واحد من رواد الإذاعة المصرية، إنجازاته في الإذاعة بدأت منذ بداية، خاصة مع حصوله على الترتيب الأول خلال اختبارات المذيعين، ويبدأ بالإذاعات الإقليمية، ورغم صغر سنه إلا أنه تولى إدارة تدريب المذيعين، وقدم برامج لا تنسى في الإذاعة المصرية، وكان أول صوت ينطلق بإذاعة وسط الدلتا، وتدرج في المناصب داخل الإذاعة حتى وصل لمنصب النائب الأسبق لرئيس الإذاعة المصرية، إنه الإذاعى زينهم البدوى النائب الأسبق لرئيس الإذاعة المصرية.
خلال حوارنا مع زينهم البدوى، تحدثنا معه حول متى بدأت لديه الرغبة في العمل بالإذاعة المصرية، ولماذا فضل الإذاعة عن التليفزيون، وأبرز من تدرب تحت أيدهم، بجانب أبرز البرامج التي يعتز بتقديمها، وأصعب المواقف التي مر بها، وشعره عندما كان أول صوت ينطلق بإذاعة وسط الدلتا، وكذلك اهتمامه بالحفاظ على اللغة العربية، وغيرها من القضايا والمحاور في الحوار التالى..
لماذا اخترت مجال الإذاعة ولم تختر مجال التليفزيون؟
منذ الطفولة كان تعلقى بالراديو تعلقا شديدا، وكان للإذاعة أثرها المحمود وإسهامها البين في بناء الإنسان، فكانت حارسة لبوابة الذوق في المجتمع، وكانت معنية بترسيخ القيم؛ من أجل ذلك كان حبى لها لا يُضاهى ولا يُبارى.
من كان مثلك الأعلى عندما تستمع للإذاعة المصرية؟
لا أستطيع أن أقف عند اسم بعينه، فكنت شغوفا بالاستماع إلى كل الخدمات الإذاعية المتاحة، وكان جهاز الراديو عزيزا في بيئتنا، فلم يكن يملكه إلا الأغنياء، وأنا ابن بيئة بسيطة ؛ هي بيئة الصيادين في برج البرلس بمحافظة كفر الشيخ، أنا صياد ابن صياد، ولم يكن يملك الراديو عندنا إلا من كنت أطلق عليهم سكان الدور الثانى، من أصحاب المهن التي تقوم على كاهل الصيادين، وكنت أستمتع بالاستماع إلى الراديو ، وأذكر في ذلك الحين من ينتمون إلى جيل الريادة في الإذاعة المصرية في البرنامج العام أسماء، وفى صوت العرب أسماء، وفى إذاعة الشرق الأوسط أسماء ، وفى إذاعة الشعب أسماء ، وفى بقية الخدمات الإذاعية أسماء أيضا.
من الذى شجعك على الالتحاق بالإذاعة المصرية؟
حبى للإذاعة المصرية، وكذلك تحقق أملى بالالتحاق بكلية الإعلام، وكم كنت أتمنى منذ الصغر أن تتاح لى فرصة الدراسة الإعلامية قبل العمل الإعلامى؛ لأنى على يقين بأن الجمع بين الدراسة والممارسة بالنسبة إلى من أنعم الله عليهم بالموهبة هو نعمة لا تعدلها نعمة، فعندما كان للإعلام معهد كنت طامحا إلى الالتحاق به ؛ لأنه يتطلب اختبارا للقدرات واجتيازا لاختبار القدرات، وحين تحول المعهد إلى كلية انزعجت كثيرا.
لماذا انزعجت من تحول المعهد إلى كلية الإعلام؟
لأن الالتحاق بهذه الكلية يحتاج إلى مجموع كبير في الثانوية العامة، ولكن تحقق الأمل وحصلت على هذا المجموع الذى يسر لى الالتحاق بكلية الإعلام بجامعة القاهرة.
هل من خلال كلامك أن المذيع لابد أن يكون من خريجى كليات الإعلام؟
ليس شرطا أن يكون المذيع متخرجا في كلية الإعلام أو أقسام الإعلام بالجامعات، لأن الملكة يمكن أن تتوافر لدى الحاصل على مؤهل عالٍ، وكان الشرط للتقدم لاختبارات المذيعين أن يكون المتقدم حاصلا على مؤهل عالٍ بتقدير جيد على الأقل، ولا يشترط أن يكون هذا المؤهل هو بكالوريوس الإعلام أو ليسانس الإعلام من إحدى الجامعات المصرية.
صف لنا شعورك عندما كان ترتيبك الأول على الناجحين في اختبارات المذيعين؟
تقدمت لاختبار المذيعين عام 1982 في أعقاب التخرج وأداء الخدمة العسكرية، وكانت طموحاتى محصورة في مجرد النجاح، لكن كانت المفاجأة أن كان ترتيبى الأول بين الناجحين، واستشعرت ذلك من خلال الاختبار لأن الأسئلة التي وجهت إلي وإجاباتى عنها كانت تشير إلى التفوق الذى تحقق بفضل الله أولا، ثم باستشعارى أن لدى البنوة الشرعية للميكروفون، وفى يقينى أن هذه البنوة الشرعية لابد أن تتوافر لكل من يتصدى للعمل الإعلامى الناطق.
ماذا تعنى بالبنوة الشرعية للمذيع؟
البنوة الشرعية تعنى أن تكون لديك الموهبة، وتعنى أن تتوافر لديك القدرات التي ينبغي توافرها لدى المذيع، ولا أقول المذيع فحسب ولكن أحب دائما أن أطلق هذا الوصف "الإعلامى الناطق"، لأن هذه المؤهلات إذا توافرت لدى الإعلامى الناطق صار قادرا على أداء مهمته ورسالته أيا كانت الوسيلة التي يؤدى رسالته من خلالها .
هل تتذكر تعليق أحد القائمين على اختبارات المذيعين بالإذاعة على أدائك؟
أتذكر شهادة إذاعية رائدة، ومع الأسى والمرارة لم تحصل على حقها من الإبراز، الأستاذة فتحية القناوى، وكانت إذاعية قديرة في إذاعة الشعب، وهذه الإذاعة هي الأم الرؤوم للإذاعات الإقليمية، أما الإذاعية فتحية القناوى فكانت أستاذة بحق ، وكانت ضمن لجنة الاختبار التي وفقت في اجتياز اختباراتها لي، وهى التي تولت تدريبنا العملى بعد ذلك، وهى نموذج رائع للإذاعية التي جمعت بين عذوبة الصوت، والقدرة على التعبير به إلى جانب الثقافة المتنوعة، والقدرة الفائقة على إدارة الحوار ،وكانت لها بصماتها الخاصة في الفن الإذاعي.
احك لنا عن تجربتك في اختيارك لتكون أول صوت ينطلق من إذاعة وسط الدلتا في صباح عيد الفطر عام 1982؟
تزكيتى لأكون أول صوت ينطلق من وسط الدلتا في بداية إرسالها، كانت من خلال الإذاعية فتحية القناوى، بل هي التي أوصت أن أتولى تدريب المذيعين في إذاعة وسط الدلتا، وأذكر بالفخر والاعتزاز، في أول نوبة عمل على الهواء خلال البث الرسمي لإذاعة وسط الدلتا، أن كنت أنا المذيع في الاستوديو، وكان من أنقل إليه الميكرفون لنقل شعائر صلاة العيد في المسجد الأحمدى هو الرائد الإذاعى الأستاذ فهمى عمر، وهذا تاريخ يذكر بالفخر والاعتزاز.
أنت أسست المرصد اللغوي بجمعية حماة اللغة العربية.. كيف ترى مساعى الحفاظ على اللغة العربية؟
أحيي كل خطوة في سبيل الحفاظ على لغتنا، والذود عنها ضد كل الضربات الموجعة التي توجه إليها في زمن العولمة التي تسعى إلى طمس هويتنا، وهذا هدف من أهداف الغزو الفكرى والثقافى . وأعتقد أن مجمع اللغة العربية وكل الكيانات التي تعمل في الشأن اللغوى، تحمل رسالة نبيلة للحفاظ على لغتنا في ظل هذه التحديات ، ومن بين هذه الكيانات جمعية حماة اللغة العربية، وهى إحدى مؤسسات المجتمع المدنى التى تسعى إلى أداء رسالتها، في ظل تحديات لا قبل لنا باحتمالها، وشرفت بالانتساب لهذه الجمعية بتزكية من روادها، وفى الصدر منهم الإذاعى الرائد الأستاذ طاهر أبو زيد، ونخبة من الإذاعيين الرواد من أمثال الأستاذ عبد الوهاب قتاية والأستاذ محمد الخولى والأستاذ سعيد عمارة، والأستاذ فؤاد فهمى . و لا أنسى العالم اللغوي الدكتور كمال بشر .
كيف أسست المرصد اللغوي بجمعية حماة اللغة العربية؟
تأسيس المرصد اللغوى، انبثقت فكرته من خلال تدوين ملاحظاتى على استخدام اللغة في كل ميادين الممارسة، فالمرصد اللغوى لا ينحصر في رصد الظواهر اللغوية في وسائل الإعلام فحسب، وإنما يمتد هذا الرصد إلى كل مواطن استخدام اللغة، ومنها منابر الدعوة، واستخدام اللغة في التعليم، واستخدام اللغة في ساحات القضاء، وفى البرلمان، وفى كل الأماكن، والرصد هنا ليس للظواهر السلبية فحسب ، وإنما لكل الظواهر سواء أكانت إيجابية أم سلبية، والرصد ليس بقصد الرصد، وإنما لاستخلاص الدروس المستفادة التي يمكن أن نبنى عليها توصيات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.
كيف تمكنت من تحقيق إنجازات كبيرة في الإذاعة في أول سنة لك من التحاقك بها ؟
في يقينى أنه إذا توافرت للمرء مقومات تمكنه من أداء رسالته، فحتما سيحظى بالتوفيق الإلهى لأداء هذه الرسالة. وأعتقد أن كل المحطات التي عشتها في مسيرتى الإذاعية والإبداعية والثقافية بعامة كانت محطات مهمة في حياتى، منها محطة الإذاعات الإقليمية ثم انتقالى إلى العمل في إذاعة صوت العرب وهى إحدى قلاع الإعلام العربى الشامخة، ولى فيها تجربة ثرية في الفن الإذاعى، ثم محطات الترقى التي بدأت بالإدارة العامة للبرامج الخاصة بشبكة البرنامج العام ، ثم مواكبة للعيد الماسى للإذاعة المصرية توليت موقع المدير العام لمركز التراث الإذاعى ، ثم توليت بعد ذلك موقع المدير العام للتدريب العملى بالإذاعة ، ثم توليت موقع نائب رئيس قطاع الإذاعة المصرية.
احك لنا عن تجربتك في التعليق العسكري على الهواء في احتفال العيد العشرين لنصر أكتوبر؟
كان هذا في عام 1993، وكنت مذيعا حابيا على سلم الفن الإذاعى بإذاعة صوت العرب، وكانت التزكية من الإذاعى الراحل محمد سناء، وكان يتولى موقع المدير العام للتنفيذ بشبكة صوت العرب، وسعدت بخوض هذه التجربة، لأن هذا الاحتفال أراه من أقوى الاحتفالات بنصر أكتوبر من حيث الضخامة والفقرات التي قدمت فيه، وأذكر في هذا اليوم أنى كلفت بتقديم المشير محمد حسين طنطاوى بعد ترقيته إلى رتبة مشير، ولم يكن في هذا الحفل ما هو مذاع على الهواء سوى كلمة المشير وتقديمى له وتعليقى العسكرى على لوحة تدمير إيلات، وما عدا ذلك كان مسجلا، والاحتفالية بالعيد العشرين لنصر أكتوبر كانت بالنسبة إليَّ بالفعل تجربة ثرية لأنى توليت فيها التعليق العسكرى على هذه اللوحة وأنا في بدء مسيرتى في صوت العرب.
أحد إصدارات الإذاعى زينهم البدوى
كيف استعددت لهذا اليوم؟
الاستعداد يبدأ بإدراكى لقواعد ومقومات الإذاعات الخارجية، ولنوعية الإذاعة الخارجية التي أتصدى لها، وقدرتى على صياغة النص كما ينبغي أن يصاغ، وقدرتى على الارتجال إذا تطلب الأمر هذا الارتجال، وأنا أنتمى إلى مدرسة الارتجال المنظم وليس الارتجال العشوائى.
تنقلت في الإذاعة ما بين إذاعات إقليمية تتحدث إلى أهالى المحافظات وإذاعات موجهة تتحدث إلى الخارج ثم البرنامج العام الذى يتحدث لعموم الشعب المصرى.. كيف تمكنت من تحقيق التوازن في العمل بتلك الإذاعات رغم اختلاف الجمهور الذى توجه إليه الرسالة الإعلامية؟
بل أزيدك أنى توليت ملف التطوير لشبكة القرآن الكريم، وملف التطوير لشبكة الشرق الأوسط خلال عملي نائبا لرئيس الإذاعة، لأن لديَّ إيمانا راسخا بأن المذيع الشامل هو الذى تتوافر لديه البنوة الشرعية، ولديه القدرات والإمكانات التي تؤهله لأداء رسالته حيثما كان، نعم أيا كانت الوسيلة والخدمة الإذاعية لأنه يدرك طبيعة الخدمة الإذاعية وطبيعة هذه الوسيلة، واستطعت بفضل الله خلال عملى في الإذاعات الإقليمية وخلال عملى بصوت العرب وفى شبكة البرنامج العام، وخلال تحملى لأمانة التطوير لشبكة القرآن الكريم وشبكة الشرق الأوسط، أن أؤدى رسالتى على وجهها الأكمل ، والفضل لله أولا ثم لأخذى بالأسباب، ويشهد بذلك ما تحقق من ثمار في كل هذه الميادين.
الإذاعى الكبير زينهم البدوى
قدمت برامج كثيرة في الإذاعة ولكن يعد الأشهر منها "تليفون وميكروفون" ، و"صباح الخير يا عرب".. لماذا؟
ربما لأسباب تتعلق بالأنماط العصرية في الفن الإذاعى لأن الفترات المفتوحة على الهواء تعد من الأشكال والقوالب البرامجية العصرية، لكن يسعدنى أن أذكر أنى حين بدأت في الإذاعات الإقليمية وبالتحديد في إذاعة وسط الدلتا قدمت كل البرامج التى تتفق وملكاتي وبيئتي ودراستى وهويتى، فقدمت برنامج مع الأدباء، وبرنامج مجتمع الصيادين لأننى صياد ابن صياد، وقدمت مصايف بلدنا لأننى أنتمى إلى بيئة هي مصيف في الأصل وهى بيئة البرلس وبلطيم ، إلى جانب برامج عديدة في هذا الإطار من بينها المنبر الحر، ونادى الأدب، وقصة قصيرة، ونبضة قلب، وأوائل الدلتا على غرار أوائل الطلبة، وسهرة بلا رتوش، وهى كانت سهرة لا يتدخل فيها المونتاج وكانت لونا من الوان الفن الإذاعى الجديد على الإذاعات الإقليمية، وفى إذاعة صوت العرب قدمت برامج كثيرة أعتز بها ، حيث شاركت في اللقاء المفتوح، وسهرة الأحد، وهو من أعرق برامج صوت العرب، ومن البرامج التي أعتز بها كثيرا تجارب فريدة في دنيا القصيدة، ونشر منه الجزء الأول طباعة في كتاب، وآمل أن تصدر بقية الأجزاء بإذن الله، لأنه عمل كبير جدا أفتخر به وقدمته على مدار سنوات وهو مختارات شعرية ودراسات أدبية وفقا لمنهج غير مسبوق وهو منهج التفرد في التجربة شكلا أو مضمونا أو كليهما معا . وما ذكرته من برامج هو على سبيل المثال وليس الحصر.
من هم أبرز الضيوف الذين تأثرت بهم خلال مشوارك الإذاعى؟
لا أقول تأثرت بهم، وإنما هذا التأثر ليس شرطا أن يكون تأثرا مباشرا . من بين الشخصيات التي أعتز باستضافتها في برامجى أسامة أنور عكاشة، وهو رائد من رواد الدراما التليفزيونية، و هو بلدياتى وأعتز بهذا، واستضفت أيضا أحد فرسان الدراما التليفزيونية محمد صفاء عامر، وكذلك أبو لمعة المصرى "محمد أحمد المصرى" وهو رجل تربوى من طراز فريد، وكان مديرا لمدرسة السعيدية الثانوية، ونجما من نجوم الكوميديا، واستضفت الفنان محمد رضا، والملحن محمد الموجى وأدرت معه حوارا فريدا في ذكرى عبد الحليم حافظ، واستضفت سيد مكاوى الملحن العبقرى، وكذلك السفير جمال الدين البيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق، ومهندس مفاوضات الشراكة المصرية الأوروبية، وعدد كبير من هؤلاء الذين استضفتهم من خلال برنامج تليفون و ميكروفون .
المذيع زينهم البدوى
احك لنا عن تجربتك في تقديم برنامج تليفزيون وميكروفون؟
أنا قدمت البرنامج وهو اسمه تليفون وميكروفون و200 مليون وكذلك واسمه تليفون وميكروفون و300 مليون بجانب تليفون وميكروفون و400 مليون، وهنا نقصد 400 مليون مستمع عربى، وسعدت كثيرا بتقديم هذا البرنامج لأنه بدأ بإذاعيين كبار في البداية الأستاذ حمدى الكنيسى، ثم الأستاذة نجوى أبو النجا شاركت في تقديمه، ثم الزميلة العزيزة نهلة حامد، وأنا شاركت في البرنامج منذ بدايته في التسعينيات من القرن الماضى، واستمر عطائى له حتى عام 2017، وكانت تجربة ثرية، وهو يعد من أعرق الفترات المفتوحة في الإذاعة المصرية.
احك لنا عن تجربتك في تدريب المذيعين الجدد والإدارة العامة للتدريب العملي بقطاع الإذاعة؟
دربت جيلا أصبح الآن يعمل في الإذاعات المصرية ومحطات التليفزيون والإذاعات الدولية، وأعتز بأداء رسالتى في تدريب الكوادر، وهذا التدريب بدأ من فترة عملى بإذاعة وسط الدلتا ، ثم توليت تدريب المذيعين متطوعا مع الأستاذة عائشة أبو السعد، عندما كانت مديرا للتدريب العملى بقطاع الإذاعة قبل أن تصبح نائبا لرئيس الإذاعة، ثم توليت إدارة عملية التدريب من خلال موقعي مديرا عاما لإدارة التدريب العملى بقطاع الإذاعة، وعندما كنت نائبا لرئس الإذاعة كنت أشرف على قطاع التدريب بالإذاعة المصرية، خلال هذه الحقبة صرت عضوا بلجنة تدريب وتأهيل الكوادر الإعلامية باتحاد الإذاعة والتليفزيون وشرفت بتدريب المذيعين في معهد الإذاعة والتليفزيون وفى مركز التدريب بوكالة أنباء الشرق الأوسط، وشرفت بعضوية لجنة التدريب والتأهيل الإعلامى بالمجلس الأعلى للجامعات، وأعتقد أن رسالتى في ميدان تدريب الكوادر الإعلامية وتأهيلها رسالة سامية للغاية، وأسعد كثيرا حين يعترف مذيع ذائع الصيت أو مذيعة ذائعة الشهرة بأنها تدربت على يدي.
ما هي أبرز إنجازاتك خلال توليك منصب نائب رئيس الإذاعة؟
ملف التطوير لشبكة القرآن الكريم الذى من ثماره أن مذيع القرآن الكريم صار يدير حوارا على الهواء، واختلف إيقاع الأداء لدى مذيع القرآن الكريم من عهد إلى عهد جديد، بجانب ملف التطوير في إذاعة الشرق الأوسط، وخلال هذه الحقبة كان لنا دور في دعم الإدارة العامة للتدريب العملى بقطاع الإذاعة فقدمنا إنجازات أذكر من بينها حلقة نقاشية عن تجربة القسم العربى بهيئة الإذاعة البريطانية ومدى إسهام الكوادر المصرية في إثرائها وأفضل القوالب الإذاعية العصرية التي تقدم من خلالها، وحضرها قيادات إذاعية واستضفت فيها أحد أبناء الإذاعة المصرية الذين لهم إسهام بارز في هيئة الإذاعة البريطانية وهو الإذاعى القدير محمود المسلمى، وأيضا استطعنا أن نعد خطة للتدريب تشمل دورات عديدة من بينها دورة لتدريب المدربين وأعتقد أن من بينهم الآن من يتولون التدريب في الإذاعة المصرية، حيث اجتازوا دورة تدريب على أيدينا.
احك لنا عن أبرز التكريمات التي حصلت عليها؟
أعتز كثيرا بتكريم مجمع اللغة العربية لي بمنحي درع المجمع ، مع الرائد الإذاعى فهمى عمر، وكذلك تكريم كلية الإعلام التي تخرجت فيها بمنحى درع الكلية ، وتكريم اتحاد كتاب مصر لي وأنا أعتز بانتمائى إلى النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، وشرفت بمنحى درع الاتحاد، وتكريم مؤسسة البابطين للإبداع الشعرى، إلى جانب تكريم حصلت عليه في المغرب من الاتحاد الدولى للمبدعين العرب، وتكريم الهيئة العامة لقصور الثقافي ، ومما أعتز به أنه في بداياتى في الحقل الإبداعى حصلت على شهادة تقدير من وزارة الثقافة في عيد الفن و الثقافة الأول، وكنت أيامها طالبا بكلية الإعلام بجامعة القاهرة.
خلال الحوار تحدثت كثيرا عن الإذاعى الكبير فهمى عمر.. هل كان له أثر في مسيرتك الإعلامية؟
ليس وحده بل هو وجيل الرواد من الإذاعيين بل وجيل الوسط من الإذاعيين كان لهم أثر طيب بالنسبة إليَّ، وأنا من نعم الله علي أن حبانى القدرة على التقاط مناقب الشخصية، ومن الذكاء الاجتماعى أن تدرك محاسن الشخصية التي شاءت إرادة الله أن تعاصرها ولا أنسى أنى قدر لي أن اقترب من عدد من الشخصيات أرى لها بصمة حقيقية ؛ أذكر من هؤلاء، أحمد طاهر الرائد الإذاعى فهو صاحب الأفكار البرامجية الفريدة، منها ساعة لقلبك و جرب حظك وعلى الناصية والتي ينسبها الناس لغيره ولكن هو صاحبها .
الإعلامى زينهم البدوى
ولكن برنامج على الناصية ينسب الفضل فيه للإذاعية الكبيرة أمال فهمى؟
غير صحيح، صاحب فكرة البرنامج هو الأستاذ أحمد طاهر.
من هم باقى الشخصيات التي تعتز بالاقتراب منها خلال عملك بالإذاعة؟
إيهاب الأزهرى، وهو أول مدير لإذاعة الشباب قبل أن تصبح إذاعة الشباب والرياضة، وهو رائد إذاعي أفدنا منه إفادة عظيمة في فن الكتابة للإذاعة ، وهو صاحب كتاب الإذاعة وبناء الإنسان، وكتاب الناس على دين إذاعاتهم. والإذاعي القدير صبرى سلامة ، والأستاذ عادل جلال وهو رائد في ميدان الإخراج الدرامى في الإذاعة المصرية، وشرفت بالعمل معه لسنوات في برنامج سهرة الأحد، وهو من أعرق برامج صوت العرب، والأستاذ عبد الله قاسم وهو صاحب فكرة تاكسى السهرة، وصاحب برنامج مسرح الكاريكاتير، وكانت له بصمة فريدة في ميدان المنوعات الإذاعية، والأستاذ طاهر أبو زيد، وهو أستاذ الأساتذة في إدارة الحوار الإذاعى، وصاحب أسلوب خاص في هذا المضمار .
أحد إصدارات الإعلامى زينهم البدوى
وما هو تعليقك على مسيرة الأستاذ فاروق شوشة في الإذاعة؟
الأستاذ فاروق شوشة هو فارس في ميدانه، ومن أقدر من تصدوا لإدارة الحوار الثقافي وتقديم البرنامج الأدبى ، فضلا عن كونه مبدعا قديرا و حارسا من حراس الضاد .
ما هو أصعب موقف تعرضت له في الإذاعة المصرية؟
من المواقف الصعبة التي لا أنساها، أننى كلفت يوما بنقل شعائر صلاة العيد من المسجد الإبراهيمى، وكنت آنذاك في إذاعة وسط الدلتا، وليلتها كنت أستمع إلى الإذاعة المصرية، ففوجئت بالقارئ الذى سيتولى قراءة القرآن الكريم في المسجد الإبراهيمى يقرأ في صلاة الفجر في مسجد الإمام الحسين، فهو موقف لا أحسد عليه، فذهبت إلى المسجد واطمأننت عل كل ترتيبات الإذاعات الخارجية وبقيت لدينا مشكلة أين القارئ؟.
كيف تعاملت مع هذا الموقف؟
كان السيناريو الإلهى رحيما بنا، فما هي إلا لحظات ، وعينى تتجه إلى باب المسجد إذا بشخص يدخل مرتديا الزي الفلاحى، ويرتدى جلابية وطاقية فلاحى، وأدقق في ملامحه فأكتشف أنه القارئ حلمى عبد الحميد الجمل، جاءنى من حيث لا أدرى، فقبل السلام والتحية أشرت إلى مقعد القارئ، فقال لى خيرا، فقلت له ستقرأ، فرد قائلا: إنما جئت لأسلم على فضيلة القارئ راغب مصطفى غلوش و ( أعيِّد عليه ) ، فقلت له : الشيخ راغب في مسجد الحسين، وقد جاء بك المولى عز وجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولا أنسى في هذا اليوم أنه جلس على مقعد القارئ بزيه الفلاحى وتولى قراءة القرآن الكريم في هذا اليوم وأنقذ الموقف.
هل هناك مواقف سعيدة تتذكرها خلال عملك بالإذاعة؟
أذكر أن أتيحت الفرصة لي أن أشارك في إذاعة نتيجة الثانوية العامة بإذاعة الشعب، في مقتبل حياتى الإذاعية وكانت المفاجأة وأنا أذيع نتيجة الثانوية العامة أن المذيعة التي تجلس أمامى هي الإذاعية نوال أبو زيد، وبعد أن قدمت الفقرة الأولى لى بسرد عدد من أسماء الناجحين، أذيعت أغنية لعبد اللطيف التلباني "افرحوا يا حبايب لفرحنا" ، فإذا بها تثنى على أدائى، فقلت لها : "تذكرين يوما ما منذ سنوات أنك ذهبت إلى بلدة يقال لها برج البرلس، لتسجيل برنامج أفراح بلدنا وكان بصحبتك الإذاعى "محمد طاهر السعيد"، فقالت لى : "نعم أذكر" ، فقلت لها : "تذكرين طفلا صغيرا ظل يتسلل بين الأقدام حتى وصل إليكم"، فقالت لى "اوعى تكون أنت"، فقلت لها : "نعم ؛ سمعت أن هناك فرحا في بلدتنا وستحضره الإذاعة، فحرصت على الحضور والتوجه إلى مذيعي الإذاعة إلى أن وصلت إليهم وعرفتهم بنفسى و حدثتهم عن حبى للراديو وحفظى لأسمائهم"، فدهشت وقالت "أنت هذا الطفل ؟" ، فقلت لها : "نعم" ، كان موقفا سعيدا، فهذه المذيعة التي كنت أنظر إليها بانبهار وهى بالفعل كانت صاحبة صوت فريد من نوعه، وكنت أحلم بالعمل بالإذاعة، وتمر الأيام ويتحقق الحلم وتكون هي المذيعة الجالسة أمامى ونحن نذيع معا نتيجة امتحانات الثانوية العامة.
هل هناك نصيحة تلقيتها من رواد الإذاعة وكان لها دور فى تشجيعك على النجاح فى مجال الإعلام؟
لا أذكر نصيحة بعينها، ولكن أذكر تشجيعا من خلال هذه الإذاعية فتحية القناوى، وأذكرها بالفضل، كانت تحفزنا على الجرأة والإقدام، فلا أنسى لها يوما ما وأنا في مرحلة التدريب في إذاعة الشعب، دخلت الاستوديو وكانت المذيعة هي وفاء عبد المعبود، وأنا صامت لا يخرج صوتي على الهواء ، فدخلت الأستاذة فتحية القناوى قبل موعد الموجز بدقيقتين من ناحية الهندسة الإذاعية، وقالت "صباح الخير يا وفاء، الموجز معك ؟، أعطيه لزينهم "، قبيل الموجز بدقيقتين، ثم اختفت.
ماذا فعلت في هذا الموقف؟
قرأت الموجز، وفجأة ظهرت وأثنت وشجعت، وقالت لى "اخرج لى"، ثم قالت لى "غدا ستتولى نوبة العمل على الهواء منفردا في إذاعة الشعب" وهذا ما حدث، فتشجيعها لى وحفزها لى على الجرأة والإقدام كان له عظيم الأثر في الانطلاقة التي حدثت بالنسبة إليَّ بعد هذه الواقعة.
فيما يتعلق بمسيرتك الإبداعية .. متى انطلقت؟
مسيرتى الإبداعية انطلقت منذ أن كنت طالبا، حيث شاركت في إحياء ذكرى شاعر عظيم هو صالح الشرنوبى وهو ابن بيئتى، وكنت حينها طالبا في كلية الإعلام، وهنا بدأ الاتصال القوى بالظاهرة الإبداعية من خلال الشعراء الكبار والأساتذة الأعلام ؛ يومها التقيت بالدكتور أحمد هيكل وحينها كان عميدا لكلية دار العلوم ثم صار فيما بعد وزيرا للثقافة، والتقيت بالدكتور سعد ظلام، وكان حينها عميدا لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، ومن بين الحضور من الشعراء الكبار، الأستاذ أحمد سويلم، والأستاذ فؤاد بدوى، ومن الشخصيات العامة الدكتور محمد عبد الرحمن بيصار شيخ الأزهر آنذاك ، والدكتور عبد المنعم النمر وكان وزيرا للأوقاف، وعدد كبير من الشخصيات التي حضرت إحياء ذكرى صالح الشرنوبى، ومن بين هؤلاء الشاعر الكبير محمد محمد الشهاوى، وبدأت علاقتى به منذ ذلك الحين، إلى جانب أسرة الراحل صالح الشرنوبى.
ما هي أبرز الإصدارات التي صدرت لك؟
من الإصدارات : ديوان عبير من الفردوس، و ديوان من وحى المرارة، و ديوان تباريح الغروب والرحيل، والعمل الذى أعتز به وهو تجارب فريدة في دنيا القصيدة و هو مختارات شعرية ودراسات أدبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة