طفرة تنموية غير مسبوقة تشهدها محافظة شمال سيناء، بعد نجاح الأجهزة الأمنية في تطهيرها من الإرهاب واستعادة الاستقرار بها، لتعود كما كانت أحد المحافظات الساحلية الهامة على شاطئ البحر المتوسط، وبقعة غالية من أرض الوطن، وموقع استراتيجي متميز على بوابة مصر في الاتجاه الشمالي الشرقي، ومركز إشعاع حضاري وثقافي، له خصوصية وتاريخ عميق في نفس كل مصري.
زرت شمال سيناء مرات عديدة، أغلبها كان في الفترة التي شهدت عمليات أمنية واسعة ضد الإرهاب والعناصر المتطرفة، وقد كانت آثار التخريب والدمار لمنشآتها ومبانيها تبعث في نفسي الحزن والقلق، لكن ما حدث من جهود مخلصة خلال السنوات الماضية، وتحول شامل بتلك المنطقة بات مذهلاً بكل المقاييس، ويشير إلى حجم الجهد الكبير، الذي بذلته الدولة بكل مؤسساتها من أجل تنمية شمال سيناء بالصورة التي تليق بأبنائها.
لم أكن أتصور أن مدينة العريش وقراها شرقاً وغرباً سوف تشهد أنشطة ومهرجانات رياضية شاملة، في ألعاب كرة القدم واليد والسلة والجمباز والكاراتيه والكونغ فو، بعدما تم تشكيل لجنة خاصة معنية بتنمية وتطوير الأنشطة الشبابية والرياضية في شمال سيناء، ضمن خطة أكبر وأشمل للاهتمام بالمحافظات الحدودية كافة.
اللجنة المعنية بتطوير الأنشطة الشبابية والرياضية في شمال سيناء تضم في عضويتها الدكتور محمد فوزي، رئيس وحدة المنسقين الإعلاميين، والمتحدث الرسمي لوزارة الشباب والرياضة، وإيهاب حسن، مستشار وزير الشباب، وكليب راشد، مدير مديرية الشباب والرياضة بشمال سيناء، وجميعهم مسئولين على قدر كبير من المهارة والخبرة، وأنا على ثقة كبيرة في أنهم سيقدمون نموذج متميز، يتم الانطلاق منه لكل المحافظات الحدودية في مصر خلال الفترة المقبلة.
اللجنة المنوطة بالتنمية الرياضية في شمال سيناء شاركت في وضع خطة زراعة 10 آلاف شجرة، المنتظر تنفيذها في شهر نوفمبر المقبل، ضمن مبادرة اتحضر للأخضر، التي يرعاها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويتم تنفيذها بإشراف العديد من الوزارات في الحكومة، كما أجرت لقاءات مع أكاديميات كرة القدم، والسلة، بمنتدى شباب العريش بشمال سيناء، بهدف اكتشاف المواهب الرياضية وتنميتها، ودعم قدرات النشء والشباب في ممارسة الأنشطة الرياضية.
إبهار مراكز شباب شمال سيناء لم يتوقف عند الأنشطة الرياضية فقط، بل شمل الفنون المختلفة ومعارض الرسم، ودورات المسرح، والفن التشكيلي، لتصبح منصات إشعاع حضاري وفكري، تسهم في تنمية وتطوير المجتمع، وتخلق أجيال بإمكانها صناعة مستقبل أفضل لهذا البلد، وقادرة على مواجهة الفكر المتطرف بالتعليم والثقافة وحب الحياة والتطلع لكل مظاهر التطوير والتقدم.
تجربة دعم الأنشطة الشبابية والرياضية في شمال سيناء تستحق التقدير والإشادة، لكل القائمين عليها، ورسالة مهمة بأن هذه البقعة الغالية من أرض مصر باتت أكثر استعداداً للتنمية والتطوير من أي وقت مضى، ونتمنى أن تصل هذه التجربة لكل المحافظات الحدودية خلال الفترة المقبلة، حرصاً على تقديم فرص متكافئة من الدعم والرعاية لهذه المحافظات، كالتي تتمتع بها العاصمة والمحافظات المركزية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة