ورغم أن العمل من المنزل خفف من الضغوطات التى كان يعانى منها الكثير من الموظفين، إلا إن بعضهم اكتشف أنه أصبح يعمل لساعات أطول ولا يستطيع التوقف عن العمل طوال اليوم، كما لا يستطيع الفصل بين حياته المهنية والمنزلية، لذلك يحرص على إبقاء هاتفه قيد التشغيل وكذلك أجهزة الكمبيوتر لتلقى أى رسائل من العمل، وبهذا تحول أغلب الموظفين إلى مدمنين عمل، وفقاً لما ذكرته صحيفة "مترو" البريطانية.
إدمان العمل
وقالت أليفا روز، أخصائية العلاج النفسي والمتحدثة باسم مجلس المملكة المتحدة للعلاج النفسي (UKCP)، إن الإفراط في العمل، مع الفشل في تحقيق التوازن بين العمل والتواصل الاجتماعي والاسترخاء والعائلة، يضر بالإنسان من الناحية العقلية والجسدية.
وأضافت روز: "لسنا آلات، يجب أن يكون لدينا تحقيق التوازن. وإذا لم نفعل ذلك، فقد يكون ذلك في غاية الخطورة ".
الشعور بالتعب
وتابعت: "الإفراط في العمل لفترات طويلة من الوقت يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالأمراض. ترى أشخاصًا يعانون من نوبات قلبية من ضغوط مرتبطة بالعمل، وزيادة في مشاكل الصحة العقلية، والقلق الشديد للغاية على وجه الخصوص ".
ومن ناحية أخرى، أظهر استطلاع أجرته" Sodexo Engage "، أن 44.9٪ من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع أبلغوا عن أن الإجهاد الذاتي في العمل يؤثر على حياتهم المنزلية وأن 37.9٪ منهم عانوا من عدم النوم بسبب العمل، بينما كان 27.7٪ يتناولون الأدوية للمساعدة في التعامل مع الإجهاد الناجم عن عملهم.
الشعور بالإرهاق
علاج إدمان العمل :
قالت روز، إن الخطوة الأولى هي التعرف على الأعراض التى يعانى منها الموظف، مثل القلق الشديد، والتعب، وتعاطي الكحول أو السجائر كآليات للتكيف، ثم تحديد سبب المشكلة.
تابعت :" يجب على الموظف أن يسأل نفسه لماذا يفرط في العمل؟ هل هذا بسبب قيام رئيسه في العمل أو زملائه بالضغط عليه؟ أم بسبب الخوف من فقدان الوظيفة ؟ أم لتجنب التعامل مع مشاكل أخرى في حياته الشخصية مثل انفصاله عن زوجته أو مشاكله العائلية ؟".
وأشارت روز إلى أن الخوف من فقدان الوظيفة أو تجنب المشكلات الأخرى هي الأسباب الأكثر شيوعًا لإدمان العمل عند البعض.
أوصت روز، بالعلاج النفسى، أو اتباع نصائح تساعد على التخلص من الشعور بالضغط، مثل وضع جدول زمنى للمهام المطلوب انجازها، مع الحصول على قسط من الراحة أثناء العمل لتناول وجبة الغداء، مع التحرك قليلاً لاستنشاق الهواء النقى حتى لمدة خمس دقائق.
