أحمد إبراهيم الشريف

الشرق شرق والغرب غرب.. رسالة كأس العالم

السبت، 26 نوفمبر 2022 02:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل تتذكرون الجملة المهمة "الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا" والتى قالها الشاعر الإنجليزى "روديارد كبلنج" فى نهاية القرن التاسع عشر؟ إنها جملة مهمة، لا تموت، تكشفها الأحداث التى تقع كل يوم، ويؤكدها ما يحدث فى كأس العالم في قطر مؤخرا.

نعم، الشرق له ثقافته التى استمدها من الدين والبيئة الاجتماعية والجغرافية والاقتصادية، والغرب أيضا له ثقافته التى استمدها من الفلسفة والعلم والدين أيضا، وإن كان هذا المصدر قد تراجع قياسا بالمصدرين الأوليين.

ومن الخطأ الكبير أن يريد أى الطرفين أن يجبر الآخر على أن يغير ثقافته ويذوب فى الآخر لدرجة التماهي، ومع ذلك للأسف وجدنا بعض الغربيين يأتون لكأس العالم فى قطر وهم يحملون نظرة دونية للشرق، نظرة لا محل لها من الإعراب، لا منطق لها، والغريب أن هذه النظرة ليست بسبب الحروب لكن بسبب ما يطق عليه "مجتمع الميم".

يحب الغرب، للأسف أن يتبنى مواقف غريبة، وأن يجعل  أمورا "لا قيمة لها" مركزية فى التفكير، ومن ذلك أن يتبنى موقف "مجتمع الميم" ويريد أن يجبر غيره على ذلك، مع أننا لو فكرنا فى قضاياهم، لن نجدها ذات قيمة بجانب الحروب التى تجرى الآن فى الشرق والغرب على السواء.

نعم، كان الأولى بالفرق الرياضية واتحادات كرة القدم إن أرادت تبنى قضية حقيقية أن تدعو لوقف الحرب بين روسيا وأكرانيا، أو أن تدعوا للاستقرار فى سوريا، أو أن تطالب بحقوق اللاجئين والمشردين فى العالم، أو أن يهتموا بالتغير المناخى الذى يهدد العالم، أو بعمالة الأطفال المنتشرة في كل الدنيا، أو غير ذلك من القضايا الفعلية التى تحتاج حلا والتى يتفق الجميع على خطورتها.

لا أريد أن أقول إن المجتمع الغربى وصل لدرجة من الرفاهية تجعله يفكر فى هذه القضايا التى لا تهم سوى قلة قليلة فى العالم، لأن الغرب نفسه فيه من يرفض هذه القضايا ويضعها فى موضعها الصحيح، لكن من يصدرون لنا مثل هذه المشكلات هم قلة من المتحكمين فى الاقتصاد والإعلام وبعض النظم التى تريد أن تلعب على جميع الحبال.

كل ما نريد قوله إن الثقافات لا تتطابق، وتبنى القضايا يختلف من مجتمع إلى آخر، وعلى الجميع أن يحترم الآخر، وألا يفرض عليه شيئا، كما أن القضايا الحقيقية هى الأولى بهذه الضجة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة