أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد التايب

"الملافظ سعد".. هكذا علمتنى أمى

السبت، 26 نوفمبر 2022 07:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في أيامنا هذا، حيث انتشار وسائل الحداثة وغياب القيم  في كثير من حياتنا، انتشرت ظاهرة للأسف وهى التلفظ بألفاظ فجّة لا تراعى لا القيمة ولا الأخلاق ولا التربية السليمة، فليس هناك اختيار للألفاظ والكلمات، وكثير لا ينتبه لخطابه مع الآخرين فتأتى كلماته جافة ثقيلة، رغم أننا في تراثنا وعاداتنا دائما ما نقول "الملافظ سعد"، ويروى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه مر بقوم أوقدوا ناراً يستضيئون بها ليلاً، فقال لهم: السلام عليكم يا أهل الضوء، فكره أن يقول يا أهل النار، وسأل أبو بكر الصديق رضى الله عنه رجلاً عن شئ، فأجابه نافياً: لا رحمك الله، فقال له أبو بكر هلا قلت: لا ورحمك الله، لو استقمتم لقومت ألسنتكم.

وما أجمل ما أتذكره قول أمى – حفظها الله-  "دوق الكلمة قبل ما تقولها لو لقيتها مرة أسكت وشوف غيرها"، لذا علينا أن نعى أن التلفظ الحسن ومراعاة الشعور من مكارم الأخلاق ومن التربية السليمة، فكيف أن ندعى الرحمة والرقى وألفاظنا جافة ثقيلة؟.. وكيف نربى أبنائنا على الرقة ونحن نخاطبهم بأبشع الألفاظ بداعى التأديب أو التهذيب؟.. وكيف يسمح الوالدان أن ينطق أبناءهم تلك الألفاظ الجافة دون توقيف وتحذير من الاستمرار بحجة أنهم أطفال والأمر يمر مرور الكرام..

ومن نعم الله علينا والحمد لله أن لغتنا العربية زاخرة بالألفاظ البديلة والمرادفات، فيمكن الوصول إلى ما تريد دون جرح مشاعر أحد، ويمكن اختيار اللفظ المناسب بكل سهولة ويُسر، ولا تنسى أن كلماتك هى دليل أخلاقك وتربيتك وثقافتك.

وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز "فَبِمَا رَحْمَةٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ  وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لَٱنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ" صدق الله العظيم..









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة