كشف اللواء طبيب بهاء الدين زيدان، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد، خلال مؤتمر صحفى اليوم الأربعاء بالقاهرة، للإعلان عن تفاصيل مؤتمر أفريقيا الأول للصحة، إن اهتمام مصر بتطوير الرعاية الصحية لا يأتى فقط كأحد الركائزالرئيسية لرؤية مصر 2030، ولكن أيضا لتحقيق هدف خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 "الصحة الجيدة والرفاهية".
وأوضح أن الاستثمارات العامة فى قطاع الصحة تضاعفت بنحو 19 ضعفا، لتصل إلى 54 مليار جنيه فى عام 2021، بينما كانت تسجل 2.7 مليار جنيه فى عام 2013، بالإضافة إلى إطلاق أكثر من 20 مبادرة تستهدف تحسين صحة المواطن المصرى بكل فئاته، استكمال منظومة التأمين الصحي الشامل الذى يأتى على رأس المشروعات التى تتبناها الدولة المصرية فى مجال الصحة.
وأشار إلى أن رؤية الحكومة المصرية تأتى فى سياق أجندة الاتحاد الأفريقى، والتى أكدت على أن الرعاية الصحية تأتى فى أولويات اهتمامات القادة الأفارقة، حيث تعد أجندة الاتحاد الأفريقى استراتيجية للتحول الاقتصادى والاجتماعى للقارة من خلال الإسراع بالمبادرات السابقة والحالية بالنمو والتنمية المستدامة، وذلك من خلال الاعتماد على أفضل الممارسات الإقليمية والقارية فى تحقيق التنمية المستدامة، وتمكين المواطن من الوصول إلى رعاية صحية مستدامة.
وأوضح أن مصر تتبنى سياسة تكاملية مع جميع الأشقاء الأفارقة من خلال بناء شراكات وتكامل مؤسسى لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة التى تواجه القارة الأفريقية وبصفة خاصة تلك المخاطر التى تؤثر على فاعلية أنظمة الرعاية الصحية، وجودة ونوعية الحياة من خلال التعاون فى مجالات تسعى إلى تيسير وصول السكان للرعاية الصحية، ما يحد من عبء الأمراض وتأثيرها الاقتصادى وتحويلها إلى مكاسب ديموجرافية وتعزيز فرص توطين الصناعات الطبية ذات التكنولوجيا الحديثة فى القارة.
وأضاف أن الحكومة المصرية بدأت فى إعادة هيكلة نظام رعاية صحية شامل ومتكامل وتنفيذ العديد من الإصلاحات والتدابير لخلق مناخ جيد للاستثمار في قطاع الرعاية الصحية المصري، وأدى ذلك توفير مجال واسع للاستثمار في الرعاية الصحية من خلال زيادة الطلب على المنتجات الطبية وزيادة الاستثمار في مجال مقدمي الخدمات الطبية من خلال تعزيز بيئة الأعمال، ولاستكمال تحقيق هذا الغرض قررت الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية تنظيم المعرض والمؤتمر الطبي الإفريقي الأول AFRICA HEALTH EXCON للمساهمة في أجندة الصحة في القارة ولضمان الوصول العادل لمنتجات وخدمات التكنولوجيا الصحية عالية الجودة حيث يأتي كخطوة هامة في مسيرة القارة الافريقية عن طريق إعادة تركيز أذهان العاملين في مجال الصحة علىإمكانيات الاستثمار في افريقيا والمساهمة بشكل أكبر في ازدهار هذه الصناعات داخل القارة.
وتابع، أن المعرض سوف يقام خلال الفترة من 5 إلى 7 يونيو 2022 بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية (EIEC) بالقاهرة، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ليكون بمثابة ملتقي بين الشركات العالمية والجانب الإفريقي وملتقي سنوي تقوم الشركات العالمية من خلاله بعرض التكنولوجيا الحديثة في المجالات الطبية، ليمثل بوابة للصحة والابتكار في أفريقيا بهدف إنشاء منصة مستدامة تربط جميع شركاء الرعاية الصحية في العالم تحت سقف واحد.
وأضاف بأن المعرض يضم العديد من المجالات، مثل: المستحضرات الطبية، المستلزمات الطبية، المستلزمات الاسنان، الأجهزة الطبية، الكيماويات والكواشف المعملية، التعبئة والتغليف، التأمين الطبي، التغذية العلاجية والفيتامينات، المستشفيات والصيدليات، كما يتيح المعرض لجميع المشاركين مقابلة الشخصيات الرئيسية من الهيئات الحكومية والمستشفيات وقادة الصناعة الطبية، مما يعد فرصة لفتح أسواق جديدة، وتوسيع سلاسل الإمداد الخاصة بهم وبناء شراكات جديدة.
ومن جانبه، أشار الدكتور عادل العدوي رئيس اللجنة العلمية لمؤتمر "صحة أفريقيا"، إلى أن المعرض والمنتدى الطبى الأفريقى "Africa Health ExCon" يعد المحور القارى الأول للابتكار والتجارة، موضحًا أنه سيتم إنشاء منصة مستدامة تربط جميع العاملين والمهتمين بمجال الرعاية الصحية في العالم، مؤكدا أن التحركات المصرية خلال السنوات القليلة الماضية ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسى المسئولية احتلت خلالها الدائرة الإفريقية أهمية كبيرة ومكانة متقدمة، بما يؤكد الأهمية التاريخية والاستراتيجية لعلاقات مصر الإفريقية، واعتزاز مصر بانتمائها الإفريقية، فقد ذكر الرئيس عبد الفتاح السيسى أهمية القارة الأفريقية وما تمثله من أولوية في جميع أحاديثه وخطابته بشكل دائم، وما اتخذته مصر من إجراءات على صعيد التنمية في البلدان الإفريقية، بل وعبر ذلك بشكل واضح وصريح عندما قال: "إننا عازمون على عودة مصر إلى مكانتها والإسهام الفاعل مع بقية دول القارة فى مواجهة التحديات المتربصة بنا، لاسيما الإرهاب والجريمة المنظمة والأوبئة وتدهور البيئة".
وقال: "لعل نجاح مصر في تنفيذ عدد من المشروعات التنموية ومشروعات البنية التحتية فيما يزيد على 23 دول بالقارة الإفريقية، ورفع حجم التجارة البينية بشكل ملفت خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى مشروعات الربط التنموية ومن بينها مشروع "القاهرة- كيب تاون" والذى يعد أطول مشروع لربط دول شمال إفريقيا بدول الجنوب، من خلال إنشاء الطرق البرية العابرة لدول القارة، لتسهيل حركة الاستثمارات، أكبر دليل عن دعم القيادة السياسية للقارة الأفريقية ووضعها على أولويات أجندته السياسية.
وأضاف، أن الرعاية الصحية في مصر شهدت قفزة غير مسبوقة مستندة الى رؤية واضحة وشاملة حتى 2030 ، وبناء على ذلك تم إدراج أحدث الادوية لبروتوكولات علاج المرضى وبصرف النظر عن قيمتها المادية المرتفعة، ولعل منظومة التأمين الصحى، والتأمين الصحى الشامل، والعلاج على نفقة الدولة، وهيئة الشراء الموحد، وهيئة الدواء، وهيئة الرعاية الصحية الشاملة، وهيئة الاعتماد والرقابة، وغيرهم كانوا المثال الواضح لتغير وجه الرعاية الصحية في مصر لصالح المريض، كما شكلت المبادرات الرئاسية توفير أفضل أنواع العلاجات ولجميع الامراض دون تفرقة، ليحظى المريض المصرى بخدمة لم تتوفر في كثير من دول العالم المتقدم.
وقال: "لا شك إن جائحة كورونا عكست بشكل واضح أهمية دعم القطاع الصحى في العالم أجمع، لمواجهة تلك الجائحة والجوائح القادمة، وضرورة استعداد جميع دول العالم لمشاركة العلم والتطورات العلمية لمواجهة المشاكل الصحية المترتبة على تلك الجوائح، وهو أحد الأسباب الهامة أيضا التى تعكس أهمية المنتدى والمعرض حيث يتم تبادل الأفكار وعرض أحدث التكنولوجيات الطبية في علاج الامراض، مما يحقق التكامل البينى".
وأوضح الدكتور تامر عصام رئيس هيئة الدواء المصرية، أن المؤتمر يشكل بوابة انطلاق نحو تقديم الخدمة الصحية الجيدة لشعوب افريقيا حيث تفخر مصر دوما مثل تلك الفاعليات، موضحا حرص مصر دائما للنهوض بالقارة السمراء، ونظمها الصحية والدوائية.
وقال إن هناك تحديات جلية تواجهها المنظومة الصحية والدوائية في قارتنا، من بينها تزايد أعباء الامراض غير المعدية والمزمنة، ونقص في الموارد البشرية المؤهلة، ولكن يعتبر سوق الخدمات الصحية والدوائية في قارتنا من الأسواق الواعدة، حيث بلغ الانفاق فيه 200 مليار دولار أمريكي وبنسبة 6.9% من الناتج الأفريقي المحلى كما يبلغ حجم تداول سوق الدواء الأفريقي وحدة حوالي23 مليار دولار أمريكي، بنسبة 1% من سوق الدواء العالمى، وهو الأمر الذى اتخذت فيه قارتنا خطوات جادة متمثلة في انشاء وكالة الادوية الافريقية التي تشرفت مصر بتوقيع معاهدتها وايداع تصديقها باتحادنا الأفريقى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة