أكدت منظمة الصحة العالمية أنه يجب وضع الصحة فى طليعة وصميم المفاوضات بشأن تغير المناخ فى مؤتمر الأطراف، حيث أصبحت آثار تغير المناخ على صحة الإنسان جلية بالفعل وستتفاقم بوتيرة أسرع ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة للتصدى لها.
تغير المناخ والصحة
وفي هذا الصدد، قال الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، إنه من شأن الاستثمار فى الطاقة النظيفة أن يحقق مكاسب صحية تحقق ضعفي هذه الاستثمارات، فهناك تدخلات موثوقة قادرة على خفض انبعاثات الملوثات المناخية القصيرة الأمد، مثلاً من خلال تطبيق معايير أعلى لانبعاثات السيارات، المحتسبة لإنقاذ حياة 2,4 مليون شخص تقريباً من خلال تحسين نوعية الهواء والحدّ من الاحترار العالمى بمقدار نصف درجة مئوية بحلول عام 2050.
الطبيعة والصحة
وأضاف، "أن تغير المناخ يصيب ملايين الناس بالأمراض أو يعرّضهم بشكل أكبر للإصابة بها في جميع أنحاء العالم، حيث تعصف الآثار المدمرة للظواهر المناخية المتطرفة بالمجتمعات الفقيرة والمهمشة على نحو غير متناسب".
وأكد أنه "لا بد أن يتفق القادة ومقررو السياسات فى مؤتمر الأطراف الـ27 على وضع الصحة فى صميم المفاوضات".
الصحة ومنظمة الصحة العالمية
وأشار إلى أنه لا يخفى أن صحتنا تعتمد على صحة النُظم البيئية المحيطة بنا، وأن هذه النُظم البيئية باتت مهددة تحت وطأة التصحر والتغيرات فى قطاع الزراعة واستعمال الأرض والتنمية العمرانية المتسارعة، كما أن التغلغل المتزايد في الموائل الحيوانية يفاقم من فرص انتقال الفيروسات الضارة من مستودعاتها الحيوانية إلى البشر.
وأكد مدير عام منظمة الصحة العالمية أن الارتفاع العالمي فى درجات الحرارة الحاصل فعلاً يسفر عن ظواهر مناخية متطرفة تسبب موجات حرارة وجفاف قاسية وفيضانات مدمرة وأعاصير متعاظمة وعواصف استوائية، وتعني هذه العوامل مجتمعةً أن آثار تغير المناخ على صحة الإنسان تشهد تزايداً يُرجح أن تتسارع وتيرتره، ولكن ثمة بصيص أمل في الأفق، لا سيما إذا اتخذت الحكومات الإجراءات اللازمة.
الطبيعة تساوى الصحة
قال فى بيان جديد له، لا شك أن تحسين صحة الإنسان غايةٌ يمكن لكل مواطن المساهمة فيها، سواء من خلال الترويج لتخضير المناطق العمرانية، الذي من شأنه التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه والحدّ في الوقت ذاته من التعرض لتلوث الهواء، أو المطالبة بفرض قيود على حركة المرور وتحسين نُظم المواصلات المحلية، فانخراط المجتمعات المحلية ومشاركتها في قضايا تغير المناخ أمرٌ ضروري لبناء القدرة على الصمود وتعزيز النُظم الغذائية والصحية، وهو هام بشكل خاص للمجتمعات المحلية المعرّضة للمخاطر والدول الجزرية الصغيرة النامية التي يقع على عاتقها الجزء الأكبر من ظواهر الطقس المتطرفة.
الطبيعة مهمة من اجل الصحة
ونشهد بالفعل تأثيرات تغير المناخ على الأمن الغذائي وإذا تواصلت الاتجاهات الحالية فلن يزداد الوضع إلا سوءاً، ولم تكن الفيضانات في باكستان سوى نتيجة لتغير المناخ، حيث ألحقت الدمار بمناطق واسعة من البلد، وستظل آثارها ملموسة لأعوام قادمة.
ولكن حتى المجتمعات المحلية والمناطق الأقل تعرّضاً لظواهر الطقس المتطرفة يجب أن تعزز قدرتها على الصمود، حيث شهدنا في الآونة الأخيرة فيضانات وموجات حرارية في وسط أوروبا، وتشجع منظمة الصحة العالمية الجميع على العمل مع قادتهم المحليين بشأن هذه المسائل والقيام بما يلزم من إجراءات في مجتمعاتهم المحلية.
وأكد، إنه لا بد لنا اليوم من وضع الصحة في صلب سياسات المناخ وتعزيز سياسات التخفيف من تغير المناخ التي تحقق منافع صحية في الوقت ذاته. فسياسات المناخ المتمحورة حول الصحة من شأنها أن تساعد على تهيئة كوكب يتمتع بهواء أنظف وقدرٍ أكبر من المياه والأغذية النظيفة والآمنة ونُظم أكثر فعالية وإنصافاً في مجالي الصحة والحماية الاجتماعية، بما يكفل تعزيز صحة الإنسان في المحصلة.