أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن حجم التغييرات فى المناخ والتى يعيشها العالم فى الفترة الأخيرة غير مسبوق لآلاف وربما لمئات الآلاف من السنين.
وأشار التقرير الصادر عن المنظمة اليوم الاثنين، إلى أنه يمثل دعوة واضحة لاتخاذ إجراءات فورية لخفض غازات الاحتباس الحرارى فى مواجهة تغير المناخ غير المسبوق والمتسارع اليوم.
وأوضح أن العديد من التغييرات الناتجة عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الماضي والمستقبل لن يمكن الرجوع فيها لعدة قرون إلى آلاف السنين وخاصة التغيرات في المحيطات والصفائح الجليدية ومستوى سطح البحر العالمي.
وأكد أن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان يؤثر بالفعل على العديد من الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة في جميع أنحاء العالم، حيث تعززت الأدلة على التغيرات المرصودة في الظواهر المتطرفة مثل موجات الحر والأمطار الغزيرة والجفاف ونسبة الأعاصير المدارية الشديدة، ولا سيما نسبتها إلى التأثير البشري، وذلك منذ تقرير التقييم الأخير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في عام 2014.
بدوره، قال الأمين العام للمنظمة العالمية بيتيرى تالاس إن ما يحدث نتيجة للتغيرات المناخية هو مقدمة لما ستواجهه الأجيال القادمة، مضيفا أن بعض التغييرات السلبية محصورة بالفعل في النظام المناخي، ولكن لا يزال من الممكن معالجة البعض الآخر إذا تم إجراء تخفيضات قوية وسريعة ومستدامة في الانبعاثات الآن، خاصة وأن تركيزات غازات الاحتباس الحراري وخاصة ثاني أكسيد الكربون لا تزال عند مستويات قياسية.
وأشارت المنظمة إلى أن التغيرات المناخية ستزداد في العقود القادمة في جميع المناطق كما ستكون هناك زيادة في الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية، وبما يعني زيادة في موجات الحرارة ومواسم دافئة أطول ومواسم برد أقصر بالإضافة إلى تغيرات في أنماط هطول الأمطار التي تؤثر على حدوث الفيضانات والجفاف، محذرة من أنه عند زيادة الاحترار بدرجتين فإن درجات الحرارة القصوى ستصل في كثير من الأحيان إلى عتبات تحمل حرجة للزراعة والصحة.
وأشار التقرير إلى حرائق الغابات التي يشهدها العالم في كثير من مناطقه، محذرا من أن منطقة القطب الشمالي تسخن بأكثر من ضعف المعدل العالمي، ما سيؤدي إلى تضخيم ذوبان التربة الصقيعية وفقدان الغطاء الثلجي الموسمي وذوبان الأنهار الجليدية والصفائح الجليدية وفقدان الجليد البحري الصيفي في القطب الشمالي، موضحا أن تغير المناخ يؤدي إلى تكثيف دورة المياه وبالتالي هطول أمطار غزيرة وما يرتبط بها من فيضانات فضلا عن زيادة حدة الجفاف في العديد من المناطق.
ولفت التقرير إلى أن معدل التسخين الملاحظ تسارع خلال الفترة من 2006 إلى 2018، مقارنة مع الفترة من 1971 إلى 2006، مؤكدا أن الغازات الدفيئة من الأنشطة البشرية مسؤولة عن حوالي 1.1 درجة مئوية خلال السنوات العشر الأخيرة من الاحترار، مضيفا أن المتوسط السنوي لدرجة الحرارة في عام 2020 كان أعلى بمقدار 1.2 درجة مئوية عن المعدل الطبيعى.
وتوقع التقرير أن يصل متوسط تقدير درجة الحرارة على مدى السنوات العشرين القادمة إلى 1.5 درجة مئوية أو أكثر من الاحترار، مضيفا أنه من المتوقع أن تتغير العديد من العوامل المؤثرة على تأثيرات المناخ في جميع مناطق العالم حيث تشمل التغييرات الخاصة بكل منطقة تكثيف الأعاصير المدارية والعواصف خارج المدارية وزيادة فيضانات الأنهار وانخفاض متوسط هطول الأمطار وزيادة الجفاف وزيادة طقس الحرائق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة