أكدت مجلة فورين بوليسى الأمريكية أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يُعيد الاستراتيجية التى لجأ إليها أثناء أزمة جورجيا عام 2008 فى تحركاته الحالية تجاه أوكرانيا.
وذكرت المجلة، في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني، أن بوتين حشد نحو 190 ألف جندي على طول الحدود الأوكرانية في محاولة وضع كييف كرهينة ليحصل على المزيد من التنازلات من دول الغرب، ومقارنة بحرب جورجيا 2008 وضمّ شبه جزيرة القرم في 2014، يبدو أن الغرب يُدرك تكلفة مهادنة موسكو ولذلك تجنب الوقوع في الفخ الروسي حتى الآن.
ولفتت المجلة إلى أن وضع القوات الروسية على الأرض واعتراف بوتين باستقلال المناطق الانفصالية في أوكرانيا، دونيتسك ولوهانسك، يُشير بوضوح إلى أن الرئيس الروسي يهدف إلى الشروع في مغامرة عسكرية أخرى في أوكرانيا.
ورأت المجلة أن رهان موسكو للحصول على تنازلات الغرب أخفق حتى الآن، ولذلك يبدو أن الكرملين يُنظم حملة تضليلية منسقة - على حد وصف المجلة.
وأشارت إلى نشر روسيا نحو 45 ألف جندياً ومعدات عسكرية في بيلاروسيا لتنفيذ مناورات عسكرية مشتركة، ثم إعلان بوتين مؤخراً عن الانسحاب الجزئي للقوات من قواعدها المؤقتة، وهو ما أرسل إشارات خاطئة بخفض التصعيد.
وشبّهت المجلة تصرفات روسيا الأخيرة بالنهج الذي اتبعته في 2008 بجورجيا، فآنذاك أعلن الكرملين إنهاء تدريبات عسكرية كبرى "كافكاز 2008" قبل 5 أيام بالتحديد من إطلاق العملية العسكرية الروسية في جورجيا، وهو ما رأته المجلة تشابهاً مُخيفاً.
ونوهت المجلة عن تشابه آخر في تصريحات بوتين حول وقوع "مذبحة" في منطقة دونباس بأوكرانيا، وهو ما حدث في 2014 عندما أعلن الكرملين عن حملته العسكرية في القرم بعد ما وصفه بالخطر الذي يهدد الروس في شرق أوكرانيا.
كما لفتت المجلة إلى اتهامات مشابهة حدثت في 2008 بجورجيا عندما ألقى الكرملين باللوم على الحكومة الجورجية بارتكابها تطهيراً عرقياً بالبلاد.
وبحسب المجلة، فإنه كما حدث في مناطق الأزمة الجورجية في 2008، وزّعت روسيا بشكل غير قانوني جوازات سفر على سكان المناطق المتنازع عليها شرق أوكرانيا؛ ففي عام 2008 وقبل اندلاع الأعمال العدائية، بدأت القوات الروسية في إجلاء السكان المدنيين في منطقة تسخينفالي، قبل أن يعلن الكرملين أن تحركاته بغرض حماية مواطني تلك المنطقة.
وأشارت المجلة إلى أن روسيا من المحتمل للغاية أن تتبع السيناريو نفسه والذي تم اختباره جيداً من قبل، حتى تحصل على التنازلات اللازمة من دول الغرب.
وذكرت المجلة أن دول الغرب هددت بفرض أقسى العقوبات ضد روسيا في حالة غزوها للأراضي الأوكرانية، لكن بوتين استخدم حتى الآن أدوات حرب معلوماتية وإلكترونية وعدد من الاستفزازات المُخططة بحرص في دونباس ليشن حربا غير متوقعة ولا تنطبق عليها شروط تهديد الغرب بفرض العقوبات.
ورأت المجلة أن السيناريو الحالي هو تكرار لما حدث في جورجيا على محاور عدة .. لافتة إلى أن دول الغرب آنذاك فشلت في الاستجابة للتحركات الروسية.
وأضافت أنه "إذا كان الغرب جاداً بشأن فرض أشرس العقوبات ضد موسكو فإن الوقت قد حان قبل أن يفوت الأوان على ردع موسكو".