سلطت صحيفة "الخليج" الإماراتية الضوء على الوضع التونسي المتحول مفتوحاً على احتمالات عديدة، حيث إن المسار الذي تنتهجه البلاد بعد إعلان الرئيس قيس سعيّد عن خارطة طريق الإصلاح الممتدة لعام كامل، يواجه عقبات وعراقيل يحاول المتضررون من المتغيرات السياسية إثارتها لإحباط أي مسعى يتكلل بالنجاح.
وذكرت الصحيفة - في افتتاحيتها تحت عنوان "معركة تونس القاسية" - "أن أغلبية الأحزاب، وأساساً حركة النهضة الإخوانية، بدأ المشهد السياسي يلفظها بعد افتضاح ملفات الفساد والتزوير والمحسوبية التي أنهكت الدولة والمجتمع، حيث صادرت أحلام الشباب الطامح إلى العمل والعدالة وصناعة المستقبل".
وأشارت إلى أن هذه الأحزاب تحاول القفز على حالة النبذ الاجتماعي للعودة مجدداً إلى دائرة الفعل، ولأن التاريخ لا يتكرر، فإن هذه الجماعات تكرر الأسلوب نفسه، الذي اعتمدته مع نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، حين كانت تتباكى على «الكرامة والحريات» وتتآمر في الداخل والخارج على الأمن الوطني.
وأوضحت أن الضجة التي أحدثتها طبول ما يسمى "الربيع العربي" وبين عشية وضحاها في عام 2011، أصبح أولئك سادة المشهد السياسي، وبعد التجربة جاء الحصاد هشيماً، وبدل تحقيق الكرامة وتوفير فرص العمل والازدهار الاقتصادي، عم الفساد وسادت الانتهازية وبلغت البلاد مستوى لم يسبق له مثيل في الانهيار والإفلاس والإحباط وفقدان الأمل.
ولفتت إلى أن إصلاح ما أفسدته عشر سنوات من سيطرة جماعة "الإخوان" وأذرعها في تونس لن يكون أمراً يسيراً، ولن يتم بين يوم وليلة، لكنه أمر لا بد منه وشرط أساسي للإنقاذ الفعلي، وصولاً إلى إقامة نظام يؤمن بالقيم الديمقراطية ويضع مصالح الشعب والدولة فوق أهواء الأحزاب والمتكالبين على السلطة.
واختتمت "الخليج" افتتاحيتها "من صنعوا هذا الفشل هم المتضررون من خريطة قيس سعيّد ومن تحرك القضاء، وللتشبث بالبقاء والرغبة في العودة إلى دوائر الضوء لن يتوقفوا عن الصراخ، وسيكثفون تشويه التوجه السياسي الجديد، وهو ما يجعل المعركة قاسية والخسائر جسيمة لدى البعض، لكنها بمعايير المستقبل ستكون مكسباً تونسياً إذا سلمت المنطلقات من الشوائب وكان الأداء وطنياً خالصاً".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة