قال الكاتب الصحفى وائل السمرى رئيس التحرير التنفيذي لجريدة اليوم السابع، إنه بحكم عمله الصحفي، وعشقه للفن والتاريخ والمقتنيات، يتعامل مع الكثيرين من تجار الكتب والتحف وأشياء تخص الفن والموسيقى، ويحب أن يشتري كل هذه الأشياء ويجمعها.
وأضاف السمري خلال لقائه ببرنامج "القاهرة اليوم" الذي يذاع على قناة أوربت: "من بين الأشياء التي أحب أن أجمعها الصور القديمة الخاصة بصناعة السينما والأدب والصحافة، وأحد التجار الذين أتعامل معهم، اتصل بي هاتفيا، وقال لي إنه لديه بعض الصور والأفيشات والدروع الخاصة بالفنان سمير صبري، سألني إن كنت أرغب في الحصول على تلك الأشياء، وعلى الفور طلبت منه الاحتفاظ بها حتى ألتقي به، الأمر كله حدث بالصدفة".
وقال رئيس التحرير التنفيذي لليوم السابع: "مسار بيع تلك الأشياء يتم من خلال آلية معينة، يبيعها الوارث، لأي شخص يشتريها، وأحيانا يوضعوها في الشارع، وهو ما حدث مع مقتنيات الفنان سمير صبري، تم بيعها إلى بائع روبابكيا، وهو من قام بفرزها، ويرى الأشياء ذات القيمة، ثم يبيعها لتجار، وتأخذ دورتها في البيع".
وتابع: "في إحدى المرات توجهت إلى شخص يبيع الكتب القديمة، فوجدت عنده أعداد هائلة من الكتب تحيط به، ويقف مثل الملك ويوزعها على الراغبين في شرائها، واكتشفت بعد ذلك أن ما كان يوزعه البائع، كانت مكتبة العالم والمفكر والفيلسوف المصري زكي نجيب محمود، وكان قد قام بشرائهم بالطن".
وقال وائل السمري: "وأثناء توزيع هذا البائع للكتب، سقطت منه بعض الأوراق، فقام بتنحيتها جانبا بقدمه، وبعدها اكتشفت أن تلك الأوراق، كانت الأرشيف الصحفي لزكي نجيب محمود، حيث كان يوثق أرشيفه بنفسه، وكان يضم تسجيلا بصوته، والعقد الذي اشترى به مقبرته، وتوثيق مقالاته، فطلب شراء تلك الكتب، سألت البائع عن السعر، قال لي 300 جنيه".
وأضاف السمري: "تلك الأمور تحدث مع من هم بلا أبناء، فيقوم الورثة ببيع المقتنيات، وهو نفس ما حدث مع الفنان العظيم حسين بيكار، لم يكن له أبناء، وظلت مقتنياته عند زوجته، وبعد وفاتها، جاء بنك ناصر ليرث تلك المقتنيات، فكان البنك سيجري مزادا على تلك المقتنيات، حتى جاء الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة حينها وأوقف ذلك".
وقال الكاتب الصحفى وائل السمرى رئيس التحرير التنفيذي لجريدة اليوم السابع، إن عملية بيع مقتنيات هامة لنجوم كبار لبائعي الروبابكيا والتجار، لم تقتصر على الفنان سمير صبري فقط، وإنما حدث أيضا مع الفنانين الكبيرين نور الشريف وأحمد زكي.
وأضاف السمري خلال لقائه ببرنامج "القاهرة اليوم" الذي يذاع على قناة أوربت: "حدث نفس الموقف بالضبط مع الفنان نور الشريف، ظهرت بعض الأشياء والصور الخاصة به، وبدأت الصحافة تنتبه كيف حدث ذلك، ثم اكتشفنا بعد البحث والحديث مع بناته، أن تلك الأشياء وصلت للتجار بالخطأ، بعد أن تم الاستعانة بأحد الأشخاص لأرشفة المكتبة، وبعض الأمور تم أخذها وبيعها".
وقال رئيس التحرير التنفيذي لليوم السابع: "مأساة الفنان أحمد زكي تمثلت في أن نجله رحمة الله عليه، كان يملك معظم مقتنيات والده، وبعد وفاته تم بيع كل المقتنيات، ونفس الأمر حدث مع فيلا أم كلثوم، تلك السيدة العظيمة تم بيع فيلتها وتم إلقاء العفش في الشارع".
وأكد السمري، أن الشعب المصري، شعب عظيم وثق حياته ومماته وصناعاته وحرفه وطريقة تعليمه للأطفال، كل ذلك تم توثيقه في المعابد والورق البردي وغيره، مشيرا إلى أن هذا الشعب حافظ على فضيلة التوثيق، إلى بدايات القرن الماضي، فكان شغوفا بالتوثيق، لذلك كانت المتاحف عامرة وتجمع مجموعة من الوثائق والكتب النادرة ليست موجودة في أي مكان بالعالم.
واستعرض وائل السمري، "أفيش" رسمي لفيلم أهلا يا كابتن بطولة الفنان سمير صبري وسمير غانم، وهو بمثابة وثيقة خاصة وأنه يحمل عليه ختم الرقابة الرسمي، موضحا أن هذا الأفيش كان يضم كل فريق العمل، وأنه وجد حوالي 300 "وثيقة" رسمية من منزل الفنان سمير صبري، وتلك الأفيشات كانت بمثابة "برومو" بمفهومنا الحالي.
وأوضح أن سمير صبري كان يملك شركة إنتاج، ولتك الأفيشات كانت داخل تلك الشركة، وهي توثيق لحياته كممثل ومنتج.
وكشف السمري، عن أن هذا التراث دمه متفرق بين العديد من القبائل، المركز القومي للسينما، والمركز القومي للمسرح، ودار الكتب والوثائق القومية، وهي ليست وظيفتهم للأساس، مطالبا بإنشاء مركز قومي للتراث الفني، يعتني لكل هذا التراث.
وقال: "هناك شخص لا يقل أهمية عن الموسيقار محمد عبد الوهاب، وهو محمد القصبجي، وهو كان لديه مقتنيات هامة، فكان يملك 40 عود قديم مؤرخين بتواريخ مختلفة، ولا يوجد عود منهم الآن في مصر، وجميعهم تم بيعهم خارج مصر الآن".