لم يكتفِ بوظيفته والبحث عن رزقه فقط، ولكنه أخذ عهدًا على نفسه أن يستغل وظيفته في إسعاد غيره وتغيير شكلهم للأحسن بأدواته البسيطة، حتى أطلق عليه أهل منطقته "حلاق الغلابة والطيبين"، إسلام كابو شاب في العشرينيات من عمره يعمل حلاق رجالى في واحدة من أشهر صالونات الحلاقة فى مصر، لفت نظره مشهد الرجال والشباب قاطنى الشوارع وكثافة شعرهم فقرر أن يسعدهم ويقوم بقص وتصفيف شعرهم دون أي مقابل.
قال إسلام لـ"اليوم السابع": الحكاية بدأت معايا لما كنت بنزل شغلى الصبح واشوف ناس كتير في الشارع شعرها كبير ومش متساوى وذقنهم طويلة وموجودين في الشارع الناس دى كانت بتصعب عليا أوى فقررت إن هجرب أسأل حد فيهم إيه رأيك لو حلقت لك شعرك وذقنك؟، وفعلا عملت كدا، كان فيه ناس الأول بترفض وناس بتتهجم عليا وبتخاف منى لأن أغلبهم مش طبيعيين وعندهم مشاكل عقلية ونفسية.
وأضاف: مع الوقت قدرت أقنع حد فيهم وحلقت له شعره وذقنه وشكله اتغير جدًا وبقى أحلى كتير ولما شاف نفسه في المراية مكنش مصدق لأن هما طبعا مبيشوفوش شكلهم لفترات طويلة، ومن ساعتها بقيت أنزل أى شارع وأى ميدان وأشوف أى حد محتاج أتكلم معاه وأقنعه واحلق له شعره ومع الوقت حسيت إنى ممكن أجيب له طقم جديد أو طقم كويس من عندى يلبسه عشان يحس فعلا إنه أتغير وعملت ده بمساعدة ناس أصحابى" .
وتابع: "لما أصحابى شافوا اللى بعمله قالولى عاوزين نشارك معاك الخير ده وفعلا جمعت فريق وسميناه حلاق الغلابة، أغلبهم حلاقين بننزل الشوارع وبندور على أي حالة محتاجة وبنحلق لها وبنغيرها تماما".
"ناس كتير في بداية الموضوع قالتلى مش خايف تتعدى منهم".. هو ما قاله إسلام عن ردود فعل الناس في بداية الموضوع وقال: "لما حد كان بيسألنى إنى مش خايف اتعدى من الناس دى أكيد عندها أمراض كنت بقولهم لأ مش خايف لأنى نازل أعمل خير أكيد مش هتأذى ده غير إنى بكون عامل كل الاحتياطات لابس الجلافز والكمامة والكحول ومعايا أدوات خاصة للناس دى".
وقال إسلام فى نهاية حديثه لـ"اليوم السابع": أكتر جملة بتتقالى ربنا يجبر بخاطرك زى ما جبرت بخاطرنا دى أكتر جملة بحب أسمعها من أى حد بساعده، أنا بحس إن ربنا بيرزقنى ويكرمنى بسبب الناس دى ونفسى كل الشباب تعمل كدا تساعد غيرها من خلال وظيفتها اللى عنده حاجة يساعد بيها غيره اللى عنده شغل للناس المحتاجين ميتأخرش ويشغلهم ويساعدهم"
