قدم "تليفزيون اليوم السابع" بثا مباشرا، من داخل وكالة الجداوي التاريخية بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، رصد خلاله النجاح الكبير الذي حققته وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع مسئولى مشروع "إعادة اكتشاف أصول التراث الثقافي لمدينة إسنا" الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية – من خلال الشريك المُنفذ "تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة"، فى إنهاء أعمال ترميم وكالة الجداوى التاريخية بمدينة إسنا، وهو المشروع الذي بدأ منذ عامين، وتم خلاله ترميم الوكالة فى إطار خطة القطاع للتعاون مع الجمعيات الممولة لمشروعات الترميم لإعادة تأهيل المنشآت الأثرية، وتحت إشراف الوزارة.
وكانت وكالة الجداوى التاريخية بمدينة إسنا، تعانى من سوء حالة الواجهة الرئيسية الخاصة بها، ومبانيها، وظهور التشققات فى بعض جدرانها، إضافة لحدوث هبوط أرضى بأماكن متفرقة بها، حيث أن الوكالة أنشأها حسن بك الجداوى عام 1712م، وقد كانت مملوكة لعلى بك، أحد أفراد حاشية محمد بك أبو الدهب، ومات بغزة مصابا بالطاعون عام 1215هـ/1800م، وكانت الوكالة مركزا تجارىا لتبادل المنتجات فى ذلك الوقت.
وتقع وكالة الجداوى التاريخية علي بعد أمتار قليلة من الجدار الشمالي لمعبد "خنوم" بمدينة إسنا جنوبي محافظة الاقصر، حيث أنه ما أن تطأ قدميك المنطقة فتشاهد مبني مكون من طابقين تظهر عليه ملامح التراث والمعاصرة للتاريخ المصري القديم، فتظن أنك ركبت آلة الزمن وعدت إلي المشاهد القديمة بمصر، والتي كان يحكمها وقتها الملوك وتضم البشوات وشهبندر التجار، وتلمس عينيك مشهد من مسلسل الفنان نور الشريف في ملحمة "عاشور الناجي"، وكيف كانت لديه وكالة تجارية لبيع المحاصيل والخضراوات والمنتجات المختلفة للتجار في حركة للتبادل التجاري، إنها "وكالة الجداوي" التاريخية التي تعود لأكثر من 305 سنوات.
ولو أغمضت عينيك أمام مبني "وكالة الجداوي" وعدت بالزمن للخلف لعام 1712م وقت بناء وتدشين الوكالة كمركز تجاري وتبادل للمنتجات، تشاهد حسبما يروي أهالي إسنا الحكايات التي توارثوها عن أجدادهم، التجار المصريين والأجانب يمرون بالمدينة وبمقر الوكالة لبيع المنتجات التي جلبوها من الدول الإفريقية بهنا "حانوت" يباع فيه الصمغ العربي، وآخر تعلق على مداخله مجموعة من "سن الفيل" الإفريقية، وثالث ينشر منتجات "ريش النعام" التي يرصها بمشاهد بديعة لجذب أنظار التجار لشراؤها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة