كانت وما زالت منطقة البهنسا، تحظى بمكانة سامية عند سكان محافظة المنيا، من الشمال إلى الجنوب، ويحرصون على زيارتها كل يوم جمعة من كل أسبوع، نظرا لما تحويه المنطقة من قباب الصحابة، وشهداء غزوة بدر الذين دفنوا فى المنطقة فى الفتح الإسلامى، ومنطقة البهنسا هى جزء من إقليم البهنسا الذى كان يمتد من إهناسيا حتى الفيوم.
وأطلق على المنطقة البقيع الثانى وذلك لاحتوائها على الصحابة والصالحين، حتى أصبحت تلك البقعة من الأرض تحمل معانى كثيرة لدى قلوب المنياوية، وكذلك الدول العربية والإسلامية، وتشهد تلك المنطقة تطورا كبيرا خلال الأيام الماضية وترميم قباب الصحابة ورصف وإنارة وغيرها من أعمال التطوير حتى تصبح مستعده للسياحة سواء الداخلية أو الخارجية.
مظاهر الاحتفال
تتعدد مظاهر الاحتفال بمنطقة البهنسا وخاصة فى ساحة سيدى على الجمام، وهو واحد من الصالحين الذين دفنوا فى المنطقة ويوجد له مقام هناك كتب عليه مقام سيدى على الجمام قاضى قضاة إقليم البهنسا، يأتى الأهالى من كل فج عميق من مختلف المراكز شمالا وجنوبا يجلسون فى ساحة سيدى على الجمام منذ الصباح الباكر حتى الساعات الأخيرة من اليوم وذلك للتبارك بالمكان وقضاء وقت طيب فى الأجواء الروحانية بالمنطقة .
ويوجد نوع آخر من الاحتفال والتنزه من خلال ركوب الخيل والجمال والحمير والذى يتركز وجودها أمام منطقة السبع بنات، والتى يقبل عليها الاطفال والكبار وحتى النساء، ويأتى الجمل الاعلى سعرا حيث تبلغ نزهته بـ10 جنيهات بينما الخيل والحمير بـ5 جنيهات، هذا إلى جانب البيتش باجى والذى يقوم برحلة للتنزه فى المساحات الواسعة من الصحراء المقابلة للمنطقة وسعر الرحلة 20 جنيها والشباب الأكثر إقبالا .
وقال أحمد فرغل أحد أصحاب الجمال إننى أتواجد فى المنطقة منذ سنوات طويلة، ونحاول إدخال السرور والبهجة على الزائرين، وأضاف أن أكثر الأيام ازدحاما هو يوم الجمعة يأتى إلى المنطقة الكثير من الأهالى فى ساعات مبكرة من النهار ويقضون معظم اليوم فى التنزه بالمنطقة والاستمتاع بالألعاب الموجودة وكذلك زيارة قباب الصحابة.
أما نادر بدر أحد أصحاب الأحصنة قال إن أغلب الاطفال يحرصوا على ركوب الجمال والأحصنة، وهو نوع من التنزه بالمنطقة منذ زمن بعيد ليس حديثا، وجاءت الفكرة لدينا كمحاولة لإدخال السرور على الزائرين وتوفير صورة للتنزه فى المنطقة.
يذكر أن مدينة البهنسا قد ستشهد على أرضها العديد من الصحابة والتابعين، عند فتح مصر سنة 22 هجريا، عندما أرسل عمرو ابن العاص الجيش الإسلامي لفتح المدينة ومع التقاء جيش المسلمين بجيش الرومان استطاع المسلمون فتح المدينة، واستشهد المسلمين الكثير ودفنوا فى المنطقة.
وقد ذكرها الواقدى قائلا إن المنطقة دفن بها نحو 5 آلاف صحابى بينما ذكرها على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية قائلا، أن تلك المدينة كان لها شهرة كبيرة ويوجد بها محل شهير عرف بالسبع بنات فيه نوع انحدار فيه مراجعة يتمرغ الناس فيه ذكورا أو أناسا طلبا للشفاء وكان به مجموعه من القبور، وتضم المنطقة العديد من القباب، منها قبة محمد الحرية الحسن الصالح وقبة السيده رقية و السبع بنات وقبة أبو محمد يوسف بن عبدالله التكرور وقبة أبان بن عثمان بن عفان وغيرها من القباب التى ضمت فى قبورها الصحابة والتابعين.