أضاءت جامعة الدول العربية مقرها باللون البرتقالي، في إطار حملة 16 يومًا من النشاط لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات، كما أطلقت "الاستراتيجية العربية للوقاية والاستجابة لمناهضة جميع أشكال العنف في سياق اللجوء، وخاصة العنف الجنسي ضد النساء والفتيات".
قالت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفيرة هيفاء أبو غزالة إن التقدم المحرز في القضاء على ظاهرة العنف معرض دائمًا لخطر التراجع إذا لم نزيد جهودنا ونعزز منهجنا بالتخطيط والتعاون المطلوب للقضاء على هذه الظاهرة. وهنا تكمن أهمية هذا التجمع بمشاركة كافة الأطراف اليوم تعبيراً عن تضامننا العربي، آملين ان نتجاوز مرحلة التعهدات إلى مرحلة التنفيذ الفعلي للالتزامات ولتعزيز العمل الإقليمي الموحد لمواجهة ظاهرة العنف ضد النساء والفتيات.
وأضافت، خلال فعالية إنارة مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية باللون البرتقالي في إطار حملة 16 يومًا من النشاط لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات اليوم الخميس، أن تفشي جائحة COVID-19 لم تؤثر فقط على عدم المساواة بين الجنسين والأعراف الاجتماعية السلبية التي تساهم في استدامة العنف ضد النساء والفتيات بل أدت إلى تفاقم التحديات التي تواجه التصدي للعنف الممارس ضد النساء. مما أدى إلى زيادة عدد النساء والفتيات اللائي يتعرضن للعنف، كما أعاق بدوره أيضا وصول النساء والفتيات إلى الخدمات الأساسية.
واستطردت الأمين العام المساعد، أن ظاهرة العنف ضد النساء والفتيات لا تزال أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا واستمرارًا وتدميرًا في العالم اليوم، ولا يتم الإبلاغ عنه إلى حد كبير بسبب ظواهر الإفلات من العقاب والصمت والوصمة التي تحيط به.
ولتصحيح هذا المسار، ترى أبو غزالة أن الأمر يتطلب نهجًا يشمل المجتمع بأسره متعدد الأبعاد لمنع وإنهاء هذه الظاهرة المتفشية في مجتمعاتنا. وعلينا جميعًا دور نلعبه في تغيير الأعراف الاجتماعية السلبية، وهذا يقود إلى كيفية إشراك أصحاب المصلحة والقطاعات المختلفة لتغيير الأعراف الاجتماعية التي تعمق ظاهرة العنف.
وأوضحت أن الجامعة العربية لم تتوانى عن الالتزام الإيجابي والكامل بقضايا النساء وخاصة قضية العنف ضدهن، وعليه انبثقت جهود الجامعة في هذا الإطار في عدد من الاستراتيجيات والآليات والمبادرات التي تسعى لتحقيق المساواة وخلق بيئة مسالمة للمرأة العربية، ويأتي من ضمنها تنظيم قطاع الشؤون الاجتماعية- إدارة المرأة، هذا العام عدة فعاليات ضمن حملة ال16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، منها إنارة "بيت العرب" العريق باللون البرتقالي بالتعاون مع شركائنا الأمميين من المكتب الإقليمي للدول العربية لصندوق الأمم المتحدة للسكان والمكتب الإقليمي للأمم المتحدة للمرأة للدول العربية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ولمدة ثلاثة أيام متتالية.
وأعلنت أبو غزالة إطلاق "الاستراتيجية العربية للوقاية والاستجابة لمناهضة كافة أشكال العنف في وضع اللجوء وخاصة العنف الجنسي ضد النساء والفتيات" والتي أعدتها الأمانة العامة بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مشيرة إلى الجهود لوضع رؤية عربية شاملة في هذا الشأن لصياغة "الإعلان العربي لمناهضة جميع أشكال العنف ضد المرأة والفتاة بين النص وسبل التنفيذ" وهو الأول من نوعه في المنطقة، والمزمع إطلاقه مطلع الشهر القادم بالتعاون مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضافت أن التحديات التي خلفتها النزاعات وما نتج عنها من موجات لجوء ونزوح في المنطقة العربية رمت بثقلها تلقائياً على النساء والفتيات، حيث تتعرض النساء والفتيات في وضع اللجوء للعنف بشكلٍ أكبر مقارنة بغيرهن، بسبب أوضاعهن الاجتماعية الصعبة، ونقص التعليم، وضعف اندماجهن المهني، بالإضافة الى قلة الموارد الاقتصادية التي تجعلهن غير قادرات على التحرر من العلاقات العنيفة، وهذا يزيد من ارتفاع حالات العنف وتكراراها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة