شهدت جلسة مجلس الأمن حول أوكرانيا التى عقدت مساء، الاثنين، تبادل الاتهامات بين روسيا والغرب، فى الوقت الذى تستمر فيه مساعى التهدئة والعودة إلى الحوار باتصال تليفونى مرتقب اليوم، الثلاثاء، بين وزيرى خارجية واشنطن وموسكو.
سفير روسيا بالامم المتحدة
وخلال جلسة مجلس الأمن، الأولى التى عقدت لمناقشة أزمة أوكرانيا، والتى جاءت بطلب من الولايات المتحدة، اتهمت روسيا الغرب بتصعيد التوترات، وقالت إن الولايات المتحدة جلبت نازيين إلى السلطة فى كييف. واتهم السفير الروسى لدى الأمم المتحدة فاسيلى نيبينزيا واشنطن بالتدخل فى الشئون الداخلية لبلاده والسعى إلى تقديم مثال كلاسيكى لدبلوماسية مكبرات الصوت، فى إشارة إلى التهديد.
وردت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد بالقول بأن التواجد العسكرى الروسى بأكثر من 100 ألف من القوات على حدود أوكرانيا كان أكبر حشد فى أوروبا منذ عقود، مضيفة بأنه كان هناك زيادة فى الهجمات الإلكترونية والتضليل المعلوماتى الروسى. وتابعت قائلة: إنهم يحاولون بدون أى أساس منطقى تصوير أوكرانيا والدول الغربية على أنهم المعتدون لاصطناع ذريعة للهجوم.
مندوبة امريكا فى مجلس الامن
وجاءت الاتهامات المتبادلة فى مجلس الأمن بعدما لم تتمكن موسكو من محاولة عرقلة الاجتماع ، كما أنها تعكس، بحسب وكالة أسوشيتدبرس، الفجوة بين القوتين النوويتين، وكانت هذه أول جلسة معلنة تحدثت فيها كل أطراف أزمة أوكرانيا علانية، حتى وإن كان مجلس الأمن لم يتخذ أى أجراء.
وبعد ساعات، أرسلت الحكومة الروسية ردا مكتوبا على مقترح أمريكى يهدف إلى وقف تصعيد الأزمة، بحسب ثلاثة من مسئولى إدارة بايدن. ورفض مسئول بالخارجية الأمريكية الكشف عن تفاصيل الرد، وقال إنه ليس من المثمر التفوض علنا، وأنهم سيتركون للجانب الروسى مناقشة المقترح المضاد.
من ناحية أخرى، يجرى وزير الخارجية الأمريكية أنتونى بلينكن، الثلاثاء، اتصالا هاتفيا بنظيره الروسى سيرجى لافروف فى محاولة لنزع فتيل التوتر.
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن المكالمة الهاتفية هى أحدث نشاط دبلوماسى يهدف لتجنب غزو أوكرانيا. وكان الرئيس الأمريكى جو بايدن قد قال فى تصريحات، مساء الاثنين، إنهم يواصلون الدبلوماسية التى لا تتوقف ونزع التوترات ومحاولة تحسين الأمن لحلفاء واشنطن وشركائها ولكل أوروبا. وأشارت واشنطن بوست إلى أن المكالمة الهاتفية بين بلينكن ولافروف ستتضمن على الأرجح مناقشة الرد المكتوب من قبل موسكو على المقترحات الأمريكية.
وكان بلينكن وصف المقترح الأمريكى بأنه شيئا يعرض على الكرملين مسار دبلوماسى جاد للمضى قدما فى حال اختارته روسيا، إلا أن المسئولين الأمريكيين قالوا إن الغرب لن يخضع لطلب روسيا بأن ينهى الناتو سياسة الحدود المفتوحة ويمنع الدول مثل أوكرانيا وجورجيا من الانضمام إلى التحالف العسكرى.
من ناحية أخرى، يلتقى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين مع رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان فى موسكو، وهى المواجهة التى تحظى بمراقبة واشنطن والعواصم الأوروبية. فأوربان الذى تقود بلاده الاتحاد الأوروبى، والتى هى عضو فى الناتو، يسعى لزيادة صادرات بلاده من الغاز على الرغم من محاولة الغرب اتهام موسكو باستغلال أزمة الطاقة لكسب نفوذ على الدول الأوروبية.
وسيناقش بوتين وأوربان المشكلات الراهنة لضمان أمن أوروبا. ويعتبر أوربان حليف وثيق لبوتين داخل الاتحاد الاوروبى والتزم الصمت بشأن التواجد العسكرى الروسى على حدود أوكرانيا.
وتواصل الولايات المتحدة إتباع سياسة المزج بين التهديد والوعيد فى التعامل مع روسيا، فمع استمرار التلويح بسلاح العقوبات ونشر تقارير بشكل شبه يومى فى الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية عن العقوبات المحتملة وقائمة الأشخاص والمؤسسات المستهدفة بها، لا تتوقف عن إجراء الحوار مع الجانب الروسى على مختلف المستويات. وكان أعضاء بالكونجرس الأمريكى قد أعلنوا يوم الأحد الماضى عن اقتراب التوصل غلى اتفاق بشان حزمة العقوبات التى سيتم فرضها على روسيا فى حال غزوها لأوكرانيا.
وحددت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عددًا من كبار المسئولين الحكوميين وقادة الأعمال في روسيا والذين تعتزم الولايات المتحدة معاقبتهم إذا ما أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا.
ووفقًا لما صرح به مسئول في إدارة الرئيس بايدن لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، فقد تم إعداد عقوبات محددة ضد هؤلاء الذين ينتمون لـ"النخبة" الروسية ممن هم في داخل الدوائر قريبة الصلة من الكرملين ويلعبوا دورًا في صناعة القرار بالحكومة الروسية، كما ستُعاقب أسرهم، لكن المسئول رفض الكشف عن أسماء تلك الشخصيات.