أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: أوميكرون وعدالة اللقاحات.. التشاؤم والتفاؤل بمستقبل كورونا

الأربعاء، 19 يناير 2022 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتل متحور أوميكرون مكانه فى خضم فيروس كورونا، وأصبح يثير مزيجا من القلق والتفاؤل، فقد صدرت بعض التحليلات تقول إن المتحور قد يكون الأخير فى سلسلة المتحورات، لكن منظمة الصحة العالمية أعلنت أن الخبراء لا يوجد لديهم تصور واضح بشأن تطور فيروس كورونا حتى الآن، والذى يواصل التطور والتحور، بشكل قد يصعب توقع مستقبله. 
 
كل هذا يأتى فى وقت أصدرت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية تقريرا رصدت فيه إجمالى الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19» حول العالم، حيث ارتفع حتى أمس الثلاثاء 18 يناير 2022 إلى 330 مليونا و491 ألفا و623 حالة، والوفيات حول العالم إلى 5.546 مليون تقريبا، وفى نفس الوقت تبدو الموجة الحالية هى الأوسع انتشارا، خاصة أنها تختلط بالأنفلونزا الموسمية مع مؤشرات على تغيرات فى الفيروس غيرت الأعراض، عما كانت قبل عامين، وهو أمر يصعب عمليات الاكتشاف ويضاعف من الارتباك فى المواجهة.
 
ومنذ أن تم التعرف على الفيروس لأول مرة أوائل عام 2020، وحسب العلماء، ظهرت آلاف الطفرات على فيروس كورونا بعضها لم يكن مؤثرا والبعض الآخر أنتج سلالات أشهرها ألفا وبيتا وجاما ودلتا، وأخيرا أوميكرون، الذى يبدو أنه أكثر قدرة على الانتشار من باقى السلالات، وتختلف الأعراض الناتجة عنه، خاصة أنه تزامن مع ذروة موسم انتشار الأنفلونزا الموسمية ويحمل بعضا من الأعراض التى تختلط مع الأنفلونزا، ما يجعل التعامل معها أكثر صعوبة مع هذا الخلط، خاصة لدى المرضى الذين يرفضون الاعتراف بكورونا ويصرون على التعامل معها باعتبارها دور برد أو أنفلونزا.
 
الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والوقائية، يقول إن معظم الحالات المصابة حاليا بمتحور أوميكرون، وكثير من المصابين بأوميكرون يعتقدون أنها أنفلونزا موسمية، لأن كل الأعراض بينهما متشابهة، وإن كانت نسبة إصابة الجهاز التنفسى السفلى أقل مع أوميكرون، الذى يصيب النصف العلوى من الجهاز التنفسى.
 
وفى نفس السياق، تقول ماريا فان كيركوف، أخصائية وبائيات الأمراض المعدية فى منظمة الصحة العالمية: «ليس لدينا نفس القدرة على التنبؤ بتطورات أوميكرون، كما هو الحال حاليا فيما يتعلق بالأنفلونزا، هناك قدرة على التنبؤ بطفرات فيروس الأنفلونزا المتوقع انتشارها بشكل موسمى، لكن لا توجد توقعات لفيروس كورونا حتى الآن، والذى يتطور بشكل مختلف»، ويؤكد خبراء لوكالة أسوشيتدبرس أنهم لا يعرفون كيف ستبدو المتغيرات التالية أو كيف يمكن أن يتطور الوباء، ولا يوجد ما يضمن أن تبعات أوميكرون ستسبب حالات مرضية أكثر اعتدالا، أو أن اللقاحات الحالية ستعمل ضدها.
 
وخلال العام الماضى 2021، تفاءل الباحثون باحتمال انتهاء الجائحة بحلول نهاية عام 2022، لكن أندريا تايلور، التى تقود الفريق المعنى بمعلومات الجائحة فى مركز الابتكار الصحى العالمى بجامعة ديوك الأمريكية، تقول إن الجائحة قد تمتد إلى عام 2023، أو حتى عام 2024، ما دامت الدول الغنية تصر على الاستحواذ على معظم المخزون المتاح من اللقاحات، وترفض مشاركة نسبة أكبر من كفاءاتها الإنتاجية، فى ظل ظهور متحورات جديدة مثل «أوميكرون»، كما تقول مجلة نيتشر فى إحدى افتتاحياتها 16 يناير الجارى، والتى تحمل عنوان «الاستجابة العالمية لظهور أوميكرون»، ما يزيد الوضع سوءا، ويؤكد أن جائحة «كوفيد - -19» لن تزول ما لم يفطن العالم إلى ضرورة تطبيق العدالة فى توزيع اللقاحات.
p.8
 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة