كشف الدكتور تيدروس ادهانوم جبريسيوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إن تمكّن المشاركين من الاجتماع شخصيًا هذا العام دليلٌ على مدى نجاحكم جميعًا فى مكافحة كورونا، مضيفا أنه على الرغم من أن "العالم لم يكن أبدًا فى وضع أفضل لإنهاء جائحة كورونا بوصفها طارئة صحية عالمية، وحذَّر الدكتور جبريسيوس من أننا "لم نصل بعد إلى نهاية الجائحة".
وفى سياق تسليط الضوء على العجز فى اللقاحات، حَثَّ الدكتور جبريسيوس الدول الأعضاء على إيلاء الأولوية لتلقيح العاملين الصحيين والمُسنين ومواصلة العمل صوب بلوغ هدف التغطية بنسبة 70% فى جميع البلدان.
وشدَّد على ضرورة "الحفاظ على القوة الدافعة اللازمة لبناء هيكل أقوى للطوارئ الصحية"، وناشد "الدول الأعضاء أن تشارك بمزيد من النشاط فى التفاوض حول الوثيقة الدولية الجديدة المُلزمة قانونًا بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب لها والاستجابة لها".
وفى نهاية كلمته، لفت الدكتور جبريسيوس الانتباه إلى السلام، وهو "الدواء الأساسى الوحيد من أجل الصحة الجيدة، ولا تستطيع المنظمة تقديمه"، مضيفا لذلك أناشدكم جميعًا أن تعملوا، بأى طريقة ترونها ممكنة، نحو الصحة من أجل السلام، والسلام من أجل الصحة.
من جانبه قال الدكتور أحمد المنظرى، المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية، خلال انعقاد اللجنة الاقليمة الـ69 لشرق المتوسط بالقاهرة، إن الأوضاع التى يمر بها معظم دول شرق المتوسط خطيرة، حيث تؤثر على حياة الكثيرين فى الإقليم، من صراعات متعددة إلى الزلزال الذى ضرب أفغانستان، وانعدام الأمن الغذائى المزمن والحاد فى القرن الأفريقى، والفيضانات التى ضربت باكستان، وفاشية الكوليرا التى اندلعت مؤخرًا فى سوريا.
وأضاف الدكتور المنظرى: "هذه الأزمات المتداخلة تلحق أشد الضرر بصحة الناس وأسباب معيشتهم وحياتهم، وتزيد من صعوبة تحقيق الصحة للجميع وبالجميع، لكنني أعلم أننا إذا ركزنا بقوة على ما هو ممكن، فيمكننا معًا أن نجعل تلك الرؤية حقيقةً واقعةً"، مضيفا، يصعب دائمًا ترتيب أولويات الاستثمار في القدرة على الصمود والوقاية والتأهب لأن النجاح غير مرئي: فالنظام الفعال يبقينا فى مأمن من خلال وأد حالات الطوارئ فى مهدها، لكن جائحة كورونا أظهرت التكلفة المحتملة لعدم تقوية نُظُمِنا، ولذلك، نحن بحاجة إلى الاعتراف بقيمة الاستثمار في الوقت المناسب بدلًا من حصاد العواقب الوخيمة لاحقًا.
وقال الدكتور أحمد ربله عبد الله، وزير الصحة بجمهورية جيبوتي ونائب رئيس الدورة الثامنة والستين للّجنة الإقليمية، إنه على الرغم من أن العالم فوجئ بجائحة كورونا التي قلبت حياة الناس والمجتمعات والاقتصادات رأسًا على عقب، إلا أن الاستجابة لهذه الجائحة تضمنت استثمارات كبيرة في اللقاحات التي جرى استحداثها وتوزيعها بسرعة غير مسبوقة.
وأوضح الدكتور عبد الله: يجب علينا الآن أن نحافظ على تركيزنا وأن نواصل العمل دون كلل صوب بلوغ التغطية الصحية الشاملة، فهذه هي الطريقة الوحيدة لبناء قدرتنا على الصمود أمام جميع أنواع الأزمات.
وأشار إلى أننا في مواجهة التحديات الجديدة والمستمرة نحتاج إلى تأهب أفضل وتنسيقٍ فعّال بين الدول الأعضاء، لإعادة بناء نظام رعاية صحية قوي ومرن وقادر على الصمود والتكيف مع التغيرات المفاجئة.
وقبل الجلسة الافتتاحية عُقدت الاجتماعات التقنية السابقة على اللجنة الإقليمية، وبالإضافة إلى مناقشات مجموعة من القضايا الصحية ذات الاهتمام المشترك لبلدان الإقليم، بما في ذلك إنتاج اللقاحات محليًا، والقضاء على سرطان عنق الرحم، والسلامة على الطرق، ورصد حالات الطوارئ، ونُظُم معلومات المستشفيات، استمع المشاركون في الاجتماعات السابقة على اللجنة الإقليمية إلى ثلاثة متحدثين ضيوف رفيعي المستوى تناولوا 3 موضوعات صحية مهمة، وهي: تحديات قادة الصحة، وتغير المناخ ومؤتمر الأطراف السابع والعشرون، ونَهج الاستثمار في الصحة، يذكر، إنه ستبدأ الجلسات العادية للدورة التاسعة والستين للجنة الإقليمية صباح اليوم بالقاهرة.
جدير بالذكر أن الدورةَ الـ 69 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط افتتحها صباح أمس بالقاهرة، الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسيوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والدكتور أحمد المنظري، مدير المنظمة لإقليم شرق المتوسط، والدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، والدكتور أحمد ربله عبد الله، وزير الصحة بجمهورية جيبوتي ونائب رئيس الدورة الثامنة والستين للّجنة الإقليمية، بمشاركة عددٍ كبيرٍ من وزراء الصحة وممثلي الدول الأعضاء في الإقليم الذين يحضرون شخصيًا لأول مرة بعد عامين.
كما شارك في اللجنة الإقليمية عددٌ من المسئولين رفيعي المستوى من بُلدان الإقليم، وممثلو العديد من المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية، كما تعقد دورة هذا العام حول موضوع "بلوغ أهداف التنمية المستدامة في فترة ما بعد كورونا : تسريع وتيرة التغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي - الصحة للجميع وبالجميع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة