انطلقت فعاليات اليوم الأول للأسبوع الدعوى بمسجد السيدة نفيسة (رضى الله عنها) بمحافظة القاهرة اليوم الأحد 18/ 12/ 2022م بعنوان: "الحلال بين والحرام بين"، حاضر فيه الدكتور خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، والشيخ خالد الجندى عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وقدمه أحمد القاضى المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وذلك فى إطار الدور التثقيفى الذى تقوم به وزارة الأوقاف
وشارك فى اللقاء القارئ الشيخ أحمد تميم المراغى قارئًا، والمبتهل الشيخ/ سيد هزاع مبتهلا، وبحضور الدكتور/ سعيد حامد مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، ومجموعة من السادة أئمة الإدارة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفى كلمته قدم الدكتور خالد صلاح الدين الشكر لوزير الأوقاف على هذه الأسابيع الثقافية التى تجوب محافظات مصر، مبينًا أن الله سبحانه وتعالى قد أمر عباده بما أمر به المرسلين، فعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (إن الله طيِّبٌ لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾، وقد بين النبى (صلى الله عليه وسلم) ما يتصل بأمر الحلال والحرام، فعَنْ أبى عَبْدِاللهِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ (رَضِى اللهُ عَنْهُما) قَالَ: سمعتُ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) يَقُولُ: "إن الْحَلالَ بَيِّنٌ وَإنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُما أمور مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثيِرٌ مِنَ الناسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فى الشُّبُهاتِ وَقَعَ فى الْحَرَامِ، كالرَّاعِى يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِك أن يَرْتَعَ فِيهِ، أَلا وَإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلا وَإنَّ حِمَى الله مَحَارِمُه، أَلا وَإنَّ فى الجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَح الْجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِى الْقَلْب"، والذى يضر الإنسان أمران، إما أن يكون حراما أو معصية أو ذنبا، وإما أن يكون الفضول وهو الإسراف فى الحلال، ومن أراد أن يجتنب الحرام فعليه أن يحتاط لنفسه فى المنطقة التى سماها النبى (صلى الله عليه وسلم) المشتبهات حتى لا يقع فى الحرام، وكان سيدنا أبو بكر (رضى الله عنه) يقول: (كنا ندع سبعين بابا من الحلال، مخافة أن نقع فى باب الحرام)، وقد أخبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه : "لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ".
وفى كلمته أكد الشيخ خالد الجندى أن السعى على الرزق الحلال مطلب شرعى أصيل أمر به الإسلام، وقد أمر القرآن الكريم بالانتشار فى الأرض طلبا للرزق الحلال بعد الأمر بالصلاة فقال سبحانه: "فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِى الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) : "إِنَّ اللهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ المُؤْمِنِيْنَ بِمَا أَمَرَ بِهِ المُرْسَلِيْنَ فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّى بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"، وَقَالَ تَعَالَى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ" ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيْلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّمَاء، يَقُولُ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِى بِالحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَه"، وفى هذا الحديث استجمع أدوات الإجابة إلا أنه بالحرام حرم نفسه من إجابة الدعاء، مبينًا أن الإسلام حذِّر من خطورة الحصول على المال الحرام بأى طريقة؛ لأنه يؤدى لمنع الرزق، وعدم إجابة الدعاء وإغلاق باب السماء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة