لست من المغرمين باللاعب العالمي الكبير ليونيل ميسى، لكن العدل أن يحصل على كأس العالم، فهو موهوب ومجتهد ومخلص لما يفعله، ويستحق أن يختم مسيرته العالمية بلقب عالمي يليق به.
وفى الوقت نفسه أنا مغرم بالكرة الأرجنتينية، وبالكرة اللاتينية بشكل عام، لأن لاعبيها يلعبون الكرة التى نعرفها ونحبها يسمونها "كرة الشارع" ونسميها كرة المتعة، يراوغون أكثر مما يمررون الكرة، يعجبنى أنهم لم يستسلموا للعب "العلمى" القائم على التقنية والخطة المحكمة التى صارت تسيطر على كثير من منتخبات أوروبا، لذا من العدل أن تفوز الأرجنتين بكأس العالم، لأن ذلك ما يتفق ومفهومنا عن اللعبة.
العدل قيمة كبيرة، وللعلم فهذه القيمة ليست متاحة على طول الخط، خاصة فى الأعمال التنافسية، فقد يستطيع الأكثر مهارة أن يحصل على نصيب الأكثر جهدًا، وقد يضيع الحق لأسباب خارجية، ربما يخطئ الحكم أو يلعب الحظ دوره، لذا عندما يتحقق العدل فإن ذلك يسعدنا جميعاً، وقد كان فريق الأرجنتين هو الأفضل فى المباراة النهائية، مع أن فرنسا لم تكن ضعيفة، فهى مباراة مهمة والخبراء يضعونها فى قائمة الأفضل عالمياً.
ويطيب لي الحديث عن العدل، لأنه كما نعرف قيمة إلهية مهمة، وأساتذة العلوم السياسية يؤكدون أن "العدل" واحد من القيم التي تقوم على أساسها الأنظمة في إدارة العالم، فإن كانت الحرية هى القيمة عند الليبراليين، والمساواة هى القيمة عند الاشتراكيين بكل تنوعاتهم، فإن العدل هو القيمة عند المدافعين عن النظرية المستقاة من الفكر الإسلامي، ولأننا أبناء ثقافة إسلامية، فإننا نحتفى بالعدل أي احتفاء.
سعيد لفوز الأرجنتين، وسعيد لفرح الدول الفقيرة التى عادة ما تعيد لها مباراة كرة قدم "بسمة" غائبة من زمن تستعيض بها بعض الوقت عن الظروف الحياتية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة