كانت الفراشة الرقيقة سامية جمال مغرمة ومعروفة بحبها للزهور وحرصها على أن تكون هديتها لمن تريد مجاملتهم، كما كانت تحرص على أن تمنح وردة فى صباح كل يوم للدنجوان رشدى أباظة فترة زواجهما، وفى اليوم الذى لا تعطيه فيه الوردة كان يعرف بأنها غاضبة منه .
وكتبت الفراشة سامية جمال عن عشقها للورد وتحدثت عنه كثيراً حيث أشارت إلى أنها كانت مغرمة بحب الزهور حتى من قبل شهرتها وفى الفترات التى عانت فيها من الفقر فى بداياتها مؤكدة أنها منذ صغرها تشعر بضعف أمام الزهور، حتى أنها كانت تحصل على الورد إذا كلفها كل ما معها من نقود ولو باتت جائعة.
وأشارت الفراشة إلى أنها كانت تسير ذات مرة فى بداياتها بأحد شوارع القاهرة حين وقعت عيناها على محل للزهور ولفت انتباهها نوع جميل ونادر عرفت أنه زهور هولندية غالية الثمن وسعر الوردة منها جنيها ، فلم تقاوم جمال الوردة واشترتها رغم أنها لم تكن تملك سوى جنيه واحد ، ثم عادت إلى بيتها سيراً على قدميها.
وتحدثت سامية جمال عن موقف آخر كادت تتعرض فيه للسجن بسبب حبها للزهور، مشيرة إى أنها كانت تحب الذهاب للقناطر الخيرية فى الربيع حتى تستمتع بجمال الزهور، وذات مرة ذهبت إلى هناك وجذبها جمال الزهور ولت تتنقل بين حوض وآخر تقطف ما يعجبها منها حتى جمعت صحبة ورود جميلة ، ولكنها فوجئت أثناء جولتها بهجوم عدد من الاطفال طلاب المدارس عليها وهم يصيحون " سامية جمال أهى" ، وابتسمت لهم ولبت طلباتهم فى التوقيع على كراساتهم، ثم وزعت الورد الذى جمعته عليهم.
وأوضحت سامية جمال أنها التفتت مرة أخرى واتجهت لتجمع صحبة جديدة من الورود ، ولكن لم يتركها الأطفال وظلوا يتابعونها ويدوسون على أحواض الزهور، حتى شاهدها حارس الحديقة فأسرع ليفرق الأطفال وصرخ فيها قائلاً :"انتى بتسرقى الورد ياحرامية، وجايبة العيال دول معاكى"
وأمسك حارس الحديقة بالفراشة سامية جمال وأصر أن يذهب بها إلى القسم ، وهى تحاول أن تفهمه ما حدث وأنها فقط تحب الزهور ، ولكنه أصر لأن هذه الأحواض فى حراسته وعليه أن يحاف عليها.
وبالفعل ذهبت سامية جمال مع حارس الحديقة إلى النقطة وهناك تعرف عليها الضابط ونصحها بعدم قطف الزهور من المرافق العامة مرة أخرى قبل أن يسمح لها بالانصراف.
واكدت سامية جمال أنها لم تستطع أن تنفذ النصيحة لأنها ظلت طوال حياتها ضعيفة أمام جمال الزهور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة