تزداد التساؤلات فى الولايات المتحدة حول ما إذا كانت مساعى تقنين الحشيش أو الماريجوانا الترفيهية على المستوى الفيدرالي قد اقتربت من تحقيق هدفها، بعد أن اكتسبت زخما مع وجود الديمقراطيين المؤيدين لهذه الخطوة فى البيت الأبيض والكونجرس.
وقالت مجلة بولتيكو الأمريكية إن سياسة القنب أو الحشيش لم تكن أكثر انفتاحا فى الكابيتول هيل عما هى عليه الآن، حيث يسيطر الديمقراطيون على مجلسى الكونجرس والبيت الأبيض، وقامت سبع ولايات جديدة بتقنين الماريجوانا الترفيهية، واكتسبت صناعة القنب حلفاء جدد لها فى شركات مثل أمازون والجماعات المحافظة مثل "أمريكيون من أجل الرخاء"، والتي تدعم الإصلاح فى تلك السياسة على المستوى الفيدرالي.
بل إن الصناعة اجتذبت مناصرين أقوياء مثل رئيس مجلس النواب السابق الجمهورى جون بونير وزعيم الأغلبية الديمقراطية السابق فى مجلس الشيوخ توك داسكال للمساعدة فى دفع أجندتها.
لكن بعد ما يقرب من عام فى الكونجرس، تتابع المجلة، لم يتم تمرير أي تشريع يتعلق بالحشيش أو يرسل إلى مكتب الرئيس، وهناك مخاوف متزايدة بين المناصرين من أن النافذة المتاحة للتحرك تنغلق.
ويقول دعاة تقنين الماريجوانا ونشطاء الصناعة إن الحركة قد عرقلها غياب الإجماع بشأن الاستراتيجية التشريعية. فالجماعات الليبرالية المناصرة تدفع من أجل إصلاح شامل لسياسات القنب الفيدرالية بهدف مساعدة المتضررين من إنفاذ القانون الجنائى، بينما تسعى الجماعات من داخل الصناعة إلى أى انتصار جزئى فى السياسة، والذى يمكن أن يقدم زخما نحو إجراء تغييرات أكبر.
وقال أحد نشطاء الضغط لصالح تقنين الماريجوانا لمجلة بولتيكو إن هناك أشخاص معينين يرغبون فى تمرير أى شيء حتى لو لم يحصلوا على كل شيء. وأشار إلى أن هذه الرؤية لا تحظى بتأييد الجميع، مما يسبب خلافا الذى يعرقل جهود تقنين الماريجوانا.
وتقول بولتيكو إنه مع انتشار جهود تقنين الماريجوانا عبر البلاد، مما أدى إلى انتصارات حتى فى بعض الولايات المحافظة بشدة، ازدهرت صناعة القنب لتصبح قيمتها 25 مليار دولار، مع توقعات لتصل إلى 40 مليار دولار بحلول عام 2025. وتجتذب تلك الصناعة حلفاء أقوياء بشكل متزايد مثل البنوك وصناع السجائر والبيرة الذين يريدون قطعة من السوق المزدهر.
ويقول كيفين سابت، رئيس جماعة لمناهضة التقنين ومستشار السياسة السابق فى إدارات كلينتون وأوباما وجورج بوش، عن تأييد الماريجوانا لم يعد يقتصر على فئات معينة من المراهقين، ولكنه وصل حتى إلى أصحاب البدل الرسمية وخريجى هارفارد. ولم يعد يتعلق بصناعة محددة بقدر ما أصبح يتعلق بوول ستريت.
ورغم ذلك، تظل صناعة القنب طرف صغير نسبيا فى واشنطن، ولا تستثمر الكثير فى لعبة النفوذ التي يمارها منافسوها الرئيسيون مثل صناعة النبيذ والمشروبات الروحية.
وحتى مع نمو الحشيش إلى صناعة تقدر بمليارات الدولارات، لم تكن هناك زيادة مقابلة فى إنفاق جماعات الضغط الفدرالية لتمرير أجندتها. بل إن كبرى شركات الحشيش والجماعات المناصرة أنفقت أموالا على الضغط الفيدرالي فى عام 2021 أقل مما فعلت فى السنوات السابقة. وأنفقت ثلاث مجموعات رائدة فى صناعة الماريجوانا 900 ألف دولار فقط خلال الأرباع الثلاثة الأولى ن العام الماضى على ممارسة الضغط.
ويرى البعض أن تقنين الماريجوانا على المستوى الفيدرالى الأمريكى سيستغرق وقتا، عندما يكون المشرعون الأصغر سنا من الديمقراطيين والجمهوريين أكثر ارتياحا إزاء تخفيف القيود المفروضة على الحشيش.
وكانت كولورادو أول ولاية أمريكية توافق على تقنين الماريجوانا الترفيهية وعلى بيع الحشيش، وكان ذلك فى عام 2012. وانضمت 17 ولاية أخرى إلى جانب العاصمة واشنطن وجزيرة جوام إليها فى تقنين الحشيش فى السنوات التالية، لكت يظل استخدام الماريجوانا غير قانونى على المستوى الفيدرالي.
ويقول المعارضون إن الماريجوانا تشكل خطر للصحة العامة والسلامة، لكن المؤيدين يقولون إنها ليست خطيرة مقل الكحول، ويشيرون إلى فوائدها العلاجية فى التعامل مع الإجهاد وتخفيف الألم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة