أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: رجل الصناعة والتجارة نموذج للرأسمالية الوطنية.. محمود العربى ترك سيرة طيبة مهنيا وإنسانيا وهناك قصص كثيرة عن مواقفه الإنسانية.. كان مثالا لرجل الصناعة العصامى وعرف حق المستهلك والدولة والمجتمع

السبت، 11 سبتمبر 2021 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الرجل مثالا لرجل الصناعة العصامى، الذى صعد خطوة بخطوة، وبنى كيانا مهما لعب دورا على مدى عقود وما زال، إنه الحاج محمود العربى، رجل الصناعة وشهبندر التجار، الذى رحل عن عالمنا تاركا سيرة طيبة، ومثلا يفترض أن يحتذى به رجال الأعمال والصناعة، وتزامن رحيله مع اتجاه الدولة لدعم الصناعة الوطنية ضمن عملية تنمية شاملة، وأهمية أن يكون هنا عمل من الحكومة والقطاع الخاص. 
 
كان الحاج محمود العربى، نموذجا فريدا ولافتا لرجل الأعمال، بدأ عاملا فى الحسين والموسكى لسنوات، وتنقل بين أعمال متعددة قبل أن يستقل، ليبدأ إقامة أول تجارة توسعت، وعلى مدى سنوات أسس مجموعة شركات عام 1964 لتصبح واحدة من أكبر دور الصناعة المصرية والمالكة لتوكيلات يابانية، وبقيت منتجاته المعمرة نموذجا للاسم التجارى المحترم على مدى عقود، بل حتى العاملون فى شركاته كانوا يعكسون سلوك الراحل من حيث حسن المعاملة، وخدمة ما بعد البيع واحترام المستهلك، والاستجابة لمطالبه، وكلها قيم مطلوبة، وتسعى الدولة دائما لإرسائها وترسيخها، وهو ما يجعل الراحل مثالا فى بناء نموذج ناجح وقيم محترمة، وكل هذا بفطرته السليمة، وهى أمور ربما يستطيع أبناؤه الإبقاء عليها استمرارا لنهج وضعه الأب، الذى ساهم فى توفير فرص عمل مع نظام يضمن التوازن الاجتماعى وحقوق العمال الذين تعامل معهم على أنهم شركاء، ضمن لهم الحقوق المادية والصحية، وبجانب هذا قدم دورا اجتماعيا مهما، وأقام مستشفيات ومراكز خيرية، وهو ما جعله نموذجا مهما كرجل أعمال قدوة، ولم يتأخر أبدا عن دوره المجتمعى فى كل الأوقات. وحتى فى بداية فيروس كورونا، منح عماله شهرا كاملا إجازة بأجر كامل، ولم يستغن عن أى من العاملين، وهو ما كان يتماشى مع سياسة الدولة المساندة للصناعة والمطالبة بعدم التخلى عن العمال، وكان «العربى» نموذجا مهما فى كل هذا.
 
اللافت للنظر، أن «العربى» شهد صعوده فى وقت الانفتاح فى السبعينيات، وفى وقت سادت فيه عمليات الخداع والاستيراد لأى سلع معمرة، بعضها لم يكن مطابقا لأى مواصفات، لكن الرجل حافظ على تقديم منتجات مستوردة عالية الجودة، وعندما بدأ بناء مصانعه حافظ على الاسم والمنتج، واستمر الرجل بينما تراجعت وتساقطت نماذج للفهلوة، ولهذا كبر اسمه واتسعت أعماله.
 
ترك الراحل محمود العربى، سيرة طيبة مهنيا وإنسانيا، وانعكس هذا فى جنازته التى جمعت كل الفئات ممن شهدوا للرجل العصامى، والذى يمثل نموذجا مهما من نماذج الرأسمالية الوطنية الفاعلة، ورجل الصناعة الذى يعرف حق المجتمع والدولة، ويحرص على ضمان توفير منتجات مضمونة، كان اسم الرجل كافيا لانتشار منتجاته. واكتساب احترام الدولة والمجتمع. 
 
هناك الكثير من القصص عن مواقف إنسانية واجتماعية للراحل، حققت المعادلة الصعبة، والتى لا تتوافر لكثيرين فى عالم التجارة والصناعة، وقد تزامن رحيل الرجل مع اتجاه الدولة لدعم الصناعة الوطنية، وأيضًا مع إعلان إجراءات تضمن أن تكون المنتجات المستوردة مطابقة للمواصفات الأوروبية والعالمية، بما يضمن حقوق المواطن والمستهلك، وهى قواعد حافظ عليها الراحل، وكل رجل صناعة احترم هذه القواعد. 
 
اليوم تسير الدولة المصرية نحو تدعيم الصناعة الوطنية على كل المستويات، من حيث دعم المستثمر الجاد لتصنيع المنتجات المستوردة، محليا، وبمواصفات جودة عالية، وفى الوقت ذاته تطبق معايير عالمية، وتطبيق التكنولوجيا والأجهزة الحديثة فى الجمارك، وعدم السماح بدخول سلع ومنتجات غير مطابقة، بحيث يتم ضمان حق المواطن والمستهلك مع تسهيل الأعمال وقدر ضخم من الشفافية. 
 
وكثيرا ما توجه الدولة رسائل إلى الرأسمالية الوطنية بالعمل بناء على قواعد وقوانين الجودة، وأن تحقيق الأرباح يفترض أن يتوازى مع تقديم منتجات على درجة عالية من الجودة، وأن يكون هناك توازن بين أرباح رأس المال والخدمة التى يقدمها، والتزام بأداء حق الدولة فى الضرائب، وحق المجتمع بدور مجتمعى فاعل ومفيد. 
 
لقد شهدت مصر، ولا تزال، نماذج مهمة لرجال صناعة وأعمال، نجحوا فى الجمع بين الاسم المحترم والدور الاجتماعى، ومن هؤلاء كان الحاج محمود العربى، الذى قدم، ولا يزال، نموذجا للرأسمالية الوطنية، التى تساهم فى البناء والتنمية.
 

 
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة