مشاعر مختلطة عاشتها جماهير النادي الأهلي مع بيتسو موسيماني المدير الفني الذى دخل التاريخ من أوسع أبوابه بمجرد توقيع تعاقده لتدريب الفريق في أكتوبر 2020 خلفًا للسويسري رينيه فايلر، وذلك بعدما أصبح أول مدرب أجنبي من القارة السمراء يشرف على تدريب نادي القرن.
ولم يخيب بيتسو ظن جماهير وإدارة الأهلي عندما جاء في واحدة من أصعب الفترات على النادي في تاريخه، عقب توقف النشاط بسبب كورونا، وقرار فايلر بالرحيل لظروف عائلية، وجاء المدرب المخضرم من جنوب أفريقيا بجهازه المعاون ليبدأ مشواره بانتصار لا ينسى على الوداد المغربي ذهابًا وإيابًا في نصف نهائي دوري الأبطال ثم انتصار تاريخي على الزمالك في النهائي ليفك عقدة استمرت 7 سنوات فشل فيها الأهلي في اعتلاء عرش البطولة الأكبر في القارة، وعلى حساب من! الغريم التقليدي في أول نهائي يجمع القطبين بتاريخ دورى الأبطال.
وقبل احتفال موسيماني بمرور عام على تعاقده مع الأهلي، بدأ في خسارة قطاع كبير من مؤيديه عقب خسارة الدوري لصالح الزمالك، وبعدها بأسابيع قليلة تعثر أمام طلائع الجيش في السوبر ليخسر بطولتين محليتين في أقل من شهر، لتتجه سهام الانتقادات إلى المدرب الذى حقق أيضًا دوري أبطال أفريقيا مرتين في أقل من سنة.
وأصبح المدرب الجنوب أفريقي لغزًا للجماهير بعد الإنجازات القارية والعالمية الكبيرة مع الأهلي بعد الفوز بدوري الأبطال مرتين والسوبر الأفريقي وبرونزية كأس العالم للأندية، والاهتزاز المحلي بعد خسارة الدوري والسوبر في الوقت الذي لم يشارك فيه منذ بداية دوري وكأس الموسم الماضي وبدأهما فايلر بأداء مبهر قبل رحيله.
وقبل الحديث عن مستقبل موسيماني، علينا أن نتذكر معًا، لماذا وضع المدرب الجنوب أفريقي نفسه في تلك الأزمة؟ خاصة وأنه صنع لنفسه مكانة في تاريخ الأهلي حتى لو غادر النادي غدا.. وأعتقد أن السبب الرئيسي هو أخطائه وقراراته التي عليها العديد من علامات الاستفهام، مثل الأخطاء الدفاعية الكارثية وعدد الأهداف القياسي الذي استقبله الأهلي في الموسم الماضي، بجانب منح الفرصة لبعض اللاعبين غير المقنعين أمثال طاهر محمد طاهر ومنحها بدرجة أقل للاعبين مثل كهربا، وفي الموسم الماضي عندما فضل بواليا على محمد شريف بعد التعاقد مع المهاجم الجديد من الجونة.
وجاءت مباراة السوبر بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير عندما ظهرت نفس أخطاء الموسم الماضي، من استبعاد أسماء مهمة من القائمة مثل عمار حمدي وأحمد عبدالقادر وكريم فؤاد المنضمين حديثًا بعد موسم مميز في الوقت الذي لازال يعاني فيه لاعبو الأهلي من إجهاد تلاحم الموسمين الأخيرين، كما غابت الحلول أمام فريق يركن الأتوبيس منذ الدقيقة الأولى ولم يقدم أي أداء هجومي يذكر عن طريق المرتدات وربما لو كان فعل لكانت اهتزت شباك الأهلي كما حدث في معظم مباريات الفريق المحلية مع بيتسو.
ووسط الإنجازات الخارجية والاهتزاز المحلي، يظهر سؤال في غاية الأهمية يتداوله الجماهير عبر مواقع التواصل.. هل من الأفضل أن يرحل موسيماني الآن بعد خسارة الدوري والسوبر لوقف النزيف المحلي أم يستمر في منصبه؟
الإجابة والقرار بالتأكيد حق أصيل لمجلس إدارة النادي الذي اتخذ هذا القرار الجرئ بالتعاقد مع مدرب جنوب أفريقي لأول مرة في التاريخ، ولكن بعيدًا عن القرار، وكنوع من التفكير بصوت عالي مع محبي النادي.. هل من مصلحة الأهلي بقاء المدرب الحالي أم يرحل سريعًا قبل الدخول في معترك الموسم الذي أصبح شاقًا وطويلاً كالعادة في السنوات الأخيرة؟ ويستعد فيه الفريق للمنافسة على 5 بطولات هي كأس مصر الموسم الماضي والسوبر الأفريقي وكأس العالم للأندية بجانب دوري الموسم الجديد..
وإذا كان رحيل موسيماني سيتسبب في مكسب مؤقت بخلق حالة هدوء نسبي للجماهير حاليًا، لكن الوضع الحالي يؤكد أن الخسائر ستكون بالجملة على كل المستويات حال رحيله حاليًا..
من سيخلف موسيماني؟
أولى الأزمات التي سيخلفها رحيل موسيماني حاليًا هو بديله، فهل يتحمل الأهلي حاليا الدخول في دوامة البحث عن مدرب جديد؟ خاصة وأن مشروع بيتسو كان واعدًا ولا يوجد خطة بديلة من جانب النادي أو لجنة الكرة لتجهيز بديله، كما حدث مع فايلر الذي مهد لرحيله، ولذلك تم إعلان التعاقد مع الجنوب أفريقي سريعا بعد فترة طويلة من المفاوضات، وهو ما لا يتوافر حاليًا.
ماذا سيكون مصير الصفقات الجديدة؟
تعاقد الأهلي مع صفقات جديدة بتوصية من موسيماني الذي وضع خطة عمل الموسم الجديد وفقا لاحتياجاته ومن بينها المغامرة بضم بيرسي تاو الذي غادر جنوب أفريقيا كموهبة واعدة متجهة إلى الدوري الإنجليزي للتألق ودخول التاريخ، لكنه خسر الكثير بتلك الخطوة ويحتاج حاليًا لاستعادة مستواه السابق، وهو ما يراهن عليه بيتسو حاليًا ونجح في إقناع الإدارة بضم اللاعب الذي يحتاج إلى عمل خاص للتوهج، فهل سيستمر هذا المشروع مع مدرب جديد، أم سيخسر الأهلي صفقة كبيرة بحجم تاو ويخرج بالمجان كما حدث من قبل مع العديد من النجوم؟
هل اكتفى الأهلي من دوري أبطال أفريقيا؟
أثبت موسيماني صحة مقولة أهل مكة أدرى بشعابها، بعدما حقق العلامة الكاملة في دوري أبطال أفريقيا في إنجاز لم يكرره أي مدرب في تاريخ الأهلي بالتتويج بدوري الأبطال في أول موسمين مع الفريق، حتى مانويل جوزيه نفسه الذي توج بدوري الأبطال في موسمه الأول 2001، لكنه لم يكررها سوى في حقبته الثانية في 2005 و2006.
ونجح المدرب في استعادة بريق الشياطين الحمر في القارة السمراء بعد 3 مواسم متتالية صعبة خسر فيها النهائي أمام الوداد والترجي ثم تلقى أقسى خسارة في تاريخه الأفريقي بخماسية من صنداونز على يد بيتسو نفسه، لكن الآن الوضع اختلف واستعاد الأهلي هيبته القارية بعدما أسقط كل الكبار مع الجنوب أفريقي، فهل سيقدر المدرب الجديد حال توليه المسئولية حاليًا على هذا التحدي وتكرار هذا النجاح القاري الكبير؟
ماذا عن رد فعل موسيماني؟
الكل يتحدث الآن عن إدارة الأهلي وموقفها من المدرب، لكن لم يتم التطرق للمدرب نفسه، هل سيستسلم موسيماني لحالة التراجع المحلية أم سيكون له رد فعل؟ كما وعد بعد المباراة الأخيرة في الدوري وقال أنه أخطأ في الموسم الأول، ومثلما طالب في البداية بأن يتم منحه الوقت، فهل سيكون هناك رد فعل من المدرب أم سيستمر في التعثر ويمنح الإدارة فرصة إشهار البطاقة الحمراء في وجهه؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة