أحمد التايب

الوعي.. دواء وعلاج

الأحد، 26 سبتمبر 2021 12:17 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مؤكد أن قضية الوعى دائما ما تكون الشغل الشاغل للمجتمعات حال إصرارها على التقدم ومواجهة التحديات، وتزداد الحاجة إلى هذا الوعى حال استهداف الأوطان أو انتشار ظواهر غير محمودة من شأنها تعكير الصفو العام أو التأثير على استقرار المجتمعات أو بث الخوف من المستقبل، وما أكثر من هذه التحديات الآن فى ظل عالم افتراضى أصبح وسيلة لأهل التطرف وأعداء الحضارة لتحقيق أهدافهم المسمومة لطمس الهوية وعرقلة الحياة من خلال الاختباء خلف الشاشات يبثون الشائعات والافتراءات والادعاءات بهدف إمراض المجتمع بعدة أمراض مزمنة، كالتعصب الأعمى للأفكار الضالة، وغياب القدوة والقيم، والإدمان والانتحار والبعد عن ركائز العلم والتعلم والتشبث بثقافات تعليمية وصحية ضررها أكثر من نفعها.
 
وقولا واحدا، إن أصاب مجتمع مثل هذه الأمراض، فتيقن أن ليس أمامه إلا الوعى منقذا ونجاة، ليتمكن من مواجهة هذه الظواهر، التى تعد قطعًا جرائم في حق النفس والإنسانية، وأمراض تنهش فى جسد المجتمع وروحه معا، وهنا تأتى عملية بناء الوعى كضرورة حتمية، تبدأ بالمعرفة والإدراك التام والتثقيف الشامل والإحاطة بكافة التحديات المعاصرة، وما أقصده هنا، هو الوعى في إطاره الشامل المتكامل لا الاقتصار على الوعى الدينى أو السياسى فحسب، إنما يمتد إلى مفهوم أوسع وأشمل لكل الجوانب الحياتية، علما بأن هذا ليس بالأمر اليسير والسهل، إنما هو عمل شاق ومكلف، لكنه قطعا هو الدواء والعلاج الناجز لأى مجتمع تصيبه مثل هذه الأمراض.
 
نعم، غياب الوعى قطعا يتسبب في انتشار أمراض مجتمعية نهايتها شهادة وفاة للمجتمع نفسه، لذا علينا جميعا إدراك هذه الحقيقة قبل فوات الأوان، فالكل يعلم الكم الهائل من المغالطات الدينية والفكرية والثقافية التي تبث على منصات السوشيال ميديا دون دليل أو برهان، والكل يدرك غياب القيمة والقدوة مما أدى لانتشار الحوادث الأخلاقية والمجتمعية التي لا تتسق مع الفطرة السوية، ولا مع قيم المجتمع الصالحة،  ومع هذا وذاك نعلم جميعا محاولات الاستهداف المستميتة للنيل من استقرار الأوطان وما يحدث في دول الجوار ليس ببعيد!!!
 
وأخيرا.. نقول، إن قضية الوعى ضرورة حتمية وعلاج ناجز لكافة الأمراض المجتمعية، لذا يجب علينا أن نعرف حق المعرفة، أنه لا يوجد وعى حقيقى دون السعي الدؤوب للعلم والتعلم والإخلاص للوطن، والتحلى بالصدق والأمانة ومراعاة القيم والكرامة، والبعد عن الفساد والإفساد والتخريب، وإعلاء المصلحة العامة على الخاصة، والمشاركة في البناء والتعمير، وتحمل المسئولية والشراكة الاجتماعية، فحال تحلى الأمم والشعوب بهذه الصفات، كان التقدم حليفا والرخاء مؤكدا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة