قبل عدة سنوات، أجريت حوارًا هامًا مع مدير مباحث الإنترنت بوزارة الداخلية، حمل العديد من المعلومات الهامة، والنصائح التوعوية، التى أتذكرها كلما وقعت "جريمة إلكترونية".
وقتها، تحدث لى "اللواء على أباظة"، عن أول عام تم إنشاء "قسم الحاسبات" بوزارة الداخلية سنة 2002، حيث تلقى هذا القسم وقتها 7 بلاغات فقط، فلم يكن لدى البعض دراية كفاية بعوالم الحواسب والإنترنت.
ومع التقدم التكنولوجى المذهل، وانتشار استخدام الإنترنت، ودخول الجميع ـ دون استثناء ـ للفضاء الإلكترونى، ارتفعت الجرائم الإلكترونية بشكل كبير، وحل الفضاء الإلكترونى بديلًا لمسارح الجريمة على أرض الواقع، وباتت الجريمة تُرتكب بـ"ضغطة زر".
ورغم الجهود الكبيرة فى ملاحقة الجرائم الإلكترونية، وتحقيق أعلى معدلات الضبط، إلا أنه يتبقى هناك دور هام على المواطن نفسه، بأخذ الحيطة والحذر، أثناء التعامل مع الشبكة العنكبوتية، حتى لا نجد أنفسنا ضحايا للجرائم الإلكترونية.
"الصداقات العشوائية"، أحد أهم وسائل الجرائم الإلكترونية، حيث يتلقى رواد السوشيال ميديا سيلًا من الصداقات، ويبادر كثيرون بقبول هذه الصداقات، دون التدقيق فيها ومعرفة أصحابها الحقيقيون.
الأمر يبدأ بـ"صداقة عشوائية"، وينتهى بـ"جريمة"، هكذا المشهد يتكرر فى بعض الأحيان، حيث يتجاذب الطرفان أطراف الحديث عن أى شيء، ويتشارك الاثنان الاهتمامات، مرورًا بالاطمئنان والتعود، لينتهى الأمر بتبادل صور ومعلومات وبيانات شخصية، وصولًا لوقوع الجرائم، خاصة الابتزاز الإلكترونى والتشهير والنصب والاحتيال.
للآسف.. بات هذا الشيء الغريب، يتسلل لمنازلنا الهادئة الآمنة بسرعة البرق، مع انشغال الأب والأم فى الأمور الحياتية المتراكمة، ليجدوا أبناءهم فجأة فريسة لهذه الجرائم، بعدما غاب دور الأبوين فى المتابعة وحلت "الأسرة الافتراضية" بديلًا للأسرة الحقيقية، فاحذروا هذا الخطر، قبل فوات الأوان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة