تأثرت كثيرا وحزنت حزنا شديدا عندما علمت صباح اليوم بوفاة الكاتب الكبير الأستاذ إبراهيم حجازي أحد أبرز النقاد الرياضيين وبطل من أبطال حرب أكتوبر، وأحد أبرز الكتاب في بلاط صاحبة الجلالة، رحل الأستاذ إبراهيم حجازي تاركا خلفه تاريخ حافل في الصحافة المصرية فقد كان رحمه الله صاحب مدرسة صحفية خاصة به تعلم منها الكثير.
تشرفت بالعمل مع الأستاذ والإعلامي إبراهيم حجازي وقد كان رجلا بحق شعاره المهنية والمصداقية وهمه الأول والأخير المواطن المصري البسيط المكافح فقد كان دائما "في دائرة الضوء" وهي الزاوية المخصصة له في صحيفة الأهرام بعدد يوم الجمعة، والتي قدم فيها نماذج مصرية أصيلة ومشرفة من كل ربوع ونجوع مصر، فضلا عن حرصه على إجراء حوار بناء مع كافة قراءه وطرحه لأفكاره ورؤاهم في مقالاته وكتاباته.
الأستاذ إبراهيم حجازي علمنا في مدرسته الكثير والكثير وخاصة تاريخ مصر وعظمتها، حيث حرص على تقديم ورصد بطولات الجيش المصري سواء في مقالاته أو عبر برنامجه التليفزيوني "في دائرة الضوء" والذي وثق المئات من بطولات جيشنا العظيم من عام 1956 مرورا بنكسة يونيو 1967 وحرب الاستنزاف التي استمرت 500 يوما حتى ملحمة أكتوبر عام 1973م، ولم يكن إبراهيم حجازي مجرد صحفي يتناول التاريخ العسكري للجيش المصري بل هو أحد المقاتلين الذين شاركوا في ملحمة أكتوبر حيث خدم في الجيش المصري فقد نجح في تقديم شرف وافي لانتصار أكتوبر والذي يعتبره أحد أبرز الأحداث في تاريخ الأمة العربية والإسلامية.
حرص الأستاذ إبراهيم حجازي على تقديم كافة النماذج الرياضية الناجحة خاصة في الألعاب الفردية وتعامل مع فلسفة الرياضة بمفهومها الشامل فقد كان أول من حذر من "شيخوخة المجتمعات" بسبب عدم ممارستها للرياضة، وقد قاد حملات صحفية لترسيخ فكرة ممارسة المواطنين للرياضة باعتبارها أساس لصحة الإنسان وتقوية للمجتمعات الشابة التي تطمح نحو بناء مستقبل واعد لأبنائها.
مواقف عدة أثبتت أن هذا الرجل كان بحق محب لوطنه ولمهنته التي حرص خلال فترة توليه منصب وكيل نقابة الصحفيين على خدمة الجماعة الصحفية دون تردد، وحرصه على نقل خبراته الطويلة في مهنة الصحافة إلى جيل جديد من الشباب حريص على استكمال ما بدأه الأستاذ.
عدد كبير من الزملاء يعرف إبراهيم حجازي الصحفي والإعلامي الكبير لكنهم لا يعرفون إبراهيم حجازي الإنسان الذي لم يتوانى يوما واحدا عن مساعدة أيا من المواطنين البسطاء الذي يحرص على استقبال كافة اتصالاتهم عبر هاتفه الشخصي ويتابع مشكلاتهم من خلال التواصل مع المسؤولين لحلها وإدخال الفرحة والسرور على البسطاء الذين لم يلتقيهم يوما لكنه كان مؤمنا بأن مساعدة هؤلاء فرض وواجب علينا جميعا طالما كنا قادرين على مساعدتهم ونجدتهم.
وداعا يا أستاذ إبراهيم ... ستظل سيرتك الطيبة حاضرة بيننا فقد تعلمنا منك الكثير والكثير وستكون حاضرا معنا بروحك وقلمك لأنك تستحق أنت تبقى دائما وأبدا "في دائرة الضوء".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة