تناولت دراسة أعدها مركز الإنذار المبكر للدراسات الاستراتيجية متابعة لآفاق الاقتتال والحرب الأهلية في أفغانستان؛ بعدما تلوح آفاق الحرب والتفاوض بين حركة طالبان وإقليم بنجشير العصي على الحركة الإسلامية المتشددة.
وتابعت الدراسة أنه على الرغم من خطاب التطمين الذي باشرته حركة طالبان عقب سيطرتها على العاصمة الأفغانية، كابول قبل 10 أيام، فإن تطورات الأحداث تأتي معاكسة تماماً لما يمكن وصفه بتهدئة تسود البلاد هناك كنتيجة لحسم طالبان المفاجئ بقوة السلاح والأمر الواقع، أو كتمهيد لمرحلة عنوانها الحوار والتشاركية، حسبما أتت تصريحات قادتها طيلة الفترة الماضية، فعلى الرغم من المشاورات والمحادثات مع مختلف مكونات الاجتماع الأفغاني، بما في ذلك رموز ومكونات النظام المنهار، والتي صاحبت عودة الرجل القوي في طالبان، المُلا عبدالغني برادر، إلى أفغانستان، والتي تهدف حسب ما يظهر حتى الآن من الخطاب الإعلامي للحركة، إظهارها بوجه جديد في الداخل والخارج سمته التغيير والتعايش، فإن مؤشرات العنف تتصاعد إلى حد الاقتتال الأهلي، لتعيد إلى الأذهان مشهد ما قبل الاجتياح الأميركي، والذي تمثل في الاقتتال الأهلي بين طالبان والتحالف الشمالي، وتحديداً ما يحدث في ولاية بانجشير، التي باتت مرتكز لتجمع عشرات الآلاف من المقاتلين الرافضين لحكم طالبان، وليس فقط سكان الولاية وقادتها القبليين والعسكريين، وعلى رأسهم أحمد مسعود، نجل القائد السياسي والعسكري البارز، أحمد شاه مسعود.
ولفتت الدراسة أنه فحسب وسائل إعلامية متنوعة، فأن اشتباكات متفرقة قد اندلعت بين مقاتلي طالبان ومقاتلي من “الجبهة الوطنية للمقاومة”، وذلك في مناطق متفرقة على تخوم ولاية بنجشير، وعدد من المقاطعات بولاية بغلان، وأخرها منطقة أندراب ذات الغالبية الطاجيكية، وذلك كخلفية لمشهد الحوار الخشن بين مختلف أجنحة الحركة والجبهة، عبر وساطات أبرزها الرئيس السابق حامد كرزاي، والرئيس التنفيذي السابق، عبدالله عبدالله، والتي تأتي في سياق أفغاني معتاد من التفاوض تحت فوهات المدافع.
وأوضحت الدراسة أنه يأتي السابق بالتوازي مع تحذيرات أممية ودولية حول تدهور الأوضاع الإنسانية في أفغانستان، والتي لا تتعلق فقط بمخاوف حقوقية من ممارسات طالبان المتشددة، ولكن تدهور الأوضاع المعيشية، وتعرض 15 مليون أفغاني لخطر الجوع، وهو ما يتوازى مع تصاعد مخاطر عودة نشاط التنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة، وتفاعل دول الجوار الأفغاني مع هذا المشهد من مقاربات مختلفة ليس من ضمنها حتى كتابة هذه السطور الصدام مع طالبان.