خلال شهور، كان الحديث عن مستقبل التنمية والتحديث مرتبطا فى خطابات الرئيس والدولة بتحديث الإدارة وتطوير الخدمات المقدمة للجمهور بشكل يقلل من العنصر البشرى، ويوظف التكنولوجيا والرقمنة بتوسع، لتقليل كميات الأوراق والأختام، والاعتماد على قاعدة معلومات وأرشيف أنفقت الدولة عليه الكثير، وتكرر ذلك كثيرا فى أحاديث وتحركات الرئيس، سواء أثناء إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، أو مناقشة تقرير التنمية البشرية.
اللافت للنظر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لا يكتفى بمتابعة هذه الخطط، لكنه أيضا يهتم وسط انشغالاته بقضايا الأمن القومى والاقتصاد وخطط التنمية، بما تنشره الصحف والفضائيات ومواقع التواصل، ويتدخل بنفسه لحل مشكلة فردية أو الاستماع للشكوى والاستجابة لصاحبها.
وآخر مثال كان استجابة الرئيس لطلب بوسى، حدادة المنصورة، ووعد بتحقيق أمنيتها بتعيين أشقائها، واعتبر المساهمة فى إزاحة العبء عن المواطنين حقا أصيلا، وعلى مدى السنوات الأخيرة استجاب الرئيس لمئات الحالات من هذا النوع، وفى مارس الماضى استجاب الرئيس لحالة السيدة ناهد، سائقة التروسيكل، التى تعول 5 بنات، ووجه كلامه للمسؤولين: «من فضلكم خلوا بالكم من أهلكم وناسكم، إحنا مسؤولين عنهم».
ويتفاعل الرئيس كثيرا مع حالات متعددة، نتذكر منها سائقة الميكروباص أو فتاة عربة اليد بالإسكندرية، والطفلة مريم التى تعانى من مشكلة صحية، وأمر بعلاج الطفلة منة الله، التى أصيبت فى حادث سيارة نقل، وتم نقلها من أسيوط، عقب استغاثة والدها عبر السوشيال ميديا والإعلام، وحتى حالة الطفلين التوأم ضحايا الزواج غير الموثق، وتعجز أمهما عن تسجيلهما، تدخل الرئيس لاستخراج شهادات ميلاد لهما، بعد عرض قصتهما فى «اليوم السابع»، وحالات أخرى تعرض فى برامج.
مرات كثيرة يتحدث الرئيس السيسى، موجها كلامه للمسؤولين فى كل مكان، بأن يؤدوا دورهم كممثلين للدولة وأصحاب قرار، وأن يتحرك الوزير أو المحافظ، ورئيس المدينة، والحى، والقرية، ولا ينتظر التعليمات، وانتقد انتظار مسؤولين لقرار بعلاج طفلة ضحية حادث، أو تسهيل استخراج أوراق.
الواقع أن الرئيس، وسط كل انشغالاته بالمشروعات الكبرى والأمن القومى وملفات الداخل والخارج، يتحرك ويستجيب لسيدة مكافحة أو طفل مريض أو فتاة أو أسرة، وهو الذى طرح مبادرة الإفراج عن الغارمات، وسداد ديونهن وإنهاء قضايا عليهن.
ويحرص الرئيس دائما على توجيه رسائل، يوجه فيها المسؤولين إلى أن يتحركوا من تلقاء أنفسهم، وألا ينتظروا تدخله، وقال: «كل ست أنا مش شايفها، بقول للمسؤولين فى المحافظة والمحليات، خلوا بالكم من أهلكم، اتعاملوا، أو قولولى وأنا أعمل».
الرئيس السيسى يتحدث عن عمل مؤسسى ومسؤولين يتحركون من واقع مسؤولياتهم، من دون انتظار تعليمات، أو رغبة فى الظهور، وكلنا يعلم أن المحليات والمحافظين ورؤساء المدن والمجالس المحلية، هم الذين يمارسون دورهم فى الإدارة، وحل أى مشكلات بشكل مباشر، وهو ما يخفف العبء عن الدولة والحكومة، ويجعل العمل مؤسسيا وليس شخصيا.
وفى آخر إفطار للأسرة المصرية، استمع الرئيس لمطالب أسر وأفراد، منها ما يتعلق بمعوقات وعراقيل صرف معاشات للأرامل أو الكبار، ووجه الرئيس بأنه يجب على الحكومة توظيف قاعدة المعلومات وشبكات المعلومات، لتسهيل صرف المعاش فورا من دون الحاجة للتعقيدات، خاصة أن كل المعلومات من وزارة الصحة، فيما يتعلق بشهادة الوفاة أو إعلانات الوراثة، متاحة على «السيستم» بما لا يستدعى كل هذه الطلبات.
الحقيقة أن الرئيس يتابع مطالب الناس، خاصة التى تتعلق بالخدمات، وتمثل أغلب الشكاوى، وأغلبها يمكن إنهاؤها فى وقتها من قبل الوزير أو المحافظ، من دون انتظار يتسبب فى إرهاق المواطنين ويضاعف من الضغط على منظومة الشكاوى.
ومع قرب افتتاح العاصمة الإدارية، وجمهورية جديدة، فإن الرئيس يؤكد دائما على تغيير نظام الإدارة بما يتناسب مع عاصمة الجيل الرابع، فى القرن الواحد والعشرين، التى لا تتناسب مع أسلوب إدارة عتيق، تغيير يربط المركز بالأطراف، ومسؤولين يعملون بشكل مؤسسى، يلخص الرئيس هذا فى دولة حديثة قادرة على تلبية حاجات مواطنيها بسرعة وكفاءة، تتناسب مع حجم ما يتحقق من مشروعات وإنجازات بأفكار جديدة لمسؤولين يتناسبون مع الجمهورية الجديدة.