شبح كورونا ما زال يخيم على البشرية رغم المنافسة والتسابق في تطعيم الشعوب والنجاح فى توفير عدة لقاحات معظمها أثبتت فاعلية ومأمونية لكن للأسف هناك أحاديث عن موجة رابعة من كوفيد 19 وتزايدت التحذيرات بشأنها، وهنا يجب علينا الحذر والعودة مرة أخرى للالتزام بالإجراءات الاحترازية، صحيح أعداد الإصابات في انخفاض، وكثير من المستشفيات العزل وصلت لصفر إصابات، وعادت الحياة لطبيعتها في كثير من المجالات، لكن ما زالت الأزمة مستمرة والخطر قائم.
وهنا، يجب دق ناقوس الخطر، فنعم الحياة دون قيود نعمة كبيرة نتمنها جميعا، لكن الحفاظ على النفس وحمايتها ضرورة فرضية، لقوله تعالى: "وَلا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين".
وما يدعو للتفاؤل بشأن الموجة الرابعة في مصر، أن معظم تأكيدات الأطباء والخبراء بأنها ستكون مختلفة عن سابقتها وأقل حدة، شريطة الحصول على اللقاح، لأن الحقيقة المؤكدة الآن، أن اللقاحات تعمل بشكل قوى على تخفيف حدة الأعراض، وطوق النجاة في الأزمة، ولهذا فالمسئولية تتطلب وعى من المواطنين والإسراع في التسجيل للحصول على اللقاح، وخاصة أن خطة الدولة في توفير اللقاحات تسير بشكل منتظم ولا يوجد أي مشكلات في ظل التوسع في إنشاء مراكز جديدة لتلقى التطعيم وتخصيص مراكز أخرى لتطعيم المسافرين بل تخصيص مراكز في كل المحافظات لمنح الشهادات الموثقة لمن يريد الحصول عليها للسفر.
أما حسم موعدها، فهذا أمر صعب، لأن كل ما يتداول بشأن الموعد، وأنه سيكون نهاية سبتمبر وأوائل أكتوبر، ما هو إلا توقعات، فوفقا للخبراء فإن تحديد الموعد أمر صعب للغاية لأن الأمر يعتمد على بعض العوامل المتغيرة، مثل قدرة الدولة على تطعيم أكبر قدر من المواطنين، ومدى الإقبال على اللقاح، ومدى قدرة الدولة على التحكم في المطارات والموانىء، لكن في النهاية نحن لا نعيش في معزل عن العالم، وتطالعنا وسائل الإعلام يوميا ومنظمة الصحة العالمية، بأن هناك بلادنا كثيرة بدأت تنتشر بها الموجة الرابعة ومتحور «دلتا» و«دلتا بلس»، ونموذجا تونس والجزائر، لذا يجب أن ننتبه ونعلم أننا معرضون للدخول في هذه الموجة، لكن الأهم هو الاحتراز والالتزام بالإجراءات الوقائية المتبعة والحصول على اللقاح، لأنهما حائط الصد الوحيد ضد هذا الخطر، ولهذا في الأمر في أيدينا نحن، إما الاستسهال والتهاون فتكون موجة قاسية علينا، أو الانضباط والالتزام فتكون موجة غير مؤثرة وحدتها ضعيفة ونسلم جميعا من هذا الخطر.
وختاما، فبفضل من الله وبفضل جهود الدولة والتزامنا بالإجراءات الاحترازية، استطعنا أن نعبر الموجة الأولى والثانية والثالثة بخسارة قليلة وبنجاحات محمودة، مقارنة بما حدث من انهيار أعتى المنظومات الصحية في العالم، فيتوجب علينا الاحتراز ودق ناقوس الخطر، لحماية أنفسننا ومساعدة الدولة في إجراءاتها ليكتب الله لنا جميعا النجاة من خطر الموجة الرابعة، وأن يقضى الله أمر كان مفعولا..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة