ساعات قليلة وتنطلق النسخة رقم 22 من بطولة كأس العالم لكرة القدم، حيث يتنافس 32 منتخبا وطنيا من مختلف قارات العالم على الكأس الذهبية، والتي سوف تقام لأول مرة في بلد ناطق بالعربية حيث تستضيفها دولة قطر.
وعلى مدار دورات البطولة الـ 21 السابقة شهدت تصفيات بطولة كأس العالم أو مباريات المونديال نفسه العديد من الغرائب والحكايات التي أصبحت تحكى الآن على أنها من غرائب المونديال وكرة القدم بشكل عام، ومن أبرز تلك الغرائب.
حرب كرة القدم
حرب كرة القدم وتعرف بحرب الأيام الستة بين هندرواس والسلفادور، ولم تكن كرة القدم هي السبب الرئيس وراء اشتعالها، بل تسبب بها حالة من الكراهية المتبادلة التي أشعلتها وسائل الإعلام بين البلدين بعد توتر العلاقات السياسية بينهما.
بحلول تصفيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 1970 أوقعت قرعة التصفيات البلدين قي مواجهة حاسمة لتحديد الفريق المتأهل إلى المباراة النهائية المقامة على ملاعب المكسيك، حيث حسمت هندوراس نتيجة المباراة الأولى لصالحها على ملعبها وأعقب ذلك شغب من جمهورها ضد الجماهير من أنصار السلفادور. وتطورت الأمور إلى مهاجمة الأحياء التي يقيم فيها سلفادوريون، ما دفعهم إلى الفرار إلى بلادهم مخلفين وراءهم ممتلكاتهم وبيوتهم.
وتعود جذور الأزمة إلى مطلع الستينيات عندما سيطر ملاك الأراضي على معظم الأراضي الصالحة للزراعة في السلفادور ما تسبب في هجرة أكثر من ثلاثمائة ألف سلفادوري إلى هندوراس المجاورة، وكان ذلك سبباً في زيادة مشكلة البطالة هناك، لذا قررت الحكومة الهندوراسية حظر امتلاك الأراضي على مواطني السلفادور، وطرد السلفادوريين الذين عاشوا فيها، وقطعت بسبب هذا القرار العلاقات الدبلوماسية بين البلدين حتى تدخل الرئيس الأمريكي آنذاك ليندون جونسون لإعادتها.
محاولة اختطاف
تعرض المدير الفني للمنتخب الفرنسي، ميشال هيدالجو، لمحاولة اختطاف مع زوجته قبيل أيام قليلة من السفر إلى الأرجنتين، وقد وُجهت أصابع الاتهام "آنذاك" لنظام الديكتاتور الأرجنتيني الجنرال فيليدا، علماً بأن عدّة مناهضين له قد ألحوا على المسؤولين الكرويين الفرنسيين بمقاطعة هذا المونديال.
ولم يأبه المدرب الفرنسي لتلك المحاولة، فقد سافر رفقة منتخب بلاده، وسجّل رقماً قياسياً من نوع آخر، باعتباره المدرب الوحيد حتى اليوم في تاريخ كأس العالم الذي أشرك جميع اللاعبين المسجلين في التشكيلة "22 لاعباً"، يُذكر أنّ "الفيفا" طلبت من المنتخبات كلها إبراز لائحة بالتشكيلة المؤلفة من 22 لاعباً، اعتباراً من مونديال 1954.
وذكر الخاطفون أيضًا في خطابهم لوسائل الإعلام، أنهم فكروا في اختطاف نجم منتخب فرنسا، ميشيل بلاتيني، لكنهم اختاروا في النهاية اختطاف ( هيدالجو )، لأنه سبق وشارك في مظاهرات حقوقية عديدة ضد نظام خورخي فيديلا الديكتاتوري في الأرجنتين.
ديكتاتور الأرجنتين يتحكم في المباريات
انتهت مباريات كأس العالم 1978 بالشكل الذي حلم به "خورخي فيديلا" وأعوانه بالضبط، لكن وصول منتخب الألبيسيليستي إلى المباراة النهائية في البطولة، واجه تحديًا هائلًا، وخلق بدوره واحدًا من أكثر الخلافات احتدامًا في تلك المسابقة، والذي اشعل نار الخلاف بين الأرجنتين والبرازيل.
منتخب الألبيسيليستي، كان يحتاج للتغلب على منتخب بيرو بأربعة أهداف أو أكثر في مباراتهما الأخيرة في دور المجموعات، من أجل خطف بطاقة التأهل للأداوار النهائية من منتخب البرازيل.
في البداية، من المعروف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يقيم مباريات الجولة الأخيرة في نفس الموعد، لكن خورخي فيديلا تدخل في هذا الأمر، ليضطر فيفا لتعديل موعد مباراة البرازيل وبولندا لتقام في الساعة 16:45 بتوقيت الأرجنتين، فيما بدأت مباراة الأرجنتين وبيرو في تمام الساعة 19:15، هذا الأمر أثار غضب بعثة البرازيل التي تقدمت بشكوى أمام فيفا، لكن تم تجاهلها ورفض الشكوى!
خورخي فيديلا أراد إقامة المباراتين في مواعيد مختلفة، كي يتمكن منتخب التانجو من معرفة نتيجة مباراة البرازيل ضد بولندا التي انتهت بفوز السامبا بنتيجة 3-0، لذا أصبح عرف لاعبو التانجو أن عليهم الفوز بنتيجة 4-0 لا بديل عن هذا الأمر كي يضمن التأهل!
الغريب أن الأرجنتين فازت في المباراة بنتيجة 6-0 وتأهلت بدلًا من البرازيل، لكن جميع الروايات اجتمعت على أن إنجاز منتخب التانجو في تلك المباراة تحديدًا أثار حوله الشكوك والشبهات، حيث أكد الكثيرين أن هناك تدخل آخر لـ”فيديلا” غير الطلب الذي قدمه أمام فيفا لفصل موعد المباراتين.