وضعت وزارة الثقافة ممثلة فى "الجهاز القومى للتنسيق الحضارى" لافتة "عاش هنا" على منزل المعمارى والفنان التشكيلى المصرى العالمى الراحل جمال بكرى، فى حى الدقى بالجيزة، وذلك لتخليد اسمه ومكانته الفنية للأجيال القادمة.
ويعتبر بكرى واحدا من أكثر المعماريين إنتاجا وصراحة فى مصر، حيث إنه منذ الستينيات كان أول من تحدى ممارسة الحداثة فى العمارة بمصر من خلال دمج التشكيلات مع البرنامج الوظيفى للمبنى. وكان صاحب مدرسة فكرية لم تكن بالضرورة منسجمة مع التقاليد المعمارية السائدة فى مصر.
ولد فى التاسع عشر من ديسمبر عام 1931، وتخرج فى كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1956، وبدأ منذ طفولته ممارسة فن الرسم، وهو إلى جانب ذلك عازف كمان وله عدة مؤلفات موسيقية، وقد شارك فى معرض المعماريين عامى 1980، 1990، الاول كان بعنوان المريديان، والثانى كان بدار الاوبرا المصرية، وقد اقام معرضا خاصا لأعماله المعمارية بقاعة غاليرى المتاجر بدار الاوبرا عام 2001، ورحل عن عالمنا فى عام 2006.
فاز "بكرى" بالعديد من الجوائز والمسابقات فى خلال خمسين سنة من الممارسة وكذا شارك فى العديد من المؤتمرات، حيث فاز بالجائزة الأولى لمصر فى بينالى فينسيا الخامس حيث كان المفوض العام للفريق المصرى. وكانت أولى مشاريعه فى مسقط رأسه بورسعيد وقد أدى إلى انطلاقه فى مشاريع أخرى كثيرة مختلفة فى الحجم والموقع داخل وخارج مصر.
وكان بكرى كاتبا خصبا نشر القليل من الكتب والعديد من المقالات، وكان فنانا بارعا ومصمما للأثاث وللجرافيك، وباسكتش سريع من قلمه وصف الفراغات بدقة وبصيرة لا تنم إلا عن خبرة وعقل محب للاستطلاع قادر على الإنتاج. وكان بكرى شخصية ملهمة لكل من حوله.
وسوف يذكر بكرى كرائدا خلال الجيل الثانى من المعماريين المصريين مالئا الفجوة بين الحداثة وإحياء التراث ورابطا بين جماليات ما بين قبل الثورة والتحركات الجماهيرية نحو العدالة الاجتماعية. وقد كانت بصمة بكرى الواضحة فى شكلها الدقيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة