على مر العصور كان المصريون دائما يخترعون أساليب للفرح والبهجة ويحاولون مهما كانت الظروف أن يخلقوا أدوات السعادة ويلتمسون طريقها حتى لو كانوا يعانون من الهموم والأحزان، ومنذ زمن طويل ابتكر المصريون وسائل تنشر البهجة لإحياء الحفلات والأفراح، تدرجت وتطورت بين عصر وآخر.
وفى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1956 تتبعت المجلة كيف تطورت الأفراح الشعبية فى مصر، وتغيرت أساليبها وأدواتها، وبحثت عن أصل عبارة " دقى يامزيكا" التى كان ينتشر ترديدها فى الأفراح الشعبية.
وذكرت الكواكب أن الفن الشعبى لا يموت ولكنه يتطور وتتبدل أشكاله، وانه منذ أكثر من 250 عاما كان الأراجوز والقرداتية نجوم الأفراح الشعبية، الذين يقومون بتسلية المدعوين والترفيه عنهم، وكانت الموسيقى عبارة عن الطبل البلدى.
وأشارت الكواكب إلى أن المصريون لم يعرفوا شيئاً عن الموسيقى النحاسية قبل محمد على الذى استقدم جماعة الموسيقيين من أوربا لتدريب الجنود المصريين، وكان الطبل البلدى يمثل اكبر دور داخل قصر المماليك، حيث كان يعزف فى كافة المناسبات، وكثيراً ما كانت تقوم بين المماليك حروب داخلية ، وان المنتصر يحتفل بإعداد زفة تتقدمها فرقة الطبل البلدى وتطوف بالطرقات والشوارع لتعلن للشعب اسم المنتصر وقراراته، ومن هنا نشأت عبارة " دقى يامزيكا"
ولما استقدم محمد على الفرق الموسيقية النحاسية، لم تتأثر فرق الطبل البلدى بها كثيراً ، وظل الشعب وفياً لها يستخدمها فى حفلات الزفاف والطهور وليلة الحنة وعودة الحاج وخروج المسجون، وظلت فرق الطبل البلدى فى مصر لفترات طويلة ويبقى جزء منها نراه بشكل نادر فى عصرنا الحالى ، وكانت هذه الفرق متوارثة جيلاً بعد جيل حتى أن بعضهم كان يعرف اسم جده السابع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة