مسعود شومان يكتب: ومن سيقول لك "كن شجاعا هذه المرة" سوى إبراهيم داود

الأربعاء، 15 سبتمبر 2021 05:30 م
مسعود شومان يكتب: ومن سيقول لك "كن شجاعا هذه المرة" سوى إبراهيم داود مسعود شومان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى حضرة إبراهيم داود ستشعر أن شيئا ما يربطك به، كأن عمرا بينكما قد مر وتود استعادته، يمكنك أن تقابله فى أماكن لا تتوقع أن يكون فيها، هو ابن حياة، ويسعى دوما لفض أسرارها، كنت بحكم محبتى لزيارة الموالد، وبحكم مشاهداتى لطقوسها والمعتقدات التى تحيط بها وتتبع أذكارها وألوان بيارقها أسير فى الشوارع المحيطة بجوار الأضرحة، أجلس على مقاهيها وأميل مع نقرات النقرزان، وتسيل دموعى شغفا ومحبة، وفى ميلى أجد بجوارى إبراهيم داود يميل ودمعه النشوان يحدثنى ويسلم على قلبى، لقد عثرت على خطواته فى موالد متعددة (السيدة نفيسة – السيد البدوى- إبراهيم الدسوقى)، سارحا فى الملكوت، متمتما مع المنشدين، ونشوانا مع صوت "العفاطة" التى وصلت ذرواتها مع التخمير المتدفق.
sami-wahib-(59)
 
 إبراهيم الريفى ابن هورين فى رقة الزرع حين يداعبه الهواء وحين يميل مع غناء فلاح على طنبوره، وهو ابن طريق وطريقه، يمكن أن تقابله فى حضرة يوزع النفحة ممسكا بصينية عليها أرغفة الأرز باللحم ومعها أكواب القرفة، ويمكن أن تجده فى حارة قديمة يتحسس شقوق جدرانها، ويأسى على يتم شبابيكها، ويحكى حكايات ناسها، إبراهيم داود الشاعر الذى تمرن على غناء الشعبيين، خاصة ممن ينتمون لأرضه التى أنجبته، فكان يستمع إلى الشاعر فتحى ابن زاوية جروان، ويدرك بوعى قيمته، وهو العاشق لغناء المهمشين والنسوة حين يمسكن بالصوانى ويرقصن كأشجار هزها الشوق، وهو الغائص فى حكايات الناس التى تأتيه طوعا فيسيل قلمه بها لننعم بحكايات نادرة فيها من اللمع والحكمة والسخرية ما يربطها بالعوالم السحرية التى ستدهشك رغم بساطتها، ومن سيحدثك عن أسرار مصر القديمة، وحوارى بولاق، وخبايا القرافة، وكرامات الأولياء، ومقالب الشعراء، وخيانات الساردين، ومن سيأخذك من يدك لتجد روحك فى خوش قدم لتسهر سهرة لن تنسى مستمعا للشيخ إمام ونجم، هو العارف بالمخابئ والأزقة وهو مالك لغة ناسها، إبراهيم داود ليس حكاية واحدة، لكنه دنيا من الحكايات التى لا تنفض.
مسعود شومان
 
ربما ستسمع منه "الله كريم"، ويطبطب عليك مانحا إياك كوبا من الماء المثلج برائحة الماورد، فتمشى معه نشوانا وتدخل سراديب لا تنهى، فتستمع لصوت مصطفى إسماعيل وكامل يوسف البهتيمى ومنه يأخذك إلى معارج المتصوفة لتقع فى حضرة موسيقى عبد الوهاب حيث ستكتشف مع إبراهيم داود أنك لم تكن تعرفه من قبل. ومن سيعلم روحك أن تسامح، وتمرح وتشتاق إلى الإنسان دون أن تنتظر شيئا، ومن يصوغ العالم وفق رؤاه التى جربت الحياة وخربشت الدنيا، فتعلمت كيف تقشر الألم عن أجساد البشر: 
 
الذين أهاتفهم على فترات متباعدة 
وأُنهى الكلام بسرعة معهم
 أحبهم
 وغالباً ما أكون مشتاقاً لهم
 أما الذين لا أهاتفهم على الإطلاق
لا ينتهى الكلام بيننا
أنت فى حضرة إبراهيم داود، يعنى فى حضرة الشاعر / الحكاء/ ابن الطريق/ الصحفى/ الصديق/ المريد، هل رأيته وهو يشاهد مباراة؟ وهل عرفت كيف يحلل خطة اللعب كخبير جرحت الكرة السفنج قدمه فى ملاعب قرى قويسنا، فالقارئ لتفاصيل إبراهيم سيعثر على حكايات عن العابرين، حيث لا ينشغل بالكلى، رغم احتشاده بالموسيقى التى تأتى خافتة لتصيد الشعر من مكامنه الغائرة، فى قلبى كلام كثير عن إبراهيم دواد الشاعر الذى بنى معماره الجمالى فى أرض تخصه، وقدم حكايات شيدت عالما سرديا مدهشا، والأهم أنه نسى فى قلب كل محبيه حكاية جليلة لا تنسى .. كل سنة أنت طيب وبخير .. يا بو حسن .. والله كريم.  








الموضوعات المتعلقة

أحمد الصغير يكتب: شجاعة إبراهيم داود

الأربعاء، 15 سبتمبر 2021 03:08 م

محمد بدوى يكتب: فى محبة إبراهيم داود

الأربعاء، 15 سبتمبر 2021 12:29 م

محمود قرنى يكتب: عرائس إبراهيم

الأربعاء، 15 سبتمبر 2021 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة