دعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إلى الاستفادة من الدروس المستخلصة من الأشهر الثمانية عشر الماضية التي شهدت انتشار جائحة كورونا وعواقبها المدمرة، في تعزيز قدرة الديمقراطية على الصمود في مواجهة الأزمات المقبلة.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال جوتيريش في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للديمقراطية، إن تعزيز الديمقراطية يعني استبانة وتطوير ممارسات الحكم السليم في حالات الطوارئ، سواء كانت صحية أو بيئية أو مالية، ومعالجة المظالم العالمية التي عرّتها الأزمة، بدءاً من عدم كفاية النظم الصحية، وحتى عدم المساواة في سبل الوصول إلى اللقاحات والتعليم والإنترنت والخدمات الشبكية.
وقال الأمين العام إن تعزيز الديمقراطية يعني تبني مشاركة حقيقية في اتخاذ القرار -بأساليب تشمل الاحتجاجات السلمية- وإفساح مجال حقيقي لسماع أصوات الناس والمجتمعات المحلية التي كانت مستبعدة تقليديا.
وأضاف "يشكل إسكات أصوات النساء، والأقليات الدينية والإثنية، ومجتمعات السكان الأصليين، والأشخاص ذوي الإعاقة، والمدافعين عن حقوق الإنسان، والصحفيين عائقا أمام إقامة مجتمعات تنعم بالصحة، فالديمقراطية ببساطة لا يمكن أن تبقى، ناهيك عن أن تزدهر، في غياب الحيز المدني".
وشدد جوتيريش على أن صون الديمقراطية، يعني الإلغاء التدريجي لسلطات وقوانين الطوارئ مع انحسار أسوأ فترات الجائحة، وقال إن بعض الدول ومؤسسات القطاع الأمني تعوِّل على سلطات الطوارئ لأنها توفر طرقا مختصرة.
وأشار الأمين العام إلى أن هذه السلطات يمكن أن تتسرب إلى الأطر القانونية وتصبح دائمة ما يقوض سيادة القانون وينال من الحريات الأساسية وحقوق الإنسان التي تشكل الأساس الذي تقوم عليه الديمقراطية.
وأوضح جوتيريش أن كل أزمة تعد تهديدا للديمقراطية، لأن حقوق الناس، ولا سيما أكثر الناس ضعفا، تتعرض للتجاهل بسرعة بالغة، وقال: "نلتزم بصون مبادئ المساواة والمشاركة والتضامن، حتى نتمكن من التغلب على عاصفة الأزمات المقبلة على نحو أفضل".