معلوم أن مبادرة "حياة كريمة" تعمل على ثلاثة محاور أساسية، الأول يتعلق بالتمكين الاقتصادي، والثاني خاص بالبنية الأساسية والبناء، والثالث يهتم ببناء الإنسان بهدف تحقيق العدالة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لقرابة 58 مليون مواطن، لذلك تم وصفها على أنها مشروع القرن، وليس هذا فحسب إنما الأهمية والعظمة الحقيقية لهذه المبادرة أو هذا المشروع العملاق، الاهتمام الملحوظ بمحور بناء الإنسان كأولوية وذلك يتجسد فى كافة التصريحات والتوجيهات والخطابات الرئاسية، باعتبار أن التنوير والثقافة والوعى هم رأس حربة أى تغيير يمكن أن تشهده المجتمعات، والعلاج الفعال والناجز فى مواجهة قوى الشر والضلال وأهل الظلام.
وما يستحق الذكر والتقدير، وتسليط الضوء عليه في مقالنا هذا، عظمة ما يتم من تنسيق دائم بين القائمين على حياة كريمة ووزارة الثقافة لدعم ونشر الوعي الثقافي كاستراتيجية كبرى للمشروع، فرأينا مشروع المسارح المتنقلة التي أعتقد أنه يؤكد مبدأ العدالة الثقافية، ويعمل على الوصول بالمنتج الثقافي لجميع ربوع وقرى المحروسة بهدف اكتشاف وتنمية الموهوبين والنابغين والمبدعين، وإعداد سجل للموهوبين المكتشفين لاستغلال طاقاتهم ورعايتهم، والاستفادة بهم في المستقبل ومساعدتهم في توظيف وخلق فرص للاستفادة من مواهبهم.
وليس هذا فحسب، إنما إطلاق مبادرة مكتبات حياة كريمة الثقافية أمر أيضا يستحق التقدير ويمثل نقلة نوعية وسيجنى ثمار عظيمة، لأنه ببساطة يهدف إلى تقديم وجبة ثقافية متكاملة تبدأ بالكتا وتمنح فرصة الالتقاء بالمثقفين من خلال ندوات واكتشاف المواهب الموسيقية والتمثيلية لإعادة صياغة شكل ونمط الحياة فى قرى مصر، ونموذجا ما حدث فى قنا أولى المحافظات التي يتم تنفيذ المكتبات بها في الصعيد.
وما يميز مكتبات حياة كريمة أنها تخدم جميع الأعمار من الأطفال والشباب وكبار السن وتحرص على تخصيص ساحات خارجية لإقامة الفعاليات الثقافية والتوعوية والأنشطة المختلفة لتنمية المهارات، وتراعى في التصميم التناسب مع طبيعة كل محافظة من محافظات المبادرة.
وختاما، فإن ما تفعله مبادرة "حياة كريمة" أمر يدعو للفخر والاعتزاز بدولة تسعى نحو مستقبل مشرق لأبنائها وتضع نصب أعينها الفئات الأكثر احتياجًا في ظل جمهورية جديدة تنشد تحقيق العدالة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية لمواطنيها..
