المتابع لمنصات التواصل الاجتماعي مؤخرًا، يلاحظ عدد كبير "البوستات" و"المشاركات" العشوائية، عن جرائم وهمية، لا أساس لها من الصحة، والأكثر خطورة، من ذلك، ازدحام بعض الصفحات بـ"لايفات" عن جرائم من نسيج خيال القائمين على بثها عبر صفحاتهم.
الحصول على نسب مشاهدات مرتفعة، يدفع البعض لنسج حوادث وجرائم من بنات أفكارهم، فلا تستغرب ولا تتعجب وأنت تقرأ أو تسمع لحوادث غريبة ومريبة ومخيفة تُدخل القلق والخوف والرعب في قلوب الناس، وتفزع القلوب الآمنة والمنازل الهادئة، وتكتشف عقب ذلك أنها غير موجودة على أرض الواقع، أو أنها في بلد اخر غير مصر.
"فتح كاميرا موبيل" أو "كتابة بوست طويل" عن جريمة بتفاصيل مُثيرة، قد لا يُكلف القائمين عليها بعض الوقت، لكنه يكلف آخرين تكاليف باهظة، ينال من أمنهم وفكرهم، ويجعلنا جميعًا ـ أنا وأنت ـ نعيش في قلق، بسبب عديمي الضمائر، الذين اعتادوا الكذب والإفك، وترويج الشائعات والأخبار "المضروبة"، مستغلين وجودهم في "عالم افتراضي" مترامي الأطراف.
هؤلاء الطامحون في تحقيق مكاسب مادية جراء تحقيق مشاهدات مرتفعة من الفيديوهات والبوسات "المضروبة"، تصطدم أحلامهم على يقظة الشرطة، التي ترصد وتفحص وتتابع هذه الشائعات، وتضبط مروجيها بعد تقنين الإجراءات وتتخذ الإجراءات القانونية حيالهم.
جهود ضخمة، تبذلها الداخلية في رصد هذه الشائعات والتصدي لمروجيها، والإعلان عن حقيقة الأمور من خلال مركزها الإعلامي النشيط على مدار الساعة، كان اخرها اتخاذ الإجراءات القانونية حيال فتاة روجت لوجود جثة داخل سيارة في المعادي بقلب القاهرة، فأذاعت الخوف والرعب في قلوب الناس، وبعدها تبين ما سردته دربًا من الخيال، بحثًا عن نسب مشاهدة مرتفعة.
وبالرغم من الجهود الأمنية الكبيرة المبذولة للتصدي لهذه العشوائية في بث الفيديوهات "المضروبة" و"البوستات الكاذبة"، يتبقى دور إنساني مهم، على الشخص نفسه، أن يستيقظ ضميره، يلومه على ما يفعله، وينبهه على خطورة ما يقترفه في حق نفسه والآخرين، و"دور الأسرة" في مراقبة ما ينشره أبنائهم وما يكتبوه على صفحاتهم، حتى لا يتسببوا في نشر الكذب بين الناس.