إذا كنا ـ أنا وأنت ـ نبحث عن سعادة حقيقية حولنا، فلنبحث عن "أصحاب الروح الجميلة"، التي لا ينطفىء بريقها، فمعهم تكمن السعادة ويصير المجتمع أكثر رقيا وتحضرا، فأصحاب الروح الجميلة ليسوا أعداء أنفسهم وليسوا أعداء لأحد، هم سلام، هم محبّة، هم جمال، هم فرح، هم إنسانية، يُسعدون البشر بلا شروط.
بالتأكيد، وسط أصدقائك أو معارفك وأقاربك، تجد هؤلاء الأشخاص "جميلون الروح"، لهم جاذبية طاغية واطلالتهم فاتنة لا يفعلون أشياء كثيرة ولكنهم يربِكون القلوب بدرجة كبيرة، فاحرص على ملازمتهم والاستمتاع بالبقاء معهم، فهم يعشقون الفرح بكل أبجدياته يتناغمون مع إيقاعات البهجة في كل حالاتهم، لأنهم يدركون أنّ القوة تكمن في السعادة والمحبة للغير، أرواحهم جميلة تعشق الجميع وتتسع للكل دون استثناء.
نقيض "جمال الروح" ليس القبح، وإنما الزيف، فابعد عن هؤلاء المزيفون، الذين يظهرون عكس ما يبطنون، تجد بينهم حلو اللسان وقلبه يلتهب، يعطيك من طرف اللسان حلاوة، ويروغ منك كما يروغ الثعلب، قلوبهم تزدحم بالحقد والغل على غيرهم، يكرهون كل خيرا لدونهم، لا تجد فيهم "جمال روح" وأحيانا ولا "جمال وجه".
ابعدوا هؤلاء الأشخاص عن مجالسكم، واطردوهم من حياتكم، حتى لا يعكروا صفوها، ويفسدوا أيامها، وابحثوا عن أشخاص يتصفون بجمال الروح، لاضفاء السعادة على حياتكم، فهم دوما قلوبهم شغوفة بإدراك الجمال، يعشقون الاحتفال بكل لحظة، بكل يوم وبكل شهر، لا ينتظرون المناسبات ولا الأحداث السارة، لديهم شغف للفرح لا محدود، يدركون جيداً أن الاحتفاء في كل وقت هو بهجة الحياة، لأنهم يعرفون أن السعادة لا تُشترى بل تُعاش بأبسط تفاصيلها، فالقدرة على الفرح قوة لا تتمتع بها إلا القلوب الممتلئة بالنقاء.
ربما تخلو الأماكن أحياناً من أولئك الرائعون بأرواحهم، ولكنهم يتربّعون على شرفات القلب دائماً وأبدا، فابحثوا عنهم وتمسكوا بهم، وحافظوا عليهم.
درب نفسك تكون "جميل الروح"، وعلموا أولادكم على صناعة البهجة في كل مكان بأرواح جميلة ونقية وانشروا السعادة بين الجميع، بنفوس طيبة وصفية وأرواح جميلة لا يعتريها اليأس ولا تلوح أمامها الضبابية، مشرقة بحضورها، ومتمتعة بجمالها وبهجتها، هذه الأرواح الجميلة الالتفاف حولها هو الحياة، شذاها وجمالها كالزّهر ورقّتها كالمطر معها كل المعاني تُختَصر، وبها تعود لمجتمعنا "أخلاقه الجميلة".