تبذل جامعة الفيوم، جهودا كبيرة لمواجهة ظاهرة العنف ضد المرأة بكل أشكالها، وتبدو هذه الجهود واضحة من خلال الندوات التي تعقدها وحدة العنف ضد المرأة بالجامعة، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، والملفت في هذه الندوات التوعوية انها لا تقتصر علي طالبات الجامعة فقط، بل إنها تستهدف عدد كبير من الطلاب، لتوعيتهم بحقوق المرأة، وكيف يكونوا إيجابيين في حالة مشاهدة ظاهرة عنف ضد إحدي زميلاتهم، او اي فتاة او إمرأة بأي مكان عام.
وقالت نهير الشوشاني إنه يتم خلال الندوات التي تعقد بالجامعة التعريف بوحدة مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعة ودورها وأنشطتها وأهدافها والخدمات التي تقدمها للفتيات والسيدات المنتسبات لجامعة الفيوم، وذلك من خلال العمل على الشق التوعوي وشق إستقبال الشكاوو الرسمية أو غير رسمية وما يتم اتخاذه من الإجراءات القانونية والمحاسبة والدعم النفسي في حالة الشكاوى الرسمية وغير الرسمية، مع التأكيد على مبدأ السرية والجدية، بالإضافة إلى استعراض اللقاءات والندوات المنعقدة فيما يتعلق بالوصول إلى بيئة ومجتمع آمن لكل أفراد المجتمع.
وقالت الدكتورة نهير الشوشاني إن وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعة حرصت على تنظيم عدد من التدريبات بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة ومؤسسة (مطمن) بهدف توعية الطلبة والطالبات فيما يتعلق بمواجهة ومناهضة ظاهرة العنف والتحرش ضد المرأة، وخاصة في الأماكن العامة، وذلك في إطار أنشطة حملة ال ( 16) للوحدة بالجامعة.
وتابعت الشوشاني أن المجلس القومي للمرأة يقدم العديد من الخدمات للفتيات والسيدات من خلال مكتب الشكاوى والخط الساخن ( 15115) لتلقي كل ما يتعلق بمشكلات العنف والتحرش والإرث والنفقة، بالإضافة إلى الاهتمام بأنشطة التمكين السياسي والاقتصادي للمرأة، وذلك من خلال التعاون مع وحدات مناهضة العنف ضد المرأه بالجامعات المصرية والمؤسسات والجهات المعنية بقضايا المرأة.
كما وجهت نهير الشوشاني الطلاب بضرورة التمسك بالمبادئ الأخلاقية الأصيلة والقيم السليمة، بوصفها حائط الصد الأول لكل ما ينال من المجتمع. ووجهت بضرورة أن يقوم كل فرد بدور فعال وحقيقي لمواجهة الظواهر والعادات السلبية التي يعاني منها المجتمع، وخاصة من الطلبة والطالبات باعتبارهم سفراء للقيم والمبادئ والأخلاق السليمة.
كما أشارت نهير الشوشاني أن الكثير من الطلبة الشباب يشاركون خلال أنشطة الوحدة مثل حملات أجيال رجال والتي تتم داخل الحرم الجامعي، بالإضافة إلى تناول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على انتشار العنف داخل المجتمع المصري، وأنواع العنف والتي لا تقتصر على الضرب والتحرش فقط بل تصل إلى العنف النفسي .
وقالت سارة سليم من مؤسسة (مطمن) ان المؤسسة تقوم بالعديد من ورش توعوية وخدمات علاجية للمتعرضات لأي شكل من أشكال العنف والتحرش، بالإضافة إلى مناقشة مفهوم التحرش بوصفه التعرض لسلوكيات غير مرغوب فيها من أقوال أو أفعال أو إيحاءات وما يسببه ذلك من آثار نفسية وحياتية تحتاج في بعض الأحيان إلى علاج قد يستمر إلى أعوام.
كما يتم مناقشة أسباب عزوف بعض الأشخاص عن التدخل عند حدوث حالات تحرش في الأماكن العامة، وأفضل الطرق التي يمكن اتخاذها في هذة الحالة، مع الأخذ في الاعتبار ضمانات السلامة والأمان الشخصي، والتي تشمل القيام بما يعرف بالتشتيت، والتفويض، والتوثيق، والتأخير، والتوجه المباشر، وتلك الطرق من شأنها أن تشتت انتباه المتحرش وتمنعه من الاستمرار في أفعاله، وكذلك حماية الفتيات والسيدات من عواقب التحرش.
وقالت الدكتورة آمال ربيع، المدير التنفيذي لمشروع التنور المجتمعي بالجامعة أنه يجب امتلاك الفرد للحد الأدنى من الثقافة والوعي للتعامل الصحيح من المشكلات المجتمعية والحياتية المختلفة ومواجهة العادات الخاطئة الموروثة والقيم المغلوطة مؤكدة أن الأمية ليست أمية قراءة وكتابة فقط، بل تشمل كذلك الأمية الدينية والقانونية والتي تتسبب في حدوث تبعات وآثار سلبية على المجتمع وتهديد خطط التنمية والتقدم والتطور متناولة ما تتعرض له المرأة من عنف؛ بداية من الحرمان من التعليم والميراث وغيره من أشكال العنف المختلفة، موجهة الطالبات بضرورة أداء ما عليهم من واجبات والتمسك بما لديها من حقوق والدفاع عنها.
وقالت إيمان عزت مدير وحدة الدعم النفسي بكلية الآداب ان الدعم النفسي هام قضية في قضية مواجهة العنف ضد المرأة وضرورة ما يعرف بتفعيل المساحات الآمنة، بالإضافة إلى خطة العمل للتعامل مع المرأة المعنفة وتشجيعها للإفصاح عن المشكلة وتحديدها ووضع خطة العلاج المناسبة لها.
ولفتت إلي أنه خلال ندوات الجامعة، لمناهضة العنف ضد المرأة يتم مناقشة أنواع الدعم والتي تشمل الدعم المعرفي والمعلومات والوجداني والسلوك والأدائي والمادي والاجتماعي وتأثير الدعم على الصحة النفسية بما ينعكس على الشعور بالتقبل والتقدير والحفاظ على الهوية الذاتية واتباع حاجات الانتماء والتواصل مع الآخرين والثقة بالنفس، وآليات الدعم النفسي عن طريق الإرشاد الفردي والجمعي والانخراط في الأنشطة الجماعية ذات الطابع العلاجي وكيف تتغلب المرأة على المشاعر السلبية عن طريق المفهوم الإيجابي عن تقدير الذات.
وتضمنت فعاليات الجامعة، لمواجهة ظاهرة العنف ضد المرأة، تنظيم تدريب توعوي تثقيفي بكليتي دار العلوم، والتربية للطفولة المبكرة، وخلال التدريب تم التأكيد على أهمية الرجوع إلى التعاليم الدينية والتنشئة السليمة وحفاظ المرأة على المساحة الشخصية وممارسة القدرة على الصمود.
كما عقدت ندوة لمواجهة ظاهرة العنف ضد المرأة بكلية الالسن، وأكدت الدكتورة منار عبد المعز، عنيد كلية الألسن ان الكلية الألسن حريصة على رفع الوعي المجتمعي لدى الطلاب، عن طريق مناقشة كافة القضايا الحياتية، وخاصة فيما يتعلق بظاهرة العنف ضد المرأة التي باتت تهدد المجتمع والقيم المصرية الأصيلة، وتتسبب في حدوث العديد من المشكلات النفسية للمرأة، مما يؤثر على القيام بالأدوار الموكلة إليه بكفاءة وفعالية.
ولفتت الدكتورة نجلاء سعد وكيل كلية الألسن إلى أن الندوة تأتي تزامنًا مع الاحتفال باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وتماشيا مع توجهات الدولة المصرية بإجراءات التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمرأة.
وناقشت الدكتورة مرفت عبد العظيم عضو مجلس النوابخلال الندوة، مواجهة العنف ضد المرأة من الناحية القانونية والتشريعية؛ من حيث تغليظ العقوبات والتجريم بخصوص زواج القاصرات والزواج المبكر وكذلك مشروعات إصدار قوانين أخرى لحماية حقوق المرأة والحفاظ على كيانها وكرامتها وأمنها.
كما عقدت كلية الخدمة الإجتماعية بجامعة الفيوم، اللقاء التثقيفي الذي نظمته الكلية عن دور وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعة.
وقال الدكتور أحمد حسني عميد الكلية إن المجتمع المصري بات يواجه العديد من أشكال العنف والإساءة والتهديد مما يستلزم من الجميع القيام بدور فعال لمواجهة هذه التحديات للحفاظ على كرامة الإنسان، وعدم المساس بخصوصية الأفراد ضد أي شكل من أشكال الإيذاء النفسي أو البدني، موجهًا الطلاب بضرورة التمسك بالقيم الاجتماعية الأصيلة والتحلي بالأخلاق الكريمة .
كما أوضحت الدكتورة نهلة عبد الرحيم أستاذ التنمية والتخطيط بالكلية أن اللقاء التثقيفي يتم بالتعاون بين وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعة وبين وكالة الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بهدف توعية الطلاب، وتنشئتهم على الأسس القويمة من المبادئ والقيم والتعاملات.
وأضافت أن كلية الخدمة الاجتماعية حريصة على التعاون مع كافة الجهات المعنية بما يخدم أبنائها من الطلاب على جميع المستويات، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية الراهنة.
وخلال اللقاء قامت نهير الشوشاني بتناول عدة موضوعات شملت التعريف بالوحدة وخدماتها المقدمة لجميع منتسبات جامعة الفيوم من عضوات هيئة التدريس والطالبات والاداريات، بالإضافة إلى أنشطتها التي تضم الندوات التوعوية والمهرجانات والحملات والمسرات التعريفية والفقرات التمثيلية.
وكذلك تم تناول الخطوات الإجرائية في حالة استقبال شكاوى العنف والتحرش سواء بشكل رسمي أو غير رسمي والتعاون مع المجلس القومي للمرأة فيما يتعلق ببعض الحالات المبلغ عنها، بالإضافة إلى تقديم خدمات الدعم النفسي اللازم.
وجهة الطلاب بضرورة التخلص من القيود الاجتماعية الخاطئة، واحترام حدود الزمالة بين الطلبة والطالبات، والتأكيد على دور الآباء في التنشئة بشكل صحيح وسليم، وضرورة دعم الرجل للمرأة في كافة المجالات، ليتسنى لها القيام بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها بسلاسة وكفاءة.
وتابع الدكتور محمد أبو العلا الأستاذ بالكلية أن كلية الخدمة الاجتماعية بصدد إطلاق أنشطة لجنة شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ومبادرة سنة اولى جامعة حرصا على توعية الطلاب بكل ما يتعلق بالقضايا المجتمعية المختلفة، وكذلك بما عليهم من واجبات ولهم من حقوق للإسهام في تنمية سماتهم الشخصية وتوسيع آفاقهم العلمية.
كما أوضحت الدكتورة هبة عبد الوهاب منسق وحدة مناهضة العنف ضد المراة، أن وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بالكلية تعمل على تنسيق برامج التوعية والتدريب، وتلقي شكاوى العنف واتخاذ التدابير اللازمة لمساعدة ضحايا العنف، والتنسيق مع اللجنة التنفيذية بما يخدم أهداف الوحدة بالجامعة، وتنفيذ القرارات التي تأخذها اللجنة العليا من سياسات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة