قال الفنان والشاعر صبرى فواز، "إننا إذا صدقنا مقولة تأثير الفن فى الشارع المصرى، وهو تأثير على المدى البعيد، فالسؤال الذى ينبغى طرحه على الجمهور، أو من يحاسب الفنان على مشاهده، أين تأثير أبو العلا البشرى أو أبلة حكمت فى الشارع المصرى"، مؤكدا أن ما نراه فى الأفلام والدراما لا يمثل 1% مما يحدث فى المجتمع، وجرائم القتل والحرق أبرز مثال على ذلك، فالمجتمع تفاعل مع مشهد فني ولم يتحرك بكلمة تجاه الأخ الذى أحرق شقيقته.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت ضمن سلسلة ندوات "حلقة فكر" والتى ناقشت فى أولى فعالياتها "طرح السنين والكتاببة"، واستضافت الفنان صبرى فواز، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب 2022، فى دورته الـ53.
وقال الفنان صبرى فواز، ولدت في إحدى قرى كفر الشيخ، كان أول ما رأته عينى هو الخضرة على مد البصر، وعلى عكس طفولة البعض، لم نعرف شراء الألعاب، بل صناعتها، فكيف لهذا الطفل صغير السن أن يملك خيالا يمكنه من تحويل قطعة من الطين إلى ألعاب، كنا نكتشف وننبهر، ومن هنا شكل الخيال رافدا أساسيا في تكوين كل طفل منا، وفي ذلك الزمن كان لدى وزارة الثقافة قوافل تعرض لنا الأفلام على إحدى الملاءات، وتلك كانت أول لحظة رأت عينى فيها شاشة أفلام، ولا زلت أذكر حتى اليوم أول فيلم رأته، كان فيلم "رجال لا يخافون الموت".
وأشار صبرى فواز، إلى أنه في طفولته أصيب فلم يتمكن من اللعب مع أصدقائه، حينها كان المسجد فى القرية به مكتبة عامة، وليس مكتبة دينية، ومن هنا أخذته القراءة بكل عوالمها، ففي هذه الفترة لم يترك كتابا إلا وقرأه.
وتذكر صبرى فوار أن قصر ثقافة كفر الشيخ، كان غنيا بكل ما يملكه من كتب وأدباء ومثقفين وقامات حفرت اسمها في الفن والأدب والثقافة، حينها وجد نفسه أمام روافد عديدة ينهل منها كيفما شاء، وفي تلك الأثناء عرف طريق المسرح، والمعارض الفنية التشكيلية، لهذا كان يحلم بالالتحاق بالفنون المسرحية، ولهذا ذهب إلى الإسكندرية، وعاش بين فرقها، وتعلم من الأساتذة من بينهم الأستاذ نبيل الألفى الذى يراه أهم مدرس تمثيل في العالم العربي.
ويرى صبرى فواز أنه على الرغم من وجود وفرة كبيرة وإتاحة في الوصول إلى أي شيء، إلا أن قصور الثقافة لم تعد كما كانت، فنحن اليوم بحاجة ماسة جدا إلى دور قصور الثقافة لـ"تنضيف" العقول مما نعانى منه اليوم، وإذا عاد دورها كما كان فسوف نقطع مسافة ربما لا تقل عن نصف الطريق في معركة الوعي.
وعن كتابته للشعر، كشف صبرى فواز أنه البداية كانت مع القراءة والحفظ، والخجل من عرضه على أي شخص، حتى جاءت اللحظة التي استمع فيها إلى آراء من أسماء كبيرة منحته دفعة قوية في الاستمرار.
ورأى صبرى فواز أنه لا يوجد ما يسمى الذوق العام، فكل مشاهد يتلقى العمل الفنى من خلال ثقافته وبيئته، فالرأى العام قبل بأغاني المهرجانات، والبعض رفضه، مؤكدا على أنه لا يمكن قبول مناقشة محاسبة الفنان على دوره في الأفلام أو المسلسلات، فهل يعقل أن نحاسب ونحاكم محمود المليجي على الشخصيات التي قتلها في أعماله، أو إسماعيل يس حينما جسد التحول الجنسى.
وعلق صبرى فواز على مقولة أن تأثير الفن في المجتمع يكون على المدى البعيد، والسؤال لماذا لم نر إلا تأثير البلطجي فقط، ولم نر تأثير أبو العلا البشرى، أو أبلة حكمت.
وأبدى صبرى فواز اندهاشه من تفاعل الغالبية العظمى مع ما لم يعجبه، ويتسبب في شهرته، في حين أن الحل الأفضل هو أن نتحدث عما ينال إعجبانا ونترك ما لا نحبه ويروق لنا.
وقال صبرى فواز إن الدراما المصرية، هى المنتج الوحيد الذى يمكننا أن نكتب عليه عبارة "صنع في مصر" بفخر لعدة أسباب، فبلغة الاقتصاد، هذا المنتج يتم تصديره إلى الخارج كاملا دون رجعة، فالقنوات الفضائية تتنافس للحصول على هذا المنتج الذى يغذى ويغطى منطقة كبيرة في عالمنا، ولهذا فالسؤال الذى يفرض نفسه "من المستفيد من الإضرار بالفن المصرى حاليا؟!".
الفنان صبرى فواز
جانب من ندوة صبرى فواز
صبرى فواز فى ندوة معرض الكتاب
صبرى فواز
ندوة صبرى فواز
ندوة معرض الكتاب
جانب من ندوة صبرى فواز
صبرى فواز فى ندوة معرض الكتاب
صبرى فواز
ندوة صبرى فواز
ندوة معرض الكتاب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة