مؤكد ما رآه العالم من مشاهد افتتاح منتدى شباب العالم 2022، وما حملته كلمة الرئيس السيسى من رسائل محبة وسلام، وتسليط وسائل الإعلام الدولية الضوء على فعاليات النسخة الرابعة يدعو كل مصرى للفخر والاعتزاز بما يحدث على أرض السلام ملتقى الحضارات، وذلك بعد أن أصبح المنتدى محط أنظار دول العالم وبرهانًا على استقرار مصر أمنيًا وسياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا.
وأعتقد أن أهم ما يميز المنتدى في نسخته الرابعة، حالة الزخم الكبير والاهتمام العالمى بهذا المحفل الثرى وتجسد ذلك فى حضور نخبة وشخصيات مؤثرة وقيادية ومفكرين وممثلى للمنظمات والمؤسسات الدولية، وكذلك حضور مشرف لآلاف الشاب من جميع الفئات من 196 دولة دون تمييز أو تفرقة في العرق واللون، خلاف التواصل عبر المنصة الرقمية للمنتدى مما يعكس ثقة شباب العالم فى المنتدى، وفيما يقدمه من أفكار وخبرات عبر ورش وفعاليات للاستفادة وصقل المهارات والقدرات نحو بناء غد أفضل.
والحقيقة أن مكاسب مصر عديدة وعظيمة مهما كانت الآراء، وأول هذا المكاسب أن هذا المنتدى بمثابة قوة ناعمة لمصر للتأثير والريادة، فلك أن تتخيل أن هذا المحفل يضم سفراء لـ196 دولة من قارات العالم ينقلون التجربة المصرية، ويتابعون ما تقوم به الدولة المصرية من خطوات كبيرة لتمكين الشباب سياسيا واقتصاديا مما يعكس وجود إرادة سياسية حقيقية تدفع نحو إدماج الشباب بشكل كامل في صنع القرار السياسي وهذا ما دعا ولأول مرة مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إلى الإشادة بالتجربة المصرية لتمكين الشباب، بالإضافة إلى أنه منصة دولية لعرض الجهود المصرية في مجال التنمية المستدامة، خاصة أنها حققت إنجازات تشبه الإعجاز في مجال التنمية المستدامة خلال السنوات الماضية في كافة القطاعات، أبرزها مشروع القرن حياة كريمة الذى يستهدف الارتقاء بالمستوى المعيشى لـ58 مليون مواطن اجتماعيا واقتصاديا وتعليميا وصحيا.
ومن أهم المكاسب أيضا أن المنتدى بمثابة فرصة ذهبية للتواصل مع كبار صانعي القرار والمُفكّرين حول العالم، كما أنه فرصة للتعرّف على مجموعة متنوّعة من الشباب الواعد من مختلَف الجنسيات حول العالم من خلال شباب لديه الحلم والإرادة والتصميم على إحداث تغيير حقيقي في عالم اليوم وعالم الغد، والمساعدة فى تمويل وتنفيذ بعض المبادرات التى تستهدف الدول النامية والفقيرة، خلاف تعزيز ثقافة الحوار والمناقشات بين الشباب من الجنسيات المختلفة حول عدد من القضايا المحورية المهمة وبالتالى اكتساب خبرات جديدة وخلق مساحات للتعبير عن الرأي.
ولا ننسى أن مصر تطمح أيضا إلى أنها تكتسب أهمية كبيرة من المنتدى فهو يظهر مكانتها المتميزة بين دول العالم وقدرتها على تنظيم مؤتمرات دولية ضخمة ومُشرفة ويساعد على الترويج للسياحة بوجود شباب من جميع أنحاء العالم ينقلون ما يرونه من حضارة عريقة، ويعزز من نقل الصورة الحقيقية للشوارع المصرية التى تتمتع بالاستقرار والأمن.
وأن انعقاد المنتدى هذا العام وفى هذا التوقيت، فى ظل جائحة «كورونا»، بمثابة قرار جرئ يؤكد قوة الدولة وقدرتها على إدارة الأزمة وإصرارها على دعم الشباب فى جميع الظروف مهما كانت التحديات باعتبارهم قادة المستقبل وأمل الأمة فى النهوض والتنمية لبناء دولة قوية وقادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
وأخيرا، نقول إن مصر بهذا التنظيم الرائع وعبر هذا الشباب الواعى المثقف المنظم، تضع بقوة بصمتها العالمية فى تنمية مهارات هذه الفئة، ومناقشة التحديات العالمية التى تواجههم، وتبث الأمل في قلوبهم لمساعدتهم على مواجهة التحديات التي تهدد مستقبلهم، مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية والعالم الافتراضى وتتيح لهم فرصة ذهبية لمناقشة وإثارة ملفات مهمة لهم، كالأمن الغذائي والتغير المناخى والذكاء الاصطناعى، وحقوق الإنسان والأمن المائى والسلم الاجتماعى..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة