قال السفير البريطاني الجديد بالقاهرة، جاريث بايلى حول التعاون بين مصر والمملكة المتحدة فيما يتعلق بقمة مؤتمر المناخ الدولى COP26، المنعقدة في جلاسكو في نوفمبر المقبل، إن مصر ولندن في مقدمة ركب دول العالم الذى يقود المعركة ضد تغير المناخ.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" على هامش فاعلية "الرياضة من أجل المناخ" التي استضافتها السفارة البريطانية، أن هناك طريقتين يتم التعاون بهما مع القاهرة، الأولى متمثلة في دعم لندن لمصر لترشحها في رئاسة مؤتمر المناخ COP27 لعام 2022 بالإنابة عن إفريقيا، مؤكدا الرغبة في تعزيز الشراكة بين البلدين على المستوى العالمى لقيادة الجهود ضد تغير المناخ.
محررة اليوم السابع مع السفير البريطانى الجديد
وأكد أن محاربة تغير المناخ "مسئولية أخلاقية" كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، مشيرا إلى أن الطريقة الثانية التي تتعاون بها بريطانيا هي من خلال العمل داخل مصر: "نحن فخورون بالاستثمار كشريك لمصر في مزارع الرياح وحديقة إنتاج الطاقة الشمسية في محطة "بنبان" في أسوان، وفى حماية دلتا النيل من الفيضانات، ونحن نقدر هذه العلاقة الثنائية للغاية."
وحول إعلان الرئيس السيسى رغبة مصر في استضافة مؤتمر المناخ COP27 وتبنى القاهرة لإجراءات خلال السنوات الأخيرة لدعم ملف البيئة والطاقة، تابع السفير قائلا إن "المملكة المتحدة سوف تؤيد ترشيح مصر لرئاسة القمة الدولية لمكافحة تغير المناخ COP27، حيث أن مصر لديها دور ريادي وقيادى مهم للغاية في القارة الإفريقية وفى العالم بشكل عام، وندعم ترشيحها بشكل كامل."
وأضاف أن المملكة المتحدة ترى مصر كدولة رائدة في مجالات الطاقة المتجددة فهناك مشاريع على سبيل المثال، مثل المزرعة الشمسية في بنبان وكذلك مشاريع توليد طاقة الرياح ومحطات تحلية المياه. "أنا شخصيا أرى مصر في مقدمة الدول المهتمة بهذه المجالات بسبب طموحها، فهى لا ترغب فقط في المشاركة في هذا الملف وإنما ترغب في لعب دورا قياديا."
وضرب مثال على هذا الطموح، قائلا إن مصر ترغب في الاعتماد بشكل شبه كامل على الطاقة المتجددة خلال منتصف هذا القرن، معتبرا أن هذا أمرا رائعا للغاية.
السفير البريطانى الجديد
وحول تمويل المملكة المتحدة للدول النامية في المعركة ضد تغير المناخ، قال السفير إن بلاده تقريبا أكبر متبرع لصندوق المناخ الأخضر، حيث تعهدت المملكة المتحدة بالتبرع بما يقرب من 11.6 مليار إسترلينى خلال الخمسة أعوام المقبلة من أجل تمويل المناخ الدولى، موضحا أن دول العالم تحتاج إلى تمويل للتكيف، ولكن التعاون الحقيقى هو التمويل الخاص حيث يمكن الحصول على تريليونات من الدولارات.
وأشار إلى أن مارك كارنى، محافظ البنك المركزى البريطاني سابقا، تم تعيينه مبعوث لتمويل القطاع الخاص، وهناك تعهد من المجتمع الدولى بجمع 100 مليار دولار، ولكن العالم يحتاج أكثر من هذا بكثير ويمكن عمل ذلك من خلال القطاع الخاص.
وحول عودة مظاهرات المناخ حول العالم من خلال حركة "الجمعة من أجل مستقبل المناخ" وهى عبارة عن مظاهرات تندلع في دول العالم كل يوم جمعة للضغط على السياسيين لعمل المزيد من أجل مواجهة تغير المناخ، وكيف يمكن أن تمثل زخما قبل قمة المناخ في نوفمبر، قال السفير بايلى إنها مهمة للغاية، لأن الحكومات وحدها لن تستطيع إحداث فرقا، والطريقة الوحيدة لمواجهة هذه الكارثة هى من خلال تعاون الشباب والمواطنين.
وأشار إلى أهمية دور جيل الشباب في التصدي لتغير المناخ، لافتا إلى مشاركة طلاب الجامعات البريطانية في فاعلية "الرياضة من أجل المناخ"، لرفع مستوى الوعى حول آثار تغير المناخ على صحة الناس، وإنتاجيتهم والاقتصاد بشكل عام. وأكد ترحيبه بكل الأعمال التي تعزز هذه القضية.
جاريث بايلى
وأكد السفير فى كلمته مساء السبت أن المملكة المتحدة ومصر وإيطاليا يقودون العالم لمواجهة تغير المناخ.
وفى محاولة لشرح آثار تغير المناخ على حياتنا اليومية، عقدت السفارة شراكة مع عاملين فى مجال الرياضة لإظهار كيف يمكن أن تؤثر الظروف المناخية على الأداء البشرى، خاصة عندما يعمل الناس فى الأماكن المفتوحة ويتعرضون بشكل مباشر لدرجات الحرارة المرتفعة التى يشهدها العالم نتيجة للاحتباس الحرارى.
وانقسمت المسابقة إلى ثلاثة أجزاء: إجراء تدريب فى مكان مغلق وآخر فى مكان مفتوح وحفل توزيع جوائز.
شارك حوالى أربعين شخصا تتراوح أعمارهم بين عشرين وخمسة وثلاثين عامًا فى الجزء الأول من المسابقة خلال عطلة نهاية الأسبوع. وكان من بين المشاركين طلاب جامعات بريطانية فى مصر.
وشهدت المنافسة إجراء تدريبات وأنشطة رياضية وتم مقارنة ضربات قلب المشاركين فى كلا التمرينين (الداخلى والخارجي) لإظهار الفرق فى الأداء.
وتم تبادل نتائج المسابقة وتكريم المشاركين الفائزين خلال حفل توزيع الجوائز الذى استضافه السفير البريطانى فى السفارة مساء اليوم السبت بحضور بعثات دبلوماسية أخرى ونائبة وزير الشباب والرياضة.
وأضاف السفير "على المستوى العالمى، هذا ما سيقدمه مؤتمر المناخ COP26 الذى تستضيفه المملكة المتحدة فى نوفمبر: الجمع بين الحكومات، بما فى ذلك شركاؤنا المصريون والشركات والمجموعات المجتمعية والأفراد لمناقشة أفضل السبل لمعالجة تغير المناخ، واتخاذ إجراءات طموحة لمكافحة هذه الأزمة التى تهدد وجودنا".