الجهود الكبيرة التى بذلتها الحكومة العراقية خلال السنوات الماضية، لاسيما إنها تمكنت من هزيمة مشروع داعش الارهابى على الأراضى العراقية من جانب، و أحدثت طفرة فى زمن قياسى بتقديم الخدمات للشعب العراقى من خلال البنية التحتية والمشروعات والانطلاق فى عملية إصلاح شامل تعوض السنوات الماضية من تاريخ العراق من جانب آخر.
وأشار إلى أهمية كلمة الرئيس السيسى خلال القمة حول ضرورة أن تتوحد الدول فى مواجهة ما يهدد مستقبل الشباب من خلال اعتماد سياسات تنموية حقيقية تحفظ لنا كوكبنا وبيئتنا ، و تحصن الشباب العربى وشباب المنطقة من أى اضرار متوقعة، وهو ما يلقى الضوء على القضايا المثارة حاليًا و المتعلقة بالمناخ والبيئة و التنمية.
كما شدد الدكتور خالد عكاشة على أن قمة بغداد تعد اليوم أحد أهم الفاعليات التى تشهدها المنطقة فى اللحظة الراهنة خاصة إنها تجمع من جانب دول جوار العراق، ومن جانب أخر مجموعة من الدول الرئيسة فى الإقليم مثل مصر ودول الخليج، بالإضافة إلى الهيئات والكيانات الإقليمية و الدولية مثل جامعة الدول العربية و الاتحاد الاوروبى ممثل فى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون.
واختتم المدير العام للمركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية بأن هذا التجمع المهم ببغداد أعطى زخمًا إيجابيًا، ليس فقط لمناقشة قضايا العراق، بل لحوار مفتوح شفاف من شأنه بحث مشاكل الإقليم، كما حمل قدرًا عاليًا من الرغبة فى صناعة مستقبل أفضل للمنطقة بأكملها، "وهو ما كان واضحًا منذ الساعات الأولى لانطلق تلك القمة".