قال الكاتب الصحفى وائل السمرى، رئيس التحرير التنفيذى لـ"اليوم السابع": إن بلاط صاحبة الجلالة شهدت يوما حزينا لوفاة الإعلامى مفيد فوزى، لأنه لم يكن صحفيا عاديا، ولكن كان حالة صحفية وإعلامية شديدة التميز والخصوصية.
أضاف وائل السمرى، خلال مداخلة هاتفية على قناة إكسترا نيوز، أنه قليل جدا من الصحفيين فى تاريخنا الذين تحولوا لموضوع صحفى، موضحا أن مفيد فوزى كان يشار إليه بالبنان فى كل مكان يذهب إليه، وكان دائما علامة كبيرة فى أى نشاط يقوم به.
تابع، أن مفيد فوزى، استطاع أن يصل لتركيبة فريدة فى أسلوبه فى الحوار أو محاورة ضيوفه وكل شخص على قدر قامته، مؤكدا انه كان أبرع من يقدم الضيف، ويخرج منه كل المعلومات التى يريد أن يحصل عليها، مشيرا إلى انه علامة من علامات الصحافة والتليفزيون والإذاعة.
ولفت إلى أن نبرة صوته شديدة الخصوصية والتفرد والتميز، بمجرد أن نسمعها ننتبه إليها، كما أن ملامح وجهه البارزة والحادة والواضحة كانت تجذبنا، خلاف أنشطته المتفردة وحسه الوطنى، وهمومه الثقافية والفنية والسياسية التى كان يبرع فى تقديمها.
واستطرد: مصابنا أليم اليوم، ولن يستطيع أحد أن يتجاهل هذه القيمة الكبيرة جدا، أو يحل محله لأنها كانت متفردة وشديدة الخصوصية، موضحا: لا نستطيع أن نفصل دوره الصحفى أو الإعلامى عن الذى يظهر أمام الكاميرات وصفحات الجرائد عن دوره الخفى الذى يمارسه.
وأكد أن هناك لقبا عزيزا علينا لا يطلق إلا على الكبار والملم بكل التفاصيل والمتمكن من كل المهام التى يؤديها فى الصحافة أو الإذاعة أو التليفزيون، وهو لقب "الأسطى"، مشيرا إلى أن الذى يحدث خلف الصفحات أهم مما ينشر فى الصفحات، موضحا أنه انتزع لقب "أسطى صحفى" بكل جدارة.
وأشار إلى أنه كان ينجح فى كل المهام التى وكلت إليه، ولذا ترى ابنائه من الصحف يدينون له بتمام الفضل ويقدرونه حق التقدير واستطاع أن يؤسس لنفسه مدرسة صحفية وأن يكون له أتباع، وهذه قيمة كبيرة فى الصحافة ودور لا أحد يستطيع أن يلعبه.
وأكد أن الوسط الصحفى مليء بأساتذة كبار يسلمون أجيال من بعد أجيال ويعلموهم ويدربوهم ويعطوهم مواقع مسئولية على مراحل متفاوتة، والأستاذ مفيد من هذه الكوادر الكبار، مشيرا إلى أن أسلوبه البسيط من أكبر مميزاته، فهو كان يكتب مع القارئ ولم يكتب لوحده، ولذلك هو تميز فى الحوار، فهو كان صياد يقتنص الإجابة والمعلومة الشافية الجديدة بحرفية الصياد وفهم السؤال، فكان سهمه يصيب الحقيقة فى مقتلها وهى موهبة لا أحد يتجاهلها.